fbpx

AA Banner Right Join SAE Network 450

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر لظهور فايروس كورونا في العالم لم يعد الحديث عن ارتفاع الطلب على منتجات الاقتصاد الرقمي أمراً تنبئياً، بل أصبح واقعاً، فأسهم الشركات الصينية العاملة في مجال الألعاب على الانترنت، وخدمات الصحة الرقمية، والعمل عن بعد والتعلم عن بعد حلقت في بورصة "هونغ كونك" في النصف الأول من شهر فبراير/ شباط الماضي، ومازالت حتى تاريخ كتابة هذه السطور تحقق مكاسب ضخمة.

ليست الشركات الصينية النشطة في الاقتصاد الرقمي وحدها من حققت مكاسب بل سرعان ما ارتفعت أسهم الشركات الرقمية في جميع أنحاء العالم، كل ذلك يمر بهدوء على نشرات الأخبار العالمية في ظل الأخبار الأكثر سوداوية والتي تجلب معها حالة "هلع" غير مبررة والتي تحد من قدرة أصحاب الشركات الناشئة والأعمال الصغيرة على التفكير بإمكانية التكيف واستغلال الفرص لإيجاد حلول وبدائل توائم الظرف الراهن، والمؤقت.

أدت حالة الحجر الصحي المنزلي إلى ضرورة البحث عن بدائل للحصول على سلة من الخدمات التي لا يمكن توفيرها إلا عبر تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات الانترنت، هكذا فسرا خبراء اقتصاديون الأسباب التي أدت إلى نمو مكاسب الشركات الرقمية وهي تبدو أسباب بسيطة وواضحة، لكن، وبما أن وباء كورونا ليس نهاية العالم، فإن الحالة الاضطرارية سوف تنتفي بمجرد رفع حالة الطوارئ الصحية، وهو ما بدأ يحدث بشكل تدريجي في الصين، فالحياة في اقليم خوبي الصيني (الذي كان مركزاً لانتشار وباء كورونا) بدأت تعود الى طبيعتها، فهل يعني هذا أن الأسواق سوف تصحح نفسها بعد أشهر، وفي أبعد تقدير سنة؟ إذ كان الحديث عن شركات التجهيزات والألبسة الطبية، فالفرضية الأكثر ترجيحاً هي أن ينخفض الطلب على منتجاتها، مع انحسار انتشار الفيروس، أما بشأن الشركات الرقمية فمن المرجح أن تشهد استمراراً في نموها، يمكن اعتماد هذه الفرضية انطلاقاً من ثلاثة عوامل رئيسية:

أولاً: نمو الخدمات عبر الانترنت غير تقليدية

ظهرت خلال الفترة الماضية مجموعة من الخدمات عبر الانترنت لم تكن موجودة من قبل وأخرى لم تكن شائعة في الأسواق الأقل استهلاكاً للخدمات الرقمية ومن تلك الخدمات ما تقدمه شركة بيلوتون لدراجات التدريب المنزلية والتي تملك ميزة التواصل مع متدربين آخرين عبر شبكة الانترنت حيث ارتفع الطلب على هذه الخدمة بأكثر من 50% خلال فترة قياسية، كذلك الخدمة التي اطلقتها شركة Netflix كبديل عن المشاهدة الجماعية في صالات السينما التي أغلقت أبوابها، يمكن أن نلاحظ أيضاً نمواً هائلاً في الخدمات الطبية عن بعد وفي هذا الشأن ترى سارة ويلسون المديرة التنفيذية في NHS Digital (مركز معلومات الرعاية الصحية والاجتماعية) "بأن فايروس كورونا سوف يدفع الناس نحو الرقمنة بوتيرة سريعة، الأمر الذي سيؤدي إلى التحول في بيئة القطاع الصحي ليصبح أكثر رقمنة". قد تكون الرعاية الصحية عن بعد في عدد من الدول، لاسيما الغربية، ليست بجديدة فالولايات المتحدة مثلاً متقدمة بالفعل في عملية التحول الرقمي في مجال الرعاية الصحية، لكن المتغير الحالي هو سرعة وشمولية هذا التحول، ودخول مفهوم الرعاية الصحية الرقمية إلى أسواق جديدة، كالأسواق العربية التي مازالت فيها الرعاية الصحية عن بعد خدمة غير تقليدية.

ثانياً: الاستثمار في التحول الرقمي

بالرغم من إجراءات التحول الرقمي التي قامت بها الكثير من الشركات حول العالم إلا أن الغالبية العظمى من الشركات مازالت تعتمد على بيئة العمل التقليدي، والتي تفتقر إلى المرونة الكافية للاستمرار في العمل في ظل الظروف الراهنة، الأمر الذي يجبرها على تسريع عملية التحول الرقمي كنقل أعمال موظفيها إلى المنازل واعتماد تكنولوجيا الحوسبة السحابية، وتقنيات الاجتماعات عن بعد واعتماد المتاجر الإلكترونية والتسويق الرقمي لبيع منتجاتها، وغيرها الكثير من إجراءات التحول الرقمي التي اضطرت الشركات لتنفيذها في سبيل استمرار أعمالها، وبطبيعة الأحوال تلك العمليات ليس مجانية، فهي تتطلب من الشركات نفقات باهظة، تقدم لنا الجامعات في استراليا مثالاً عن ذلك : فلقد أجبرت العديد من الجامعات التي تستقبل الطلاب الدوليين القادمين من الصين على تجهيز منشآتها وكوادرها لإطلاق برامج التعليم عن بعد للطلاب الدوليين الذي اضطرتهم الظروف للعودة إلى بلادهم، وبفعل هذا الاستثمار السريع في التحول الرقمي لا يمكن للشركات بعد انحسار وباء كورونا أن تتخلى عن تلك الاستثمارات التي أنفقتها عليها، بل سوف تظل متمسكة بها، وهو ما يرجح أيضاً من فرضية استمرار نمو منتجات الشركات الرقمية في المستقبل.

ثالثاً: تجربة تغيير بيئة العمل والاستهلاك

يرتبط عامل التجربة بالعاملين السابقين، فاكتشاف الشركات لمزايا بيئة الأعمال الرقمية، سوف يدفعها للاستمرار في تطوير نموذج العمل الرقمي والتخلي عن العديد من أدوات العمل التقليدية، أما على صعيد الاستهلاك، وهو الأهم، فتتجلى من خلال تغيير سلوك المستهلكين فالملايين من المستهلكين لم يكن لديهم أي تجربة أو تعامل سابق مع منتجات الشركات الرقمية، كالتعلم والطب عن بعد، وخدمات التوصيل والمنتجات الإلكترونية وغيرها، إن خوض مستهلكين جدد تجربة الاستهلاك عبر الانترنت سