fbpx

الذكاء الاصطناعي في خدمة الحقيقة: لقاء مع رائد الاعمال محمد شاكر مؤسس تطبيق (الميتا) Featured

01 Jul 2020
1058 times

(English)

محمد شاكر رائد اعمال سوري من مواليد دمشق لعام 1990. أبدى محمد اهتماماً بالرسم والهندسة منذ طفولته المكبرة. هذا الاهتمام الذي تحول الى شغف وتبلوره في مسيرة علمية حافلة بين جامعة دمشق التي تفوّق فيها لعدة سنوات دراسية وحصل منها على درجة البلكوريوس في الهندسة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي عام 2013 من جامعة جوزيف فوربيه في مدينة غرونوبل الفرنسية ثم حصل منها على شهادة ماجستير في التفاعل بين البشر والآلة عام 2015.

في رصيده عددٌ من الأوراق العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة التي نشرت ما بين عامي 2013 و2015 وهي الفترة التي عمل فيها كباحث زائر في مختبر التصميم التابع لجامعة كوبنهاغن التقنية. وخلال الفترة نفسها صمّم ونشر ثلاثة ألعاب تولّد تلقائياً بدون مصمّم، تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

انتقل محمد الى مدينة أمستردام في عام 2016 ليعمل في شركة Squla المختصة في المجال التعليمي والمهتمة بتحويل المحتوى العلمي الى نشاط تفاعلي.

لاقت أعمال محمد شاكر في المجال العلمي والمهني اهتماماً من مؤسسة TechCity UK في بريطانيا فصنفته كموهبة استثنائية من المستوى الأول في عام 2018 لينتقل بعدها إلى لندن.

يحسب لمحمد في مسيرته المهنية مشاركته في استلام الجانب التقني في شركة NFX في بريطانيا وهي شركة مختصة في المجال الطبي وتعمل على مساعدة مرض السكتات/الجلطات الدماغية.

من لندن التي يقيم بها منذ العام 2018 بدأ محمد بإطلاق أوله شركاته الناشئة العربية: شركة الميتا المتخصّصة في فهم وتحليل اللغة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي. أطلق بعدها ،ومع بداية عام 2020، منصة "فراسة عقل" التعليمية لطلاب الثالث الثانوي. يعمل حالياً هو وفريقه على إطلاق منصة تعليمية جديدة تحت اسم ألفازد Alphazed: منصة تعليمية بذكاء الاصطناعي للتعليم الغير تقليدي للأطفال العرب.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: في عصر ما بعد الحداثة، وفي ظل النتائج التي أفضت إليها ثورة الاتصالات والمعلومات، يفيض عالم اليوم بالمعلومات والأخبار المتناقضة، والتي تصل في الكثير من الأحيان لاعتراض حقائق أقرتها المجمعات العلمية، كأضرار التدخين وضرورة الإشارات المرورية، وإنكار حوادث ووقائع مثبتة وموثقة على مستوى عالي، وكأن عملية استقاء المعرفة والمعلومة أصبحت عملية انتقائية تخضع للرغبات والتوجهات الفكرية لكل شخص، برأيك كيف يمكن لتطبيق "الميتا" المساهمة في حل هذه المعضلة في المنطقة العربية؟

سؤال مهم جداً. هناك نقطتين مهمين اود التحدث عنهما هنا:

١- مشكلة الرأي من وجهة نظر واحدة: جميعنا يولد في بيئة معينة بخلفية معينة وبمعتقدات معينة. كل هذه "الخلطة" تؤثر في هويتنا، وكيفية تمسّكنا بمعتقد معين. الشيء الغريزي لدينا أن نتفق أكثر مع الآراء المتفقة مع خلفيتنا العقائدية ونهاجم ونرد الآراء المخالفة لخلفيتنا العقائدية. هذا يظهر بشكل كبير جداً لدينا. 

