fbpx
مقابلات

مقابلات (4)

(English)

محمد شاكر رائد اعمال سوري من مواليد دمشق لعام 1990. أبدى محمد اهتماماً بالرسم والهندسة منذ طفولته المكبرة. هذا الاهتمام الذي تحول الى شغف وتبلوره في مسيرة علمية حافلة بين جامعة دمشق التي تفوّق فيها لعدة سنوات دراسية وحصل منها على درجة البلكوريوس في الهندسة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي عام 2013 من جامعة جوزيف فوربيه في مدينة غرونوبل الفرنسية ثم حصل منها على شهادة ماجستير في التفاعل بين البشر والآلة عام 2015.

في رصيده عددٌ من الأوراق العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة التي نشرت ما بين عامي 2013 و2015 وهي الفترة التي عمل فيها كباحث زائر في مختبر التصميم التابع لجامعة كوبنهاغن التقنية. وخلال الفترة نفسها صمّم ونشر ثلاثة ألعاب تولّد تلقائياً بدون مصمّم، تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

انتقل محمد الى مدينة أمستردام في عام 2016 ليعمل في شركة Squla المختصة في المجال التعليمي والمهتمة بتحويل المحتوى العلمي الى نشاط تفاعلي.

لاقت أعمال محمد شاكر في المجال العلمي والمهني اهتماماً من مؤسسة TechCity UK في بريطانيا فصنفته كموهبة استثنائية من المستوى الأول في عام 2018 لينتقل بعدها إلى لندن.

يحسب لمحمد في مسيرته المهنية مشاركته في استلام الجانب التقني في شركة NFX في بريطانيا وهي شركة مختصة في المجال الطبي وتعمل على مساعدة مرض السكتات/الجلطات الدماغية.

من لندن التي يقيم بها منذ العام 2018 بدأ محمد بإطلاق أوله شركاته الناشئة العربية: شركة الميتا المتخصّصة في فهم وتحليل اللغة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي. أطلق بعدها ،ومع بداية عام 2020، منصة "فراسة عقل" التعليمية لطلاب الثالث الثانوي. يعمل حالياً هو وفريقه على إطلاق منصة تعليمية جديدة تحت اسم ألفازد Alphazed: منصة تعليمية بذكاء الاصطناعي للتعليم الغير تقليدي للأطفال العرب.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: في عصر ما بعد الحداثة، وفي ظل النتائج التي أفضت إليها ثورة الاتصالات والمعلومات، يفيض عالم اليوم بالمعلومات والأخبار المتناقضة، والتي تصل في الكثير من الأحيان لاعتراض حقائق أقرتها المجمعات العلمية، كأضرار التدخين وضرورة الإشارات المرورية، وإنكار حوادث ووقائع مثبتة وموثقة على مستوى عالي، وكأن عملية استقاء المعرفة والمعلومة أصبحت عملية انتقائية تخضع للرغبات والتوجهات الفكرية لكل شخص، برأيك كيف يمكن لتطبيق "الميتا" المساهمة في حل هذه المعضلة في المنطقة العربية؟

سؤال مهم جداً. هناك نقطتين مهمين اود التحدث عنهما هنا:

١- مشكلة الرأي من وجهة نظر واحدة: جميعنا يولد في بيئة معينة بخلفية معينة وبمعتقدات معينة. كل هذه "الخلطة" تؤثر في هويتنا، وكيفية تمسّكنا بمعتقد معين. الشيء الغريزي لدينا أن نتفق أكثر مع الآراء المتفقة مع خلفيتنا العقائدية ونهاجم ونرد الآراء المخالفة لخلفيتنا العقائدية. هذا يظهر بشكل كبير جداً لدينا. 

ولذا، كان هدفنا الأول في الميتا أن نكون منصة لا تتبع لأحد، وأن نكون منصة لإظهار الآراء جميعها لجميع العرب. ولهذا ترانا في الميتا قد عملنا لمدة ٤ أشهر لتطوير نظام يعمل بشكل تلقائي للتعرف على المقالات التي تتحدث عن الموضوع ذاته وتجميعها في مكان واحد (ما نطلق عليه في الذكاء الصنعي مصطلح "عنقود واحد" أو cluster). بعد ذلك نقوم، وضمن كل عنقود، وبشكل تلقائي بتحديد وجهات النظر لكل مقالة ومقارنتها بوجهات النظر للمقالات الأخرى. نلخّص أيضاً مجموع هذه المقالات تلقائياً تحت بند "أهم ما يجب معرفته عن هذا الخبر." كل ذلك نظهره بعد ذلك للمستخدم ليعلم بوجود وجهات نظر مختلفة وليعلم بأهمية وجود هذه الآراء. انظر المرفق:

أضفنا مؤخراً خاصية "أخبار متعلّقة بهذا الموضوع" لأي مقالة. فترى مثلاً أنه لهذه المقالة:

يظهر لك مباشرة تحتها مقالات من مصادر إخباريّة أخرى عن نفس الموضوع مع جودة محتواها بشكل مباشر. كل هذا لنقدّم للمستخدم الأدوات المناسبة له ليغوص في المحتوى بشكل أفضل وأوعى وأعمق، في أي وقت يريد ذلك.

نحن البشر لا نحب الأشياء ذات الأمور الثابتة Absolute وإنما نحب المقارنة. وجود وسيلة لمعرفة جودة المحتوى والمقارنة بين عدة مقالات ذات محتوى مماثل هو طريقة جيدة لإظهار الأفضل بينها.

٢- استخدام عامل غير بشري غير موجه لفحص المحتوى: أظن أن العامل البشري دائماً ما يكون منحازاً لطرف حتى لو لم يرد ذلك. وجود ذكاء صنعي "محكوم بقواعد صحيحة" يجعل من هذه العملية موثوقة أكثر. ولهذا تجد أننا قمنا بتخصيص خدماتنا في الذكاء الاصطناعي للعموم. يستطيع أي شخص أن يدخل أي رابط لأي مقال عربي ومعرفة خصائص جودة محتواه. نوفّر هذه الخدمة أيضاً بشكل برمجي باستخدام واجهة تخاطب برمجية API لأي شركة عربية أم أجنبية تريد أن تقيس جودة محتوى معين. يمكنك النظر بالمرفقات.

 

رواد الأعمال العرب- السويسريين: لطالما انتُقد محرك البحث غوغل بسبب عمله في انتقاء الأخبار التي تظهر في أعلى النتائج على أساس أن من يدفع أكثر سوف يظهر موقعه في أعلى نتائج البحث، وبالرغم من إطلاق مجموعة جوجل لتطبيقها الاخباري في عام 2018 والذي أعطى الأولوية للأخبار الموثوقة على حساب نموذج "تجربة العميل" والمواقع التي تدفع أكثر، إلا أن الإشكالية مازالت قائمة، فالمواقع التي تقدم الأخبار الموثوقة كثيرة، أما المعيار الذي يتم على أساسه اختيار المواقع، فمازال يثار حوله الكثير من الغموض والتشكيك. فما هي المعايير التي يقوم على أساسها تطبيق "الميتا" بانتقاء الأخبار؟ هل لديكم تعاقدات من نوع ما مع مواقع إخبارية وصحف أو وكالات أنباء؟ 

