fbpx

ريادة الأعمال بلا حدود: من صاحب يخت إلى مستثمر عالمي Featured

لقاء: (نيل بيترسون) الجزء الأول

(English)

ألقى (نيل بيترسون) (Neal Petersen) (المغامر المعروف والكاتب الحاصل على عدة جوائز) كلمة رائعة في قمة الشركات الناشئة التي عُقدت في مدينة سانت غالن بسويسرا في الخامس عشر والسادس عشر من شهر مارس لعام 2018. تحدث نيل بيترسون (Neal Petersen) في هذه الخطبة باستفاضة عن الصعوبات التي تواجه رائد الاعمال للبدء بمشروعه الخاص، والمتطلبات اللازم تواجدها كي يتحول أي انسان إلى مستثمرٍ عصامي يصنع نجاحه من البداية. بالرغم من خوضه العديد من الصعوبات خلال حياته، صار (نيل) من أكثر المغامرين والمستثمرين شهره، كونه شارك في أكثر السباقات والمنافسات صعوبة على مستوى العالم.

يشتهر (نيل) بأنه من محترفي رياضة سباق اليخوت. في سن الثانية والثلاثين قام ببناء يخته الخاص بنفسه والإبحار لمسافة سبعة وعشرين ألف ميل لمدة تسعة أشهر بمفرده، وكان ذلك بمثابة حدث تاريخي، حيث أنه صار بذلك أول رجل "غير أبيض" يبحر حول العالم بمفرده. اليوم نيل هو مستثمر ناجح، كاتب حاصل على عددٍ من الجوائز، وموضوع فيلم وثائقي يذاع على محطة الشبكة التليفزيونية الأمريكية (بي.بي.اس) (PBS). بالإضافة إلى ذلك فهو متحدث تستضيفه الكثير من المحطات، وبروفيسور، وأيضاً مغامر غير اعتيادي.

كتب (نيل) هذه الكلمات عن أمه التي ألهمته بألا يسقط أبدًا فريسةً لأزماته "لقد كانت أكثر من مجرد أم، لقد كانت معلمتي، ملهمتي، وبطلتي". (مقتطفات من حفل توديع د. ستيلا بيترسون 1923 – 2013).

 

وُلد (نيل بيترسون) فقيراً وعاجز بدنياً في عصر الفصل العنصري في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا. لكونه متحدثاً موهوباً استطاع (نيل) تسليط الضوء على مغامراته في الإبحار حول العالم في خطاباته التحفيزية القوية. تمكن "نيل" بفضل عمله الدؤوب من جمع بعض المال ومن ثم حصل على مساعدة والديه وتوجه الى الولايات المتحدة الامريكية حيث درس هناك وانتقل الى العيش فيها.

صراحةً لم أكن أعلم في السابق من هو نيل قبل انعقاد القمة، ولكني تأثرت بقصته بصورة عميقة. طريقته في العرض والدوروس الحكيمة التي استنباطها من مغامراته الخاصة كانت ملهمة وفريدة. هو من الأشخاص الذين يتبنون قاعدة مفادها "في الحياة، لا توجد حدود، فقط حلول".

 

تعتبر أفكاره الأساسية المثيرة مصدر الهام لكثير من الحكومات والشركات ومئات الآلاف من الأفراد حول العالم. بعد يومين صاخبين من الفعاليات والمحاضرات واللقاءات التي عقدت أثناء القمة في سانت غالن، ألقى (نيل بيترسون) كلمته العاطفية المؤثرة لينهي هذه الفعالية التي حظيت بنجاح كبير. في طريقي للخروج طلبت من (نيل) إجراء مقابلة، حيث ابدى موافقته على ذلك. في اليوم التالي التقينا لنشرب الشاي سوياً في فندق سانت سبارك الفاخر في سانت غالن، حيث كان لنا معه هذا الحوار.

 

س: بالرغم من أن مداخلتك في هذه القمة كانت رائعة، إلا أن ما يثير الدهشة هو: ما الذي يفعله صاحب يخت في مؤتمر معقود خصيصاً لرواد الأعمال؟

إن فكرتي الرئيسية عن القمة المعقودة التي أردت أن أعرضها هي رجال الأعمال على اليخوت. خبرتي في الإبحار وولعي باليخوت هما ما قاداني لكي أصبح من رواد الأعمال. أنا لم أولد غنياً، واليخوت تطلب الكثير من المال، لذلك كان علي أن أجد طريقة للحصول على المال لكي أقتني يختي الخاص. في نادي اليخوت كونت علاقات قوية مع أفراد علموني كيف أستثمر في مجال البورصة. كان هدفي هو الحصول على المال لبناء شركتي المعنية بالأنشطة الخاصة بالغوص. بدأت أتعلم أكثر عن كيفية استثمار أموالي كوني كنت أبحر برفقة أشخاص لديهم خبرة واسعة في الاستثمار، ويتوفر لديهم ثروات كبيرة يمكنهم استثمارها.