ولذا، كان هدفنا الأول في الميتا أن نكون منصة لا تتبع لأحد، وأن نكون منصة لإظهار الآراء جميعها لجميع العرب. ولهذا ترانا في الميتا قد عملنا لمدة ٤ أشهر لتطوير نظام يعمل بشكل تلقائي للتعرف على المقالات التي تتحدث عن الموضوع ذاته وتجميعها في مكان واحد (ما نطلق عليه في الذكاء الصنعي مصطلح "عنقود واحد" أو cluster). بعد ذلك نقوم، وضمن كل عنقود، وبشكل تلقائي بتحديد وجهات النظر لكل مقالة ومقارنتها بوجهات النظر للمقالات الأخرى. نلخّص أيضاً مجموع هذه المقالات تلقائياً تحت بند "أهم ما يجب معرفته عن هذا الخبر." كل ذلك نظهره بعد ذلك للمستخدم ليعلم بوجود وجهات نظر مختلفة وليعلم بأهمية وجود هذه الآراء. انظر المرفق:

أضفنا مؤخراً خاصية "أخبار متعلّقة بهذا الموضوع" لأي مقالة. فترى مثلاً أنه لهذه المقالة:

يظهر لك مباشرة تحتها مقالات من مصادر إخباريّة أخرى عن نفس الموضوع مع جودة محتواها بشكل مباشر. كل هذا لنقدّم للمستخدم الأدوات المناسبة له ليغوص في المحتوى بشكل أفضل وأوعى وأعمق، في أي وقت يريد ذلك.

نحن البشر لا نحب الأشياء ذات الأمور الثابتة Absolute وإنما نحب المقارنة. وجود وسيلة لمعرفة جودة المحتوى والمقارنة بين عدة مقالات ذات محتوى مماثل هو طريقة جيدة لإظهار الأفضل بينها.

٢- استخدام عامل غير بشري غير موجه لفحص المحتوى: أظن أن العامل البشري دائماً ما يكون منحازاً لطرف حتى لو لم يرد ذلك. وجود ذكاء صنعي "محكوم بقواعد صحيحة" يجعل من هذه العملية موثوقة أكثر. ولهذا تجد أننا قمنا بتخصيص خدماتنا في الذكاء الاصطناعي للعموم. يستطيع أي شخص أن يدخل أي رابط لأي مقال عربي ومعرفة خصائص جودة محتواه. نوفّر هذه الخدمة أيضاً بشكل برمجي باستخدام واجهة تخاطب برمجية API لأي شركة عربية أم أجنبية تريد أن تقيس جودة محتوى معين. يمكنك النظر بالمرفقات.

 

رواد الأعمال العرب- السويسريين: لطالما انتُقد محرك البحث غوغل بسبب عمله في انتقاء الأخبار التي تظهر في أعلى النتائج على أساس أن من يدفع أكثر سوف يظهر موقعه في أعلى نتائج البحث، وبالرغم من إطلاق مجموعة جوجل لتطبيقها الاخباري في عام 2018 والذي أعطى الأولوية للأخبار الموثوقة على حساب نموذج "تجربة العميل" والمواقع التي تدفع أكثر، إلا أن الإشكالية مازالت قائمة، فالمواقع التي تقدم الأخبار الموثوقة كثيرة، أما المعيار الذي يتم على أساسه اختيار المواقع، فمازال يثار حوله الكثير من الغموض والتشكيك. فما هي المعايير التي يقوم على أساسها تطبيق "الميتا" بانتقاء الأخبار؟ هل لديكم تعاقدات من نوع ما مع مواقع إخبارية وصحف أو وكالات أنباء؟ 

 أظن أن ما ذكر صحيح تماماً. مشكلة "أخلاقية الذكاء الصنعي" أو Ethical Artificial Intelligence هي مشكلة في أي نظام يستخدم الذكاء الصنعي. سأذكر مثالاً: في مجال المركبات ذاتية القيادة، إذا كان احتمال وقوع حادث هو 100٪ لسبب ما، هل سيقرر "النظام الذكي" الاصطدام بطفل، بعجوز أم بحائط (والتسبب بالموت المحتّم للسائق)؟ هل سيختار النظام الذكي انقاذ السائق والتسبب في موت العجوز لأنه كبير في  السن أم الطفل؟ كل هذه أسئلة يجب أن نسألها ونعرف إجابتها ووضع ضوابط لها. أظن أننا في الميتا نلقي الضوء كثيراً على هذا الموضوع. ولهذا السبب نحن من الشركات القليلة جداً عالمياً والمعدودة على الأصابع عربياً والتي تنشر كيفية بنائها لأنظمة ذكائها الصنعية للعلن. لسبب أننا نريد أن يعرف جمهورنا كيفية عمل أنظمتنا. ولكي يكون متاحاً للجميع ليضيفوا عليه أو يطلبوا بتعديله. بالرغم من حجم فريقنا الصغير جدأ والتكلفة العالية جداً كوقت لهذه التوثيقات، فإننا قمنا بها من اليوم الأول للمنصة. لدينا الآن أكثر من 100 مقالة على مدونتنا: http://almeta.io/blog 

رواد الأعمال العرب- السويسريين: من المعروف أن إطلاق تطبيق جديد أو منصة يحتاج على أقل تقدير لستة أشهر كما يقول المختصين في هذا المجال، لكنك استطعت سيد محمد برفقة فريق عملك المكون من ستة أفراد إطلاق تطبيق "ميتا" ومنصتان تعليميتان خلال فترة قياسية (3-4 أشهر) هل لكَ أن تُطلعنا على سر هذا النجاح؟

 إنه ناتج عن نقطتين:

١- مجهود الفريق. أعضاء فريقنا (أبضاياتنا) مختارون بعناية فائقة. الشرطين الرئيسين لدي في اختيارهم كان في أنهم قاموا بتصميم أو إنجاز عمل متقن بالكامل من 0 الى 100 بنفسهم من قبل. وثانياً على أنهم قادرون على أن يأخذوا أي فكرة من مجرد فكرة إلى منتج برمجي نهائي بأنفسهم. أظن أنه عندما تضع سقف الاختيار بشكل عال ستكون مسروراً فيما بعد. قمت بمقابلة ٢٠٠ شخص لنختار ٤ أشخاص تقنيين في النهاية. كانت الخطوة الأصعب في تعريفهم بهيكلية هندسية مغايرة تماماً لما اعتادوا عليه في البلاد العربية. فاجأني جميعهم بشراهتهم للتعلم وبقدرتهم على التأقلم بسرعة كبيرة. هذا ما أحبه في فريقنا. 

٢- أظن أن خبرتي السابقة في العمل مع شركات ناشئة في الغرب أفادتني. إضافة لكوني شخص خاض تجربة التخصص في مجال الذكاء الصنعي Specialist ومن ثم محاولتي على أن أكون عامًاً أكثر Generalist بمعنى أنني أريد أن أعرف أكثر ما يمكن عن كل شيء. بعد انتقالي إلى المملكة المتحدة وانضمامي لشركة ناشئة أنا الشخص التقني الوحيد فيها، علمني الكثير. لأن ذلك دفعني لأن أقوم بتوظيف كل ما تعلمته سابقاً في إنشاء وتصميم وتنفيذ منتج من مجرد فكرة إلى إنشاء منصة كاملة بيدي وكل ما يتعلق بها. أكسبني ذلك الفهم كيفية بناء منتجات ومشاريع كاملة من الصفر إلى واحد بدون خوف. أعدت الكرّة ٤ مرات حتى الآن. دوماً من لا شيء إلى منتج كامل. يكسبك ذلك ثقة بالنفس كبيرة. لأن القليل جداً من المبرمجين الآن هم من الـ Generalist الذين يستطيعون بناء أنظمة كاملة بأنفسهم. قراءتي الشرهة للكتب في مجالات مغايرة وفي المجالات الغير تقنية أفادتني في المجالات التقنية. أحاول أن أواظب على قراءة 70-90 كتاب في السنة. أظن أنها غيرت تفكيري بالكامل في السنوات العشر الماضية. جعلتني أفكر بطريقة مغايرة للجميع فيما يتعلق بالعمل وخارج العمل.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: انعكس انتشار وباء (كوفيد19) على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وكان لقطاع التعليم النصيب الأكبر من الضرر الذي لحق به بسبب هذا الوباء. كان لديك بصمة في مواجهة آثار الوباء على قطاع التعليم في المنطقة العربية من خلال إطلاقك لمنصتي "ألفازيد" و"فراسة عقل" التعليميتين، ماذا تُحدثنا عن هاتين المنصتين؟ وأين تجد مستقبل التعليم الرقمي في المنطقة العربية في المدى المتوسط؟

كنا قد بدأنا قبل كوفيد ب حوالي ٤ أشهر بإطلاق منصة "فراسة عقل" لطلاب الثالث الثانوي ودعمهم في الجانب النفسي والذي هو جانب مغفل تماماً في الثالث الثانوي الذي يدور حول "العلامات." حال إغلاق المدارس والجامعات قمنا بالتركيز بشكل أكبر على "فراسة عقل" وفي غضون إسبوعين قمنا بإطلاق تطبيق تعليمي متكامل يضم الجانب التعليمي أيضاً للصف الثالث الثانوي. وظيفته بشكل بسيط هي توفير جميع الفيديوهات التعليمية من أفضل المدرسين والمدارس في منصة واحدة وإتاحة خدمة البحث والتبويب للجميع. التطبيق مجاني للجميع ومتاح لأي طالب ثالث ثانوي. بعدها قمنا بالتركيز على تطبيق للأطفال الأصغر عمراً بين 6-12 سنوات في تطبيق "ألفازد." كنا نستطيع إطلاقه في الشهر الخامس أيار من ٢٠٢٠. لكنني اتخذت القرار في النهاية بتأخيره وبنائه لتوفير بيئة تعليمية للأطفال مغايرة تماماً عن أي تطبيق تعليمي آخر، عربياً كان أم أجنبياً. يعتمد التطبيق على الطريقة ذاتها التي نتعلّم بها ونحن في الصغر، وهي المحادثة والإسلوب القصصي عوضاً عن إسلوب التلقين والتذكر (يمكنك مشاهدة بعض النماذج الأوليّة هنا: https://thealphazed.com/). أردته عربيّاً بحسّ عربي جديد مبدع ولهذا يأخذ تطبيق ألفازد الكثير من اهتمامنا حالياً وسيكون متوافراً في الشهر السابع تموز من ٢٠٢٠.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: أعلنت شركة "تويتر" مؤخراً أنها سوف تسمح لموظفيها بالعمل عن بُعد بشكل دائم حتى بعد انتهاء حالة الإغلاق المرتبطة بفايروس (كوفيد 19) هل يمكن اعتبار ما فعلته شركة "تويتر" مؤشرا لتسيد لنموذج العمل عن بعد لمشهد بيئة الأعمال في المستقبل القريب، أم أن التوسع الحاصل في اعتماد نموذج العمل عن بُعد سوف يبقى مسألة عرضية تتراجع مع انتهاء حالة الإغلاق المرتبطة بفايروس (كوفيد19)؟

أظن أننا يمكننا صياغة السؤال، هل كوفيد سيؤثر على قطاع العمل فقط أم على الحياة بشكل كامل؟ تجد هنا في الغرب أن هناك تخوّف شديد مثلاً فيما يتعلق بركوب وسائل النقل العام. والتي أظن أنها تخوفات في محلّها. فيمكنك سؤال أحدهم: متى ستشعر بالأمان من ركوب وسائل النقل العام في لندن؟ بالنسبة لي مثلاً، ليس قبل أن يوجد لقاح ويتوفر للجميع. لأنه من المستحيل أن أتخيل أن أكون متواجداً في London Underground مع زحمة الساعة الثامنة والنصف صباحاً. ولذا فأظن أن ذلك سيطال حياتنا لآخر السنة القادمة 2020، على الأقل في الغرب. أظن أن ذلك سيدفعنا لأن نكون ديناميكيين أكثر كبشر. ليس فيما يخص كوفيد فحسب، وإنما في كيفية تكيّفنا مع أي شيء مغاير للعادة في المستقبل. كما يقول داروين: الجنس الذي سيبقى هو الجنس الأكثر قدرة على التكيف، وليس الجنس الأقوى بالضرورة. لذا أرى أن نفس هذا المفهوم ينطبق تماماً على شركات اليوم، العربية منها قبل الأجنبيّة.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: من خلال تجربتك في بيئة العمل عن بعد، ماهي التحديات والمكاسب الناتجة عن اعتماد هذا النموذج؟

 أظن أنها عملية يمكن قياسها من ٣ وجهات نظر:

١- من وجهة نظر الشركة: الحرية في اختيار الأكفأ بدون عائق الموقع الجغرافي. 

٢- من وجهة نظر الموظف (والذي نطلق عليه كلمة أبضاي  في الميتا): الأبضاي له حرية استخدام وقته وكيفية تقسيم يومه. لديه وقت أكثر لنفسه إن كان في تعلّم أشياء جديدة أم في قضاء وقت مع أسرته.

٣- من وجهة نظر البلد التي يعيش فيها الموظف: أظن أن العائد المالي للبلد جيد جداً في هذه الحالة في البلدان العربية التي تمتلك شباب كفؤوين يريدون التعلم والعمل على مشاريع كفؤة. وهذه نقطة هامة جداً حالياً بسبب الوضع الحالي للبلاد العربية.