 أظن أن ما ذكر صحيح تماماً. مشكلة "أخلاقية الذكاء الصنعي" أو Ethical Artificial Intelligence هي مشكلة في أي نظام يستخدم الذكاء الصنعي. سأذكر مثالاً: في مجال المركبات ذاتية القيادة، إذا كان احتمال وقوع حادث هو 100٪ لسبب ما، هل سيقرر "النظام الذكي" الاصطدام بطفل، بعجوز أم بحائط (والتسبب بالموت المحتّم للسائق)؟ هل سيختار النظام الذكي انقاذ السائق والتسبب في موت العجوز لأنه كبير في  السن أم الطفل؟ كل هذه أسئلة يجب أن نسألها ونعرف إجابتها ووضع ضوابط لها. أظن أننا في الميتا نلقي الضوء كثيراً على هذا الموضوع. ولهذا السبب نحن من الشركات القليلة جداً عالمياً والمعدودة على الأصابع عربياً والتي تنشر كيفية بنائها لأنظمة ذكائها الصنعية للعلن. لسبب أننا نريد أن يعرف جمهورنا كيفية عمل أنظمتنا. ولكي يكون متاحاً للجميع ليضيفوا عليه أو يطلبوا بتعديله. بالرغم من حجم فريقنا الصغير جدأ والتكلفة العالية جداً كوقت لهذه التوثيقات، فإننا قمنا بها من اليوم الأول للمنصة. لدينا الآن أكثر من 100 مقالة على مدونتنا: http://almeta.io/blog 

رواد الأعمال العرب- السويسريين: من المعروف أن إطلاق تطبيق جديد أو منصة يحتاج على أقل تقدير لستة أشهر كما يقول المختصين في هذا المجال، لكنك استطعت سيد محمد برفقة فريق عملك المكون من ستة أفراد إطلاق تطبيق "ميتا" ومنصتان تعليميتان خلال فترة قياسية (3-4 أشهر) هل لكَ أن تُطلعنا على سر هذا النجاح؟

 إنه ناتج عن نقطتين:

١- مجهود الفريق. أعضاء فريقنا (أبضاياتنا) مختارون بعناية فائقة. الشرطين الرئيسين لدي في اختيارهم كان في أنهم قاموا بتصميم أو إنجاز عمل متقن بالكامل من 0 الى 100 بنفسهم من قبل. وثانياً على أنهم قادرون على أن يأخذوا أي فكرة من مجرد فكرة إلى منتج برمجي نهائي بأنفسهم. أظن أنه عندما تضع سقف الاختيار بشكل عال ستكون مسروراً فيما بعد. قمت بمقابلة ٢٠٠ شخص لنختار ٤ أشخاص تقنيين في النهاية. كانت الخطوة الأصعب في تعريفهم بهيكلية هندسية مغايرة تماماً لما اعتادوا عليه في البلاد العربية. فاجأني جميعهم بشراهتهم للتعلم وبقدرتهم على التأقلم بسرعة كبيرة. هذا ما أحبه في فريقنا. 

٢- أظن أن خبرتي السابقة في العمل مع شركات ناشئة في الغرب أفادتني. إضافة لكوني شخص خاض تجربة التخصص في مجال الذكاء الصنعي Specialist ومن ثم محاولتي على أن أكون عامًاً أكثر Generalist بمعنى أنني أريد أن أعرف أكثر ما يمكن عن كل شيء. بعد انتقالي إلى المملكة المتحدة وانضمامي لشركة ناشئة أنا الشخص التقني الوحيد فيها، علمني الكثير. لأن ذلك دفعني لأن أقوم بتوظيف كل ما تعلمته سابقاً في إنشاء وتصميم وتنفيذ منتج من مجرد فكرة إلى إنشاء منصة كاملة بيدي وكل ما يتعلق بها. أكسبني ذلك الفهم كيفية بناء منتجات ومشاريع كاملة من الصفر إلى واحد بدون خوف. أعدت الكرّة ٤ مرات حتى الآن. دوماً من لا شيء إلى منتج كامل. يكسبك ذلك ثقة بالنفس كبيرة. لأن القليل جداً من المبرمجين الآن هم من الـ Generalist الذين يستطيعون بناء أنظمة كاملة بأنفسهم. قراءتي الشرهة للكتب في مجالات مغايرة وفي المجالات الغير تقنية أفادتني في المجالات التقنية. أحاول أن أواظب على قراءة 70-90 كتاب في السنة. أظن أنها غيرت تفكيري بالكامل في السنوات العشر الماضية. جعلتني أفكر بطريقة مغايرة للجميع فيما يتعلق بالعمل وخارج العمل.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: انعكس انتشار وباء (كوفيد19) على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وكان لقطاع التعليم النصيب الأكبر من الضرر الذي لحق به بسبب هذا الوباء. كان لديك بصمة في مواجهة آثار الوباء على قطاع التعليم في المنطقة العربية من خلال إطلاقك لمنصتي "ألفازيد" و"فراسة عقل" التعليميتين، ماذا تُحدثنا عن هاتين المنصتين؟ وأين تجد مستقبل التعليم الرقمي في المنطقة العربية في المدى المتوسط؟

كنا قد بدأنا قبل كوفيد ب حوالي ٤ أشهر بإطلاق منصة "فراسة عقل" لطلاب الثالث الثانوي ودعمهم في الجانب النفسي والذي هو جانب مغفل تماماً في الثالث الثانوي الذي يدور حول "العلامات." حال إغلاق المدارس والجامعات قمنا بالتركيز بشكل أكبر على "فراسة عقل" وفي غضون إسبوعين قمنا بإطلاق تطبيق تعليمي متكامل يضم الجانب التعليمي أيضاً للصف الثالث الثانوي. وظيفته بشكل بسيط هي توفير جميع الفيديوهات التعليمية من أفضل المدرسين والمدارس في منصة واحدة وإتاحة خدمة البحث والتبويب للجميع. التطبيق مجاني للجميع ومتاح لأي طالب ثالث ثانوي. بعدها قمنا بالتركيز على تطبيق للأطفال الأصغر عمراً بين 6-12 سنوات في تطبيق "ألفازد." كنا نستطيع إطلاقه في الشهر الخامس أيار من ٢٠٢٠. لكنني اتخذت القرار في النهاية بتأخيره وبنائه لتوفير بيئة تعليمية للأطفال مغايرة تماماً عن أي تطبيق تعليمي آخر، عربياً كان أم أجنبياً. يعتمد التطبيق على الطريقة ذاتها التي نتعلّم بها ونحن في الصغر، وهي المحادثة والإسلوب القصصي عوضاً عن إسلوب التلقين والتذكر (يمكنك مشاهدة بعض النماذج الأوليّة هنا: https://thealphazed.com/). أردته عربيّاً بحسّ عربي جديد مبدع ولهذا يأخذ تطبيق ألفازد الكثير من اهتمامنا حالياً وسيكون متوافراً في الشهر السابع تموز من ٢٠٢٠.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: أعلنت شركة "تويتر" مؤخراً أنها سوف تسمح لموظفيها بالعمل عن بُعد بشكل دائم حتى بعد انتهاء حالة الإغلاق المرتبطة بفايروس (كوفيد 19) هل يمكن اعتبار ما فعلته شركة "تويتر" مؤشرا لتسيد لنموذج العمل عن بعد لمشهد بيئة الأعمال في المستقبل القريب، أم أن التوسع الحاصل في اعتماد نموذج العمل عن بُعد سوف يبقى مسألة عرضية تتراجع مع انتهاء حالة الإغلاق المرتبطة بفايروس (كوفيد19)؟