 

  

جانب من الحضور اثناء قمة الشركات الناشئة في سانت غالن خلال الفترة 15-16 اذار/مارس، 2018.

 

القصة التي رويتها للجمهور من على المنصة هي قصة شخصية جدًا "أنت لست مقيدًا بظروفك. يرجع القرار إليك في كل شيءٍ ... أن تكون عاملاً أو أن تصبح قائداً، أن ترى نصف كوبك مليئاً أو فارغاً من الماء ... إنه قرارك!". الكثير من الناس يخافون من المغامرة، ولكن قصتي برمتها قائمة على ذلك. إنها ليست عن كوني صرت مستثمرا أو رائداً للأعمال، ولكنها عن تطوير الذات والارتقاء بها، لأنك لو لم ترتق كفرد، لن تنجح كمستثمر أو كصاحب شركة. يجب أن تكون لديك بوصلتك الداخلية. يجب أن يكون لديك الإصرار الكافي لذلك والقدر الكافي من قوة الشخصية الذي يعينك على الحصول على ما تحب وما تريد.

 

س: الآن دعنا نعود بك بضع سنوات إلى الوراء، متى بدأت في الإبحار؟

لقد بدأت الإبحار منذ أن كنت طفلاً. امتلك عددٌ من رجال الأعمال الناجحين في جنوب إفريقيا قوارب كبيرة الحجم، لذلك احتاجوا إلى طواقم، وحينها كنت أبحث عن قارب لأشارك في السباقات، وبما أنه دائماً ما كان لديهم نقصٌ في الموظفين تطوعت للعمل لديهم. لقد كان والداي فقيران، لم يكن باستطاعتهما تحمل نفقات تكاليف نادي اليخوت، كان يتوجب علي أن أستقل القطار، أو سيارة أجرة للوصول الى النادي لكن لم يكن بوسعي تحمل ذلك، فكنت أسير قرابة أربعة كيلومترات حاملاً حقيبة البحر. في نادي اليخوت كان الجميع يلقون أشيائهم على جانب القارب فربما تسقط بعض الأغراض التي تحتاج لاستعادتعا، كما أنهم كانوا يحتاجون إلى تنظيف هيكل السفينة تحت الماء. تعلمت الغوص في سن الثالثة عشر، كنت أغوص، أنظف هيكل السفينة تحت الماء، أثبت الأمتعة على القارب، وكنت أدفع المال الذي احصل عليه للحصول على لوازمي المدرسية وتسديد المصاريف الدراسية والمواصلات. كان يجب أن أجد طريقة، لقد كنت مصمماً أن أبني شركتي الأولى بنفسي.

لقد حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من رجال الأعمال أنفسهم وليس من الجامعة. لقد كانت في الاستماع ومشاهدة رجال الأعمال وهم يقومون بأعمالهم. لم ينظروا إليَ كمصدر تهديد، لذلك كانوا يتحدثون أمامي بكل حرية عن كل شيء. كان هناك الكثير من الاحكام المسبقة، كانوا يرونني "مجرد طفل أسود كغيري". لقد قمت بجميع الأعمال الصغيرة والقذرة التي لم يريدوا أن يقوموا بها، ولكن ذلك مكنني من الأستماع إليهم وهذا ما جعلني أعرف كيف تسير الأمور وأنا طفل صغير.

بعد سنوات، بنيت قاربي الخاص، ولكنه لم يكن جميلاً أو براقاً لهذه الدرجة، لذلك في احدى المرات قال لي أحدهم أنه علي أن أبيع قاربي لأنه كان "أشبه بقطعة من الخردة"، وأن ألتحق بطاقم أحد الأشخاص القادرين على تحمل نفقات يخت حقيقي، ولكن هذا الرجل لم يدرك مدى الإصرار الملتهب بداخلي حينها. اليوم ربما أكون من أغنى عشرة بالمائة من أصحاب اليخوت في جنوب إفريقيا.

 

نيل بيترسون اثناء المداخلة التي الهبت مشاعر الجمهور، سانت غالن، سويسرا، 16 اذار/مارس 2018.

 

" لقد حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من رجال الأعمال أنفسهم وليس من الجامعة. لقد كانت في الاستماع ومشاهدة رجال الأعمال وهم يقومون بأعمالهم. "

 

س: ما هو النموذج الحالي لأعمالك؟

أن تكون من رواد الأعمال هو أن تكون مبدعاً، وذلك يعني أن تدرك أين تكمن نقاط ضعفك وان تتبنى خطتك واستراتيجيتك الخاصة. هذا لا يختلف كثيراً عن الإبحار. بفضل أعمالي التي أتحدث من خلالها للجمهور، والعلاقات التي نجحت في بنائها، تمكنت في النهاية من إيجاد شركات ناجحة يمكنني شراء أسهمها، ووجدت أيضاً شركات يمكن القول إنها في مأزق والتي سأهتم بمساعدتها لزيادة رأسمالها للخروج من الأزمة.