رواد الأعمال العرب- السويسريين: تقوم المشاريع التي أطلقتها على التمويل الذاتي، وحتى الآن لم تحقق مكاسب مادية من خلال تلك المشاريع، ما هي خطتك المستقبلية لتحقيق المكاسب المادية عبر هذه المشاريع؟

 بالرغم من تحفظي على سلوك إيلون مسك مؤخراً سأذكر قولاً له دائماً ما أفكر فيه منذ بداية هذه المشاريع: "When something is important enough, you do it even if the odds are not in your favor." ومعناه أنه: "عندما تعمل على أشياء ذات أهميّة فإنك تبذل لها الجهد لنجاحها حتى ولو كانت الظروف والفرص ضدّك ومعاكسة لك." 

سأتكلّم في هذا السياق عن تطبيقنا التعليمي ألفازد. أظن أن الوضع الحالي في المنطقة العربية، خارج منطقة الخليج، لمشاريع التعليم والمحتوى صعب وغير مربح على المدى القصير وسيكون طويلاً ومضنياً على المدى الطويل. تبتعد الشركات الناشئة العربية عن المشاكل الرئيسية في بلادنا وترى الكثير من التطبيقات الغير مفيدة على حساب التطبيقات المفيدة الغنية. لأنه وللأسف، التطبيقات المفيدة ليست مربحة وليس لها جمهور كبير بسبب وضع الفرد الصعب في البلاد والذي يبحث عن شيء يبعده عن واقعه و"يريح رأسه." 

ولكن، أحب خوض هذا العمل لأنه مهم لشعبي وأمتي وأظن أنه يمكنني تقديم الكثير من هذه الناحية بسبب خلفيتي في مجال الهندسة، التعليم والتصميم. أظن أنها خلفية تجعله من الواجب علي أن أوظّف هذه الخبرة لشعبي. وهذا ما يغفله الكثير من المغتربين العرب في الغرب عندما ينسون أي شيء يمت لأوطانهم بصلة.

بنفس الوقت لا أظن أنه من الرشد أن يكون المشروع غير ربحي وبعيد المدى. لأننا إذا لم نستطع تحمل التكاليف فلن نكون قادرين على تقديم منتجاتنا بالأصل. ولذلك هي موازنة. 

التفكير بمقياس 100 سنة للأمام يغير من وجهة نظرك للأمور. أظن أنّ بداية مشروع تعليمي كـ ألفازد هو لجيل الآن كما هو لـ 100 سنة من الآن. ولكن لن يظهر أثره حتى يكبر هذا الجيل الحالي وأكون أنا وهو قد رحلنا عن هذه الأرض مع 2100. ولكن، إذا بدأنا به الآن سنكون في كل سنة قد أضفنا وقمنا بتحسين تعليم أجيال قادمة، وليس جيل واحد، من الآن ولـ 2100 وأكثر.

بالتفكير الآن بالعائد المالي: إذا استطعنا تقديم تجربة تعليمية مفيدة وأفضل من غيرها بـ 100 مرة ولكن بسعر 1/10 من غيرها، ومتاحة لـ 100 مليون عوضاً عن 10 آلاف، عندها نكون حققنا عائد مالي يكفي لتحقيق رؤية بعيدة المدى لـ 100 سنة قادمة وبعائد مالي يدفعنا أكثر لتغيير أجيال قادمة وليس جيل واحد. هذه فكرتي عن مشروع تعليمي مثل ألفازد. 

بالنسبة لـ الميتا، الموضوع مشابه. ماذا يمكن أن تقدم الميتا؟ في 100 سنة؟ أظن أن الميتا لأكثر من ذلك. العقل هو أكثر عضو ساحر في الوجود. بتقديس العقل والفكر السليم لا حدود لكمية الإبداع والنمو التي يمكن أن تحدث، لعقول عربية أم بخصوص وبشرية بعموم. إذا استطعنا التغيير من الواقع العربي القائم على نظرية وجهة النظر الواحدة وإذا استطعنا تقديم خدماتنا لشركات أخرى لتستخدمها في تطبيقات جديدة كما نستخدمها نحن في مجال الأخبار، فلن يكون تأثيرنا لـ 300 مليون عربي وإنما لأي إنسان وشخص يقدس تلاحم الأفكار وينبذ تلاطمها.

Last modified on Monday, 14 September 2020 01:21
Rate this item
(1 Vote)

Leave a comment

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.