أظن أننا يمكننا صياغة السؤال، هل كوفيد سيؤثر على قطاع العمل فقط أم على الحياة بشكل كامل؟ تجد هنا في الغرب أن هناك تخوّف شديد مثلاً فيما يتعلق بركوب وسائل النقل العام. والتي أظن أنها تخوفات في محلّها. فيمكنك سؤال أحدهم: متى ستشعر بالأمان من ركوب وسائل النقل العام في لندن؟ بالنسبة لي مثلاً، ليس قبل أن يوجد لقاح ويتوفر للجميع. لأنه من المستحيل أن أتخيل أن أكون متواجداً في London Underground مع زحمة الساعة الثامنة والنصف صباحاً. ولذا فأظن أن ذلك سيطال حياتنا لآخر السنة القادمة 2020، على الأقل في الغرب. أظن أن ذلك سيدفعنا لأن نكون ديناميكيين أكثر كبشر. ليس فيما يخص كوفيد فحسب، وإنما في كيفية تكيّفنا مع أي شيء مغاير للعادة في المستقبل. كما يقول داروين: الجنس الذي سيبقى هو الجنس الأكثر قدرة على التكيف، وليس الجنس الأقوى بالضرورة. لذا أرى أن نفس هذا المفهوم ينطبق تماماً على شركات اليوم، العربية منها قبل الأجنبيّة.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: من خلال تجربتك في بيئة العمل عن بعد، ماهي التحديات والمكاسب الناتجة عن اعتماد هذا النموذج؟

 أظن أنها عملية يمكن قياسها من ٣ وجهات نظر:

١- من وجهة نظر الشركة: الحرية في اختيار الأكفأ بدون عائق الموقع الجغرافي. 

٢- من وجهة نظر الموظف (والذي نطلق عليه كلمة أبضاي  في الميتا): الأبضاي له حرية استخدام وقته وكيفية تقسيم يومه. لديه وقت أكثر لنفسه إن كان في تعلّم أشياء جديدة أم في قضاء وقت مع أسرته.

٣- من وجهة نظر البلد التي يعيش فيها الموظف: أظن أن العائد المالي للبلد جيد جداً في هذه الحالة في البلدان العربية التي تمتلك شباب كفؤوين يريدون التعلم والعمل على مشاريع كفؤة. وهذه نقطة هامة جداً حالياً بسبب الوضع الحالي للبلاد العربية.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: تقوم المشاريع التي أطلقتها على التمويل الذاتي، وحتى الآن لم تحقق مكاسب مادية من خلال تلك المشاريع، ما هي خطتك المستقبلية لتحقيق المكاسب المادية عبر هذه المشاريع؟

 بالرغم من تحفظي على سلوك إيلون مسك مؤخراً سأذكر قولاً له دائماً ما أفكر فيه منذ بداية هذه المشاريع: "When something is important enough, you do it even if the odds are not in your favor." ومعناه أنه: "عندما تعمل على أشياء ذات أهميّة فإنك تبذل لها الجهد لنجاحها حتى ولو كانت الظروف والفرص ضدّك ومعاكسة لك." 

سأتكلّم في هذا السياق عن تطبيقنا التعليمي ألفازد. أظن أن الوضع الحالي في المنطقة العربية، خارج منطقة الخليج، لمشاريع التعليم والمحتوى صعب وغير مربح على المدى القصير وسيكون طويلاً ومضنياً على المدى الطويل. تبتعد الشركات الناشئة العربية عن المشاكل الرئيسية في بلادنا وترى الكثير من التطبيقات الغير مفيدة على حساب التطبيقات المفيدة الغنية. لأنه وللأسف، التطبيقات المفيدة ليست مربحة وليس لها جمهور كبير بسبب وضع الفرد الصعب في البلاد والذي يبحث عن شيء يبعده عن واقعه و"يريح رأسه." 

ولكن، أحب خوض هذا العمل لأنه مهم لشعبي وأمتي وأظن أنه يمكنني تقديم الكثير من هذه الناحية بسبب خلفيتي في مجال الهندسة، التعليم والتصميم. أظن أنها خلفية تجعله من الواجب علي أن أوظّف هذه الخبرة لشعبي. وهذا ما يغفله الكثير من المغتربين العرب في الغرب عندما ينسون أي شيء يمت لأوطانهم بصلة.

بنفس الوقت لا أظن أنه من الرشد أن يكون المشروع غير ربحي وبعيد المدى. لأننا إذا لم نستطع تحمل التكاليف فلن نكون قادرين على تقديم منتجاتنا بالأصل. ولذلك هي موازنة. 

التفكير بمقياس 100 سنة للأمام يغير من وجهة نظرك للأمور. أظن أنّ بداية مشروع تعليمي كـ ألفازد هو لجيل الآن كما هو لـ 100 سنة من الآن. ولكن لن يظهر أثره حتى يكبر هذا الجيل الحالي وأكون أنا وهو قد رحلنا عن هذه الأرض مع 2100. ولكن، إذا بدأنا به الآن سنكون في كل سنة قد أضفنا وقمنا بتحسين تعليم أجيال قادمة، وليس جيل واحد، من الآن ولـ 2100 وأكثر.

بالتفكير الآن بالعائد المالي: إذا استطعنا تقديم تجربة تعليمية مفيدة وأفضل من غيرها بـ 100 مرة ولكن بسعر 1/10 من غيرها، ومتاحة لـ 100 مليون عوضاً عن 10 آلاف، عندها نكون حققنا عائد مالي يكفي لتحقيق رؤية بعيدة المدى لـ 100 سنة قادمة وبعائد مالي يدفعنا أكثر لتغيير أجيال قادمة وليس جيل واحد. هذه فكرتي عن مشروع تعليمي مثل ألفازد. 

بالنسبة لـ الميتا، الموضوع مشابه. ماذا يمكن أن تقدم الميتا؟ في 100 سنة؟ أظن أن الميتا لأكثر من ذلك. العقل هو أكثر عضو ساحر في الوجود. بتقديس العقل والفكر السليم لا حدود لكمية الإبداع والنمو التي يمكن أن تحدث، لعقول عربية أم بخصوص وبشرية بعموم. إذا استطعنا التغيير من الواقع العربي القائم على نظرية وجهة النظر الواحدة وإذا استطعنا تقديم خدماتنا لشركات أخرى لتستخدمها في تطبيقات جديدة كما نستخدمها نحن في مجال الأخبار، فلن يكون تأثيرنا لـ 300 مليون عربي وإنما لأي إنسان وشخص يقدس تلاحم الأفكار وينبذ تلاطمها.

رائدة الاعمال فرح عبد الحميد، مديرة شركة ار سي جي (RCG ) للإعلام ، جمعت بين الفصاحة والفروسية والشعر والالقاء وتعرف بأنها ملكة المباشِـر. هي ابنة الاعلامي عماد عبد الحميد، الذيي يعتبر من المؤسسين للصحافة الطبية في دولة الامارات كما حصل على العديد من التكريمات من قبل الحكومة الاماراتية والجوائز الاعلامية في مجال التحقيقات الصحفية. ولدت فرح ونشأت في دولة الامارات العربية فأجادت اللهجة الاماراتية بالإضافة الى لهجات عربية أخرى، وكانت دائماً من المتفوقين في القسم العلمي ، لكنها فضلت الاعلام على طب الاسنان كتخصص جامعي بدعم رئيسي من والدها الذي يعمل في صلب المهنة منذ أعوام كثيرة.

 

حصلت على بكالوريوس إعلام من الجامعة الأمريكية في دبي في العام 2013، وتخرجت بامتياز تخصص صحافة تلفزيونية من كلية محمد بن راشد للإعلام، كما أنها حصلت على عدد من الشهادات والتكريمات من خلال مشاركات متنوعة على مستوى دولة الامارات في عدة مجالات كالإعلام، والمبادرات المجتمعية و الكاتابة والخطابة وإلقاء الشعر ، مثل مسابقة قطار المعرفة حيث قرأت ولخصت وسردت أكثر من 20 كتاب وقصة قصيرة، كما تم تكريمها لمشاركتها في مسابقة تلخيص كتاب رؤيتي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم لفئة طلاب المدارس، ومسابقة كن صحفيا لجريدة الامارات اليوم عن كونها أصغر صحفية متأهلة للمرحلة النهائية.

 

اثبتت قدرتها في مجالات متنوعة كالالقاء والكتابة والخطابة والعزف وكانت المفضلة دائما في الاذاعة المدرسية. بدأت مشوارها الاعلامي منذ الصغر من خلال تقديم برامج المسابقات في مهرجان دبي للتسوق وفي مفاجآت صيف دبي وقدمت عددا من برامج الأطفال وبرامج المسابقات منذ 2000 حتى 2006. عملت مراسلة في قناة صانعو القرار من خلال تغطية خاصة لاحداث مفاجآت صيف دبي عام 2010 ، ثم أثبتت كفاءتها كمذيعة ومعدة برامج، فحملت لقب أصغر مذيعة سياسية في الشرق الأوسط حيث قدمت صحافة بلا حدود، البرنامج الصحفي المباشر الذي يعرض الاحداث السياسية والاقتصادية و الرياضية و المنوعة التي تتناولها الصحف العربية والعالمية، ثم قدمت عددا من البرامج المنوعة المباشرة والمسجلة بين السينما واخبار الفن و برامج معنية بجمال المرأة و صحتها آن ذاك.


روت لنا فرح تجربتها في بدايات مشوارها عندما تقدمت للقبول لتخصص الاعلام الذي حظي بمنافسة شديدة وعدة اختبارات قبول وطوابير انتظار، وعن هويتها المهنية تعرف بنفسها بأنها اعلامية و فارسية ناشطة و مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولها اهتمام كبير في مجال تمنية الشباب والمرأة والمبادرات الانسانية والمجتمعية . بالرغم من الانجازات التي حققتها فهي تعتبر أنها ما زالت في بداية المشوار وهناك الكثير لتحققه ، كان لنا معها هذا اللقاء:

 

انت صحفية، مقدمة محترفة ، كاتبة وشاعرة، نجمة في وسائل التواصل الاجتماعي تمارسين رياضة الخيل، حصلت على عدد من الشهادات من خلال مشاركات متنوعة على مستوى الامارات في عدة مجالات كالكتابة والخطابة وإلقاء الشعر والتمثيل، مثل مسابقة قطار المعرفة حيث قرأت ولخصت وسردت أكثر من 20 كتاب وقصة قصيرة، كيف حصلت على كل هذه النجاحات؟

هذه النجاحات جاءت من الشغف الذي دفعني للتوجه الى هذا المجال، وذلك بداية من المدرسة حيث كنت القي كلمات ارتجالية، كما شاركت في مسابقات الخطابة والالقاء وتلخيص الكتب، وقد بدأت أعمل منذ كنت طالبة في الجامعة كأصغر مراسلة صحفية، كما عملت في تلفزيون دي ام (DM TV) في مهرجان دبي للتسوق خلال الأعوام 2009-2010، وبالنظر الى اتقاني للغة العربية وملكة الالقاء والقدرة على الحديث أمام الكاميرا انتقلت الى تقديم برنامج "صحافة بلا حدود".

كما شاركت في مسابقة كتاب رؤيتي للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وكانت المنافسة شديدة، اذ كنت من بين ثلاثة متسابقين وصلوا الى المرحلة النهاية. وتتلخص فكرة الكتاب حول الدور الايجابي للفرد بالرغم من البيئة المحيطة المليئة بالمشكلات والاحباطات، وتتمثل فلسفه الكتاب في أن المشكلات هي مدعاة الى ايجاد حلول، ولكن هذا بحاجة الى قوة ادراك وبصيرة عالية ، وهو ما يميز الاشخاص ذوي الوعي العالي والحكمة وذوي الهمة من قياديين ايجابيين ، خاصة في ظل وجود منافسة كبيرة في دبي في ظل وجود كم هائل من الشركات المحلية والعالمية واصحاب الخبرات، بحيث يصبح البقاء للاقوى والأكثر حرفية ومهنية إبداعا و ابتكارا.

يعتبر العمل الجاد احدى أهم عوامل النجاح الخاصة بي، وكان علي أن اضحي بالحياة الوديعة، خاصة أثناء الدراسة الجامعية، حيث كرست معظم وقتي في العمل الدؤوب وصقل كل ما اتعلمه من دروس نظرية في الحياة العملية والتلفزيون، وقد بدأت الحياة المهنية مبكرا. كما أنني عملت على الموازنة بين التحصيل العلمي والعمل، فاضطررت لتخفيض ساعات العمل من دوام كامل الى جزئي خلال المراحل الدراسية النهائية لكي اتمكن تحقيق التفوق العلمي.

كما عملت كصحفية متعاونة مع عدد من المواقع الالكترونية والمؤسسات الصحفية داخل الدولة و خارجها، وكان لدي عمود رأي في صحيفة و موقع هتلان بوست ، كما أعددت و كتبت الكثير من التحقيقات واللقاءات الصحفية لمجلات كل الاسرة و سنوب و سيدتي وغيرها، وهو ما منحني اسما في عالم الصحافة حتى قبل أن انهي دراستي الجامعية، وتمكنت بتحقيقاتي وارائي الصحفية من دخول مجال يزخر بأسماء اعلاميين خبراء مثل عبد الرحمن الراشد وطارق الحميد الذين أكن لهم كل الاحترام.

 

اذا امكن الحديث عن تاريخك المهني وكيف يمكن القيام بعدة مهام والموازنة بين مختلف جوانب الحياة؟

بدأت عملي في قناة تلفزيون دي ام تي في (DM TV) كمقدمة اخبار بالاضافة الى برامج اخرى منوعة، ثم عملت في قناة الشرقية، وهي القناة العراقية الاكثر شهرة في العراق، كمعدة برامج ومذيعة في النشرة الاقتصادية الرئيسية، وهو ما شكل تحديا بالنسبة لي نظرا لان خلفيتي العلمية ليس اقتصادية وتوجب علي الالمام بالمصطلحات الاقتصادية والتحديثات بشكل يومي. تمكنت خلال عملي من اجراء لقاءات مع شخصيات وزارية ودبلوماسية مهمة في الساحة العراقية . ثم عملت في مجموعة ام بي سي، اذاعة بانوراما، لمدة اربع سنوات، حققت من خلالها نجاح كبير من خلال برنامج هيك الويكيند الذي حقق شعبية واسعة في السعودية و خارجها و في الوسط الفني ايضا. كما عملت فترة مع تلفزيون دبي في مجال الاعداد والانتاج، و تسجيل الاعلانات الصوتية للقناة، حاليا أعمل كمتحدثة في المؤتمرات والمناسبات الرسمية والدولية في الامارات ولي تعاون مع عدد من القناوات بحيث يتم استضافتي للتعليق على موضوع، قضية أو فعالية معينة.

من الفعاليات الدولية في الامارات التي تشرفت بالعمل فيها مع المنظمين كشريك اعلامي أو مدير اعلامي مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية الذي يجمع شخصيات فنية مرموقة وعالمية في الشارقة، حيث كان من بين ضيوف المهرجان لهذا العام الفنان العالمي ريتشارد كلايدرمان صاحب موسيقى جيمس بوند الشهيرة، وقدّمت ليالي المهرجان الأربعة مباشرة، بحضور نخبة من الشيوخ واصحاب السلك الدبلوماسي والفنانين العالميين والمحليين. كما كنت المدير الاعلامي لمعرض الفارس الدولي للخيل والفروسية في النسخة الـ12 في ميدان، وهو يعتبر من أكبر المعارض التي تنظم في الامارات المختصة في مجال الفروسية، وامتاز المعرض بتنوع عالمي هائل من حيث المشاركات المتخصصة في مجال الفروسية من امريكا، بريطانيا، اسبانيا و غيرها لأكثر من 150 علامة تجارية تخدم قطاع الفروسية و الفرسان و البيطرة.