في إحدى المرات كان هناك رجل أعمال يملك شركة ألماس. كنت أعمل لديه، ولكن المنجم كان غير مجدي ولم يعد يستطيع أن يتحمل تكاليف رواتب العاملين، لذلك قال لبعض الناس وأنا من بينهم "ما رأيكم أن أدفع لكم راتبا من أسهم الشركة؟ كثيرون من رفضوا هذا العرض، لكني ذهبت إلى أصدقائي واشتريت حصصهم، وأعطيتهم مالاً مقابل تلك الحصص، وفي يوم من الأيام تم العثور على ألماس وصارت هذه الحصص ذات قيمة أعلى بكثير مما كانت عليه وأعلى قيمة من أي دخل يمكن أن أحصل عليه من الغوص أو أن يحصل عليه طاقم كامل من الغواصين في سنة كاملة. لقد كان ذلك نجاحاً كبيراً. لكن كانت لدي أيضاً إخفاقات كبيرة، كانت لدي العديد من الشركات التي اضطررت لإغلاقها لأنها كانت غير قادرة على الاستمرار، لذلك من الضروري أن تعرف متى توقف المشروع.

أتيح لي أيضاً أن أتعرف على الكثير من مديري الشركات بسبب الإبحار، الذي مكنني من إيصال الناس بعضها ببعض. كان عملي بمثابة خدمة تعارف أقدمها بين رجال الأعمال ، أنا لا أعمل لقاء الحصول على عمولات لأسباب إدارية، لكنها أسهل كثيراً بالنسبة لي لو أعجب المستثمر من أجل الاستثمار بفكرة مشروع ما. أحتاج حينها لتعليقاته الخاصة عن سبب رغبته في الاستثمار في تلك الشركة، ثم أقوم بتوصيله بالاستثمار الذي تريد وأخذ حصتي، وهذا ما نقوم به، نوصل الناس بعضها ببعض عن طريق الإبحار، بهذه الطريقة قمنا بتسهيل الكثير من التعاقدات المبتكرة حول العالم.

 

س: كيف يمكنك أن تقرر إن كنت ستقوم بالاستثمار في مشروع أو لا؟

الأمر برمته يعتمد على قرار عن علم وإطلاع. يجب عليك أن تضع المشاعر جانباً، ويجب أيضاً أن تفهم خط إنتاجك، السوق الذي تستهدفه، المنافسة المحتملة، يجب أن تعرف جيداً ما هي الموهبة أو الميزة التي لديك في مؤسستك ومقدار رأس المال الذي لديك لتتخذ قراراً نهائياً. بالطبع بعد تجربة كثير من الخطط والطرق بلا أي نتائج، يجب عليك أن تقدم على بعض الاختيارات الصعبة.

بالعودة للحديث عن الإبحار، تعلمت كثيراً عن القرارات الصعبة في السباق حول العالم في العام 1994. فبينما كنت في البحر، فقدت سارية السفينة في المحيط، لذلك كان على أن أعود إلى جنوب أفريقيا لأضع سارية جديدة، لكن حينها كنت قد تأخرت خلف اسطول اليخوت الأخرى، لو قررت أن أعود إلى السباق مرة أخرى سأحتاج حينها ما بين 85 إلى 95 يوماً. وهو ما يعني بأني سأكون في اعالي البحار في شهري ايار/مايو وحزيران/يونيو حين يصبح متوسط سرعة الرياح 100 ميل في الساعة، وهو ما يساوي قوة إعصار، لذلك نظرت إلى قاربي وقلت لنفسي " فرصي للنجاة ضئيلة جداً". في هذه اللحظة قررت أن أترك السباق، وهذا ما سميته قرار عن علم.

وعندما يكون الحديث عن الأعمال، أتبنى نفس المنهج. أنظر إلى الحقائق في السوق وأقرر هل المجازفة الموجودة يمكن تحملها أم أن هذا يعتبر انتحار مالي. قرار هام آخر يكون دائماً بخصوص فريق العمل. يجب أن يكون لديك خطة منظمة لاتخاذ القرارات الهامة. في رأيي إنه في منتهى الأهمية أن يكون لدي مجموعة من الناس أستطيع الوثوق بهم.

 

انتهى الجزء الأول ..... اقرأ الجزء الثاني

 

 

 

Last modified on Saturday, 05 May 2018 07:28
Rate this item
(0 votes)

Leave a comment

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.