كما عملت في الماضي على كتابة النثريات وما زالت هناك بعض المقالات المنشورة لي في عدة مواقع اخبارية، لكن نتيجة لانشغالي بالعمل الاعلامي كمقدمة برامج ومقدمة أخبار لم يعد بامكاني الكتابة آن ذاك. ان طبيعة عملي تشبه رواد الأعمال الى حد ما، حيث يتوجب علي القيام بمهامي على مدار اليوم، واتتطلع الى العودة للكتابة.

 

ما هو برنامحك اليومي وكيف تصفين تجربتك كرائدة في مجال الصحافة والاعلام؟

اعيش في سباق مع الزمن، وعلى الرغم من ذلك اشعر أحيانا بان لدي المزيد من الوقت خاصة عندما ابدأ عملي في الصباح الباكر. وأحرص على تنظيم انشطتي وفقا لجدول زمني ولا احب العشوائية، وعملت على تعويد المحيطين بي على هذا النظام، كما أنني حريصة على علاقتي بعائلتي حيث اخصص لها يومي الجمعة والسبت.

حاليا أعمل على ادارة شركة آر سي جي لخدمات الاعلام والسوشيال ميديا، بالاضافة الى عملي كاعلامية مستقلة من خلال تغطية أو تقديم المناسبات والمؤتمرات والمحافل في الدولة وخارجها، كما اقدم الاستشارات في مجال الاعلام واشارك في المؤتمرات والانشطة المختلفة والمعارض. أعمل احيانا ضمن فريق وأحيانا أخرى بشكل فردي حسب طبيعة المشروع.  

وبخصوص هواياتي، احب رياضة الخيل لما للخيل من بركة واثر ايجابي في الحياة، حيث امارسها في الصباح الباكر، حيث اعتاد منتسبي رياضة الخيل اتباع نظام صارم للنوم والاستقاظ الباكر. اشارك من حين لحين في مسابقات، ولا يهمني الفوز بقدر ما يهمني المشاركة وممارسة الرياضة.

و كوني اعلامية وناشطة مؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي احصل على دعوات للمشاركة او لحضور أبرز الفعاليات والاحداث المحلية و العالمية ، لكني اعمل على ترتيب اولوياتي وتحديد اهتماماتي حتى احقق الفائدة القصوى من وقتي. وبخصوص الجوانب الشكلية والهندام، فقدوتي كل من ملكة الاردن رانيا، وكيت ميدلتون، دوقة كامبريج. ومن الامور الظريفة وبالرغم من أنني اميل الى البساطة، بحكم وظيفتي اعاني من تراكم العديد من الالبسة في خزانة الملابس أحيانا.

 

هل واجهتك معوقات كامرأة؟

اتمتع بانفتاح على العالم والثقافات الاخرى خاصة الغربية. بالطبع يزداد الحديث عن حقوق المرأة في الاونة الاخيرة في البلدان العربية والخليجية، الا انني اتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية ولست ارى من عوائق حقيقية أمام رائدات الأعمال للتميز. وبالنسبة لي كفتاة شرقية، لي خصوصية احب أن تلازمني وأعمل على الحفاظ عليها، ومن الضروري ان يكون هناك انسجام بين الفرد والمجتمع. ولقد حصلت على عدة عروض للسفر والعمل مع محطة تلفزيونية في لبنان والى لندن للعمل كمذيعة في محطة راديو، وكان لي عرض سابق فوز انهائي المرحلة الجامعية من قناة كبيرة في قطر، الا أنني قررت البقاء في الامارات، لما لها من خصوصية كبيرة في قلبي وأريحية من مختلف الجوانب، أدام الله علينا الأمن و الأمان، عائلتي هنا، أصدقائي، أحلامي، ونجاحاتي، إضافة إلى أن بيئة العمل في الامارات اليوم من افضل ما يطمح له اي شخص حول العالم وخاصة الشباب للتسهيلات والفرص الموجودة ودعم الحكومة للأفكار وأصحاب المشاريع الخلاقة وهذه ميزة لا نراها في اي مكان.

وبخصوص وضع المرأة في المجتمع، عملت دولة الامارات على تعزيز دور المرأة وأصبحت متواجدة في المناصب القيادية والوزارية كما أن لها دور في اللجان الاستشارية كالقمة العالمية للحكومات والمجلس الوزاري.

 

لديك حضور كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، كيف تقيمين هذا الدور؟

لدي نشاطات على كل من انستاغرام وتويتر وبعض المشاركات على سناب شات، وبالنسبة للفيسبوك ليس لدي نشاط كبير عليه مقارنة مع باقي المنصات. وقد حصلت على تكريم من قبل مركز راشد لذوي الهمم والشيخ جمعة ال مكتوم كون حساباتي على شبكات التواصل تعتبر من بين أفضل الحسابات المؤثرة على مستوى الامارات، نظرا للمحتوى الذي أقدمه ودعما مني للقضايا الانسانية والمجتمعية الخاصة بالاطفال و الأيتام والتعليم والصحة.  

 

هل يمكن أن تحدثينا عن هوايتك في الفروسية؟

أهوى ركوب الخيل ولدي رخصة من الاتحاد الاردني والاتحاد الاماراتي للفروسية، وقد شاركت بعدة مسابقات على مستوى الامارات، واتدرب حاليا على رياضة العصى (البولو) "رياضة الملوك"، وتمتاز هذه الرياضة بروح الفريق وتكتسب شهرة دولية ومشاركات من شتى دول العالم في كل موسم في الامارات، التفت لهذه الرياضة قبل عامين تقريبا وقررت أن أخصص وقتا لتطوير مهاراتي فيها هذا العام ، الامارات تعتبر من الدول العربية الرائدة في هذه الرياضة، تلتها السعودية التي قامت بتشكيل اتحاد سعودي للبولو هذا العام لتطوير هذه الرياضة في المملكة ايضا وتشجيع الشباب على ممارستها. تختلف رياضة "البولو" عن مسابقات الخيل "االقدرة والتحمل" الفردية التي تعتبر اكثر خشونة ويعتمد الفوز فيها على عدة عوامل كنوع الخيل وصحته ومهارة ولياقة الفارس. وبخصوص فصائل الخيل المتوفرة في الامارات، تستورد انواع مختلفة من الخيول وهي تعتبر من أكثر البلدان التي تنفق على الاستثمار و تطوير هذه الرياضة. ويتوفر فيها اجود أنواع الخيول، فبالاضافة الى الخيل العربي نجد خيولا من الارجنتين واسبانيا واستراليا وفرنسا. وتتفاوت انواع الخيول حسب استخداماتها، فمثلا تستخدم اجود أنواع الخيل واغلاها ثمنا في كأس دبي العالمي (Dubai world cup)، الذي يعتبر أغلى كأس في مجال الفروسية على مستوى العالم، كما يتوفر في الامارات سباقات عدة لفرسان القدرة والتحمل أبرزها كأس رئيس الدولة للقدرة والتحمل وكأس رئيس الدولة للبولو.

 

كيف ترين المواهب الشبابية وسوق العمل في الامارات؟

هناك توجه للاستثمار في الكفاءات المحلية لرفع مستوى الاداء وزيادة الانتاجية، ومن هنا فان المنافسة في سوق العمل اصبت شديدة حيث تعمل المؤسسات التي توظف على الموازنة بين الكفاءة وكلفة التشغيل. ونظرا لشدة المنافسة خاصة بالنسبة للخريجين الجدد، اصبح هناك توجه نحو ريادة الأعمال وخاصة في مجال التجارة الالكترونية من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كأدوات لتسويق منتجاتهم، وعلى سبيل المثال هناك من اصحاب التخصصات الطبية من اختار العمل على مدونات الكترونية أو التمثيل، وقد نجح البعض في الحصول على عروض من شركات معروفة لتسويق منتجاتها. في ظل هذه الظروف يعتبر الابداع الخيار الوحيد للشباب لكي يعثروا على فرص تسمح لهم بالعمل في اوطانهم، حيث ظهر نوع جديد من المهن كالتدوين على الانترنت أو التمثيل على اليوتوب.

 

هل قمت بزيارة سويسرا، كيف تنظرين اليها وما هي انطباعاتك؟

بالرغم من أنني قمت بزيارات لعدة دول اوروبية كفرنسا واسبانيا ولندن وايطاليا وسلوفينيا ولكني لم اقم بزيارة سويسرا حتى الان، حيث اتطلع الى زيارتها قريبا. وأول ما يتبادر الى ذهني عند التفكير في سويسرا هو الطبيعة الخلابة والمأكولات اللذيذة خاصة الشوكولاته والراحة النفسية وكذلك الرفاهيةluxury lifestyle، وتتمتع سويسرا بسمعة جيدة لدى مجتمع الأعمال في الامارات.

اود أن اذكر أنني عملت كوجه اعلامي اعلاني لساعات بييجيه السويسرية، باعتباري اميل الى التصاميم الكلاسيكية وهو ما شكل الدافع لاختياري للقيام بهذه المهمة، قمت بالترويج لنسخة كلاسيكية محدودة من هذه الساعة، مستوحاة من ساعات زوجة الرئيس الامريكي الراحل جون كينيدي على اثر الفلم الذي تم عرضه انذاك.

 

كيف تقييمن ريادة الاعمال في العالم العربي؟

تعتبر ريادة الاعمال ظاهرة في الامارات، حيث أن هناك المئات من رواد الاعمال الذين يدخلون هذا المجال بشكل يومي بالرغم من التحديات التي تواجههم في دخول عالم الاعمال. كما يزداد الوعي لدى المهتمين بخصوص ضرورة القيام بدراسة السوق قبل البدء بالمشروع.  

نتيجة لهذا التوجه تكونت لدي شبكة من اصحاب الاعمال المحليين والاوروبيين، حيث اشارك في الانشطة الريادية الخاصة بهم واقوم بتقديم خدماتي على الصعيد الاعلامي والتسويقي. ومن خلال مشاهداتي، ارى أن الاشخاص الاكثر نجاحا هم الذين يتوفر لديهم خبرة دولية وذهنية متواضعة ومتفتحة، ولديهم في الغالب مصالح اقتصادية وشبكة علاقات في الخارج. وفي الغالب ينشط رواد الأعمال الذين أعرفهم في التجارة والسلع الاستهلاكية وفي مجال المعدات الخاصة بالفروسية والخيول.

وقد انخرطت في جو الأعمال هذا لتقديم النصيحة لرواد الأعمال بخصوص العثور على الشركاء المحتملين خاصة في ظل وجود ظاهرة الغش والتلاعب. كما أنني اعمل كمستشارة اعلامية لجهات عدة لمساعدتهم في تطوير بعض المجالات والعثور على افكار جديدة وتنظيم الفعاليات ولتسويق وتطوير أعمالهم أو تنفيذ مشاريعهم من خلال فعالية او حدث ما على أكمل وجه.

هناك اهتمام بالجانب الاعلامي لريادة الاعمال من الاعلام العربي وشبكات التواصل الاجتماعي، ويعتبر الجانب الاعلامي مسألة هامة جدا لتسويق المشروعات الريادية وخاصة في ظل وجود المنافسة الشديدة. وفي هذا الصدد يجب الحذر من من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للايهام بتحقيق انجازات أو نجاحات معينة، ويجب النظر الى الاسهامات الحقيقية لرائد الأعمال والقيمة المضافة لمشروعه أكثر من الاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي بحد ذاتها أو عدد المتابعات الموجودة على الصفحة لانها في اغلب الأوقات خداعة و تبقى القيمة المضافة لاي شخص على ارض الواقع بالتوازي مع النجاح الجماهيري عبر السوشيال ميديا.

 

ما الذي تفتقر اليه ريادة الأعمال في العالم العربي من وجهة نظرك؟

الثقة.. عندما يثق كل من القطاعين العام والخاص بضرورة مواكبة مايحدث في عالم ريادة الاعمال وادراك حجم العوائد والفوائد الربحية ليس على القطاعين فحسب بل الفرد والدولة أجمع، يصبح هناك شراكات استراتيجية بنتائج وعوائد أكبر على كل بلد تدفع بها قدما للأمام في ظل الظروف السياسية و الاقتصادية المتذبذبة التي تشهدها المنطقة، إذ تشير الدراسات أن معدل النمو الإقتصادي المرتفع في بعض البلاد العربية يعني زيادة في معدل ريادة الأعمال في تلك البلاد، بينما البلاد محدودة أو منخفضة الدخل تتراجع نسبة ريادة الأعمال فيها، وإن زادت أهمية وجودها، يشكل رواد الأعمال الشباب النسبة الأكبر في العالم العربي وهم في العادة من من تلقوا تعليمًا جيدًا ولهم خبرة في مجال ريادة الأعمال. برأيي يتوجب على كل دولة خلق بيئة متكاملة من السياسات العامة التي تشجّع الشركات الناشئة وتمكّن المشاريع الريادية من الاستمرار والنجاح.

 

 

أجرى المقابلة: ايمن ابو الخير

 

(يمكن قراءة المقال الذي خصص لهذه الزيارة بالضغط على الرابط)

 (English)

بمناسبة الزيارة التي قام بها الامين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبد الرحيم نقي لغرفة جنيف للتجارة والصناعة كانون الاول / ديسمبر 2017 حيث توجت بتوقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين، كان لنا هذا اللقاء.

 

 

بقلم أيمن أبو الخير

(English)

ناقشت إحدى مقالاتنا الأخيرة المظاهر الرقمية لمجتمعاتنا، أو ما يعرف أيضا بالثورة الصناعية الرابعة. وهي تتميز باندماج التقنيات التي تزيل الخطوط الفاصلة بين المجالات الفيزيائية والرقمية والبيولوجية ... وهذه الظاهرة تحدث تحولا جذريا في نظام الإنتاج والإدارة والحوكمة، بل وتؤثر على المفهوم الأساسي للسوق والتجارة. ان الثورة الصناعية الرابعة تعمل على تشكيل الطريقة التي نقوم بها بأداء الأعمال بشكل كامل.

 

وبالفعل تقوم سويسرا بالاعداد لهذه الثورة الصناعية القادمة. ولكن يظهر هناك ايضا شريك اخر في شبه الجزيرة العربية، خرج من الصحراء لاغتنام الفرصة بالفعل والاعداد لهذا التحول الكبير.  دبي، مدينة الذهب، تتطلع لأن تكون مدينة ذكية مع اقتصاد قائم على المعرفة.

 

في الواقع، هناك العديد من  أوجه التشابه بين سويسرا و الإمارات العربية المتحدة. فكلاهما تملك اقتصادا تنافسيا بشكل كبير، كما تحتلان مكانة الصدارة فيم يخص الابتكار، وهي تعد وجهة جذب للمهارات العالمية والمستثمرين والسياحة. وتعد سويسرا على رأس القائمة من حيث ريادة الابتكار، وهي تعمل دون هوادة على تعزيز مكانتها في ضوء التغيرات الصناعية الحالية.

 

 وتنبع القوة الاقتصادية لسويسرا من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمبتكرة (حوالي 95% من الشركات السويسرية هي شركات صغيرة ومتوسطة) وتنوع اقتصادها. وكذلك الحال بالنسبة لدولة الامارات العربية المتحدة التي تمكنت من تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط الذي يهيمن على المشهد الاقتصادي في المنطقة العربية.

 

التعاون بين سويسرا والإمارات قوي جدا ويكتسب أهمية أكثر فأكثر. تعتبر الإمارات العربية المتحدة أول شريك تجاري لسويسرا في العالم العربي، وهناك العديد من المشاريع المشتركة أيضا. نذكر منها معهد العلوم التطبيقية (EPFL) الذي افتتح فرعا له في الإمارات وسويسرا لديها مراكز أعمال لدعم الشركات السويسرية في كل من دبي وأبو ظبي.

 

دبي هي مكان للابتكار ايضا. وقد اعتمدت مبادرة طموحة تهدف لجعل دبي مدينة ذكية. وهي تستند الى ستة ركائز تشمل الاقتصاد الذكي، المعيشة الذكية، البيئة الذكية، الحكم الذكي، السكان الاذكياء، وسائل النقل الذكية.

 

هذه التشابهات بين سويسرا والإمارات العربية المتحدة مثيرة جدا للاهتمام خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الثورة الصناعية الجديدة. وفي هذا السياق، كان من دواعي سرورنا أن نقابل شخصية لها حضور كبير على الساحة الاقتصادية في المنطقة.

 كان لنا هذا اللقاء مع سعادة حمد بوعميم، الرئيس والمدير التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة دبي، لإطلاعنا على رؤيته حول الاستعدادات التي قامت بها غرفة دبي من أجل مواكبة النموذج الصناعي الجديد:

 

ما هو حجم الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأين ترون إمكانات النمو في قطاع التجارة الإلكترونية؟ (مثل إنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمحاكاة، والبيانات الكبيرة والتحليل، وما إلى ذلك)

حمد بوعميم: تقود دولة الإمارات العربية المتحدة الشرق الأوسط في مجال الرقمنة التي تتوافق مع استراتيجية الابتكار الوطنية ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للعام 2021. وتحدد هذه الرؤية التكنولوجيا كأحد أهم سبعة قطاعات وطنية أساسية. وتتواصل الجهود داخل القطاعين العام والخاص في الامارات للانتقال الكامل نحو الخدمات الإلكترونية والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة في نهاية المطاف.

وبالنظر إلى التقدم الذي احرزته دبي تحديدا، من الواضح أن الإمارة في طريقها لتصبح واحدة من أذكى المدن في العالم. حيث يتم استخدام التقنيات المبتكرة لتحسين حياة المواطنين، ويتماشى السكان مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي. وقد قدر تقرير صدر مؤخرا عن شركة سيسكو (Cisco) وحكومة دبي أن القطاعين العام والخاص سيستفيدان من فرصة تبلغ 17.9 مليار درهم من خلال اعتماد تكنولوجيا إنترنت الأشياء بحلول عام 2020، وهو أمر بالغ الأهمية لإرساء أسس أية مدينة عالمية ذكية.

 

هناك مجالات عدة في الاقتصاد الرقمي يتوفر فيها إمكانيات هائلة للنمو. فعلى سبيل المثال، أعلنت الإمارات في عام 2016 عن خطط لتطوير واستغلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، بهدف إحداث ثورة في صناعة البناء والتشييد. كما حددت حكومة الإمارة مؤخرا هدفا طموحا لجعل ربع وسائل النقل بدون سائق بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، كشفت الحكومة عن مبادرات استراتيجية لتسريع وتيرة التقدم في هذه المجالات مثل مسرعات المستقبل في دبي وصندوق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتمويل الابتكار.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن معظم الخدمات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن الوصول إليها الآن عن طريق الأجهزة النقالة، وتم رفع سقف معدل الاستخدام المستهدف للخدمات الذكية بحلول عام 2018 إلى 80%. وبالإضافة إلى التجارة والاستثمار، تلعب الإمارات دورا هاما كمركز للعرفة والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط الكبرى. وتختار بعض الشركات الأكثر ابتكارا في العالم اختبار تكنولوجياتها وحلولها الجديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين اختار العديد من الشركات بناء مراكز البيانات الخاصة بها في دولة الامارات.

 

ما هي توقعاتكم طويلة المدى لقطاعات التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي؟

 

بوعميم: التجارة الإلكترونية هي أحد المحركات الرئيسية للنمو التي تقود الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط. فقد ذكر تقرير حديث لمزود الدفع عبر الإنترنت بايفورت أن سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط من المتوقع أن يصل إلى ثلاثة أضعاف قيمته، اي من حوالي 25 مليار دولار في عام 2015 إلى حوالي 69 مليار دولار بحلول عام 2020. من المتوقع أن تشهد ثلاثة من أكبر اقتصادات في المنطقة، وهي المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، زخما في هذا القطاع.

 

وستشهد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لديها أكبر حصة في سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة، ارتفاعا ملحوظا في قيمة التجارة الإلكترونية لتصل إلى نحو 10 مليارات دولار بحلول عام 2020، حيث أن المزيد من الشركات تقوم ببناء وتوسيع حضورها عبر الإنترنت، في حين أن الشركات الجديدة التي تدخل فضاء الانترنت سوف تخلق فرص عمل جديدة. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى نموا مطردا في هذا المجال.

 

ومع ذلك، لا تزال هناك إمكانات غير مستغلة في هذا القطاع في ظل الاحتياجات المتزيادة للمنطفة في مجال التكنولوجيا خاصة من جيل الشباب الذي يتحول بشكل متزايد إلى الهواتف الذكية والأجهزة النقالة للتسوق والحصول على الخدمات. ولا ينفي ذلك عدم وجود تحديات في هذا القطاع، ولكن بالنظر إلى النمو في الدخل المتاح، والنمو السكاني السريع في دول مجلس التعاون الخليجي، وارتفاع معدل انتشار الهواتف الذكية والإنترنت في هذه الأسواق، تبدو التوقعات طويلة الأجل إيجابية للغاية.

 

ما هي أكبر التحديات التي تواجه هذا القطاع؟

بوعميم: التحديات والفجوات في السوق هي جزء طبيعي من أي سوق للتجارة الإلكترونية سريعة النمو، وخاصة في الأسواق الناشئة. فعلى سبيل المثال، فإن الإنفاق عبر الإنترنت في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى منخفض نسبيا بالمقارنة مع الاقتصادات المتقدمة. ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب بما في ذلك المخاوف بشأن الدفع عبر الإنترنت، فضلا عن تفضيل المستهلكين للتسوق في مراكز التسوق التقليدية. وهذا يعني أن العديد من التجار لا يزال يتوجب عليهم التعامل مع الدفع النقدي. وفي الوقت نفسه، أدت التكلفة المرتفعة للخدمات اللوجستية مثل الشحن والاستيراد للمنتجات، وعدم وجود نظم معالجة راسخة، إلى وجود بعض العقبات أمام اللاعبين في مجال التجارة الإلكترونية.

 

ما هي شروط انشاء شركة في القطاع الرقمي؟ هل هناك أي مساعدات في هذا القطاع؟

بوعميم: كانت دولة الإمارات العربية المتحدة بمثابة منصة لإطلاق أنجح المشاريع في التجارة الإلكترونية والأعمال الرقمية في المنطقة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر سوق (Souq.com)، كريم (Careem)، وفيتشر (Fetchr). ولا تزال الدولة تجتذب الشركات الناشئة من جميع أنحاء المنطقة بحثا عن فرص نمو جديدة، وتقوم بذلك من خلال تزويدها ببيئة عمل داعمة تمكن الشركات من إقامة مشاريع بأقل قدر من المعوقات.

وتتطلع الحكومة باستمرار إلى طرق جديدة لدعم هذا القطاع وتعزيز الابتكار ونمو الأعمال التجارية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة التي لا تزال العمود الفقري لاقتصاد الدولة. فعلى سبيل المثال، أطلق سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، استراتيجية دبي الصناعية للعام 2030، من أجل رفع مستوى دبي إلى منصة عالمية للأعمال المستدامة القائمة على المعرفة والابتكار. وبالإضافة إلى ذلك، أطلق مؤخرا برنامج مسرعات مستقبل دبي بقيمة مليار درهم، وهو مخطط تنافسي يجمع بين الإدارات الحكومية والشركات المبتكرة لإيجاد حلول للتحديات القائمة.

من جانبها، توفر غرفة تجارة وصناعة دبي مجموعة واسعة من خدمات الدعم والتجارة الإلكترونية للشركات في الإمارة، مثل الدورات التدريبية، ومعلومات السوق، وخدمة قائمة الأعضاء الموثوق بهم، وخدمة الوصول إلى موقع علي بابا الالكتروني (Alibaba.com)، والتي فتحت الباب للشركات لتوسيع أنشطتها على الانترنت. كما أقمنا شراكات مع الشركات والمؤسسات المحلية والدولية في السنوات الأخيرة لتعزيز تبادل المعرفة وتسريع التقدم في مبادرة المدينة الذكية، بهدف تحسين الكفاءة والقدرة التنافسية وسهولة ممارسة الأعمال التجارية في الإمارة.

 

- كيف تدعم غرفة دبي رؤية الإمارة لتصبح مركزا للمعرفة والابتكار في المنطقة؟

بوعميم: بصفتها ممثلا رائدا للقطاع الخاص في دبي، جعلت غرفة دبي الابتكار محور خطتها الرئيسية للفترة 2017-2021. وتلعب الغرفة دورا نشطا في الوصل بين خطط وأهداف خطة دبي للعام 2021 لمجتمع الأعمال، في حين أنها تشجع الشركات لتسهم بشكل أكبر في استراتيجية ما بعد النفط في الإمارة.

وكجزء من جهودنا الرامية إلى تعزيز ثقافة الابتكار في القطاع الخاص، قمنا بايجاد شراكة مع شركة برايس ووتر هاوس كوبرز (PwC) في عام 2015 لتطوير مؤشر دبي للإبتكار الذي يغطي 28 مدينة عالمية ويقيس مخرجات الابتكار. فهذا المؤشر أداة هامة للتعلم والتطوير تمكننا من معرفة أين يتم إحراز تقدم، فضلا عن المجالات الرئيسية التي يمكن للشركات أن تتطور فيها.

وفي الطبعة الثانية من المؤشر في عام 2016، حققت دبي تقدما في التصنيف ووصلت للمرتبة الخامسة عشرة كمركز للأعمال متفوقة بذلك على أداء كل من شانغهاي وموسكو ومدريد. ويعزى هذا التطور إلى زيادة الاستثمارات التي تركز على الابتكار، والى توثيق التعاون بين القطاعين العام والخاص في الإمارة.

 

- كيف تساعد الغرفة رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب في بناء وتوسيع وجودها الرقمي؟

بوعميم: نعمل جاهدين على توفير البنية التحتية المناسبة لدعم رواد الأعمال في دبي والإمارات العربية المتحدة. ونحن نؤمن إيمانا راسخا بأننا قادرون على تعزيز وتوسيع نطاق الخدمات ذات القيمة المضافة المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة ورجال الأعمال من خلال فهم أفضل لاحتياجاتهم واهتماماتهم.

وتقدم "تجار دبي" ورش عمل وتدريب للشباب الذين يتمتعون بمواهب تجارية وهي تتيح لهم فرص فريدة لدخول تجربة دورة ريادة الأعمال وتعلم ما يلزم لبدء ونمو الأعمال التجارية. ويتاح للمشاركين الوصول إلى رأس المال الاستثماري والتوجيه والتشبيك، مما يسمح لهم التركيز على إنشاء أعمالهم الخاصة.

وتعمل الغرفة على رعاية وتطوير النظام البيئي لريادة الأعمال من خلال مركز دبي لبدء الأعمال ومسابقة دبي لصاحب المشروع الذكي. وقد أصبحت هذه المسابقة التي أطلقت بالتعاون مع مكتب دبي الذكي، منصة هامة لتوليد أفكار مبتكرة تدعم انتقال دبي إلى مدينة ذكية.

يربط مركز بدء الأعمال في دبي، الذي أنشئ في عام 2016 بالتعاون مع شركة آي بي إم، بين الشركات الناشئة ورجال الأعمال والمطورين وأصحاب رؤوس الأموال والطلاب، مما يمكنهم من التعرف على الفرص الجديدة وإقامة شراكات جديدة تسرع الابتكار وتحفز الاقتصاد المحلي. ويتيح هذا المركز للمجتمع المحلي التفاعل مع تكنولوجيا الحوسبة السحابية بطرق جديدة، مع تقديم عروض خاصة للشركات الناشئة للانضمام إلى برنامج اصحاب الاعمال العالمي التابع لـ آي بي إم والذي يوفر التوجيه والدعم والوصول إلى أدوات التطوير والموارد السحابية الخاصة بـ آي بي إم. هذه البيئة السحابية التفاعلية هي أول منزل رقمي لمجتمع التكنولوجيا في دبي حيث يمكن الزوار على الموقع من التعرف على فرص العمل الجديدة وأخبار التكنولوجيا المحلية وكذلك الاشتراك في الأنشطة التي تركز على التكنولوجيا وورش العمل واللقاءات وأكثر من ذلك.

 

هل تخطط غرفة دبي لأي نشاطات في المستقبل القريب تركز على الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال؟

بوعميم: تنظم الغرفة بانتظام الفعاليات وورش العمل والندوات التي تركز على التجارة الإلكترونية وريادة الأعمال والابتكار في إطار مبادراتنا وبرامجنا المختلفة. هذه الأحداث توفر للشركات والشركات الناشئة المعرفة والأدوات التي تحتاجها لتحقيق النجاح. ونحن نتطلع باستمرار لخلق المزيد من القيمة لأعضائنا من خلال الشراكات الاستراتيجية. في الآونة الأخيرة، وقعنا مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة في هامبورغ لتشجيع الابتكار و انترنت الاشياء من خلال التعاون المشترك. كما أننا ننظم ورش عمل مع موقع علي بابا لمساعدة الشركات في الحصول على نصائح عملية ورؤى استراتيجية حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من هذه المنصة. وبالإضافة إلى ذلك، من خلال مبادرة "تجار دبي"، نعمل مع منظمات أخرى مثل سلطة واحة دبي للسيليكون ومركز دبي للريادة التكنولوجية لمساعدة الشركات على دخول هذا المجال.

 

 

 

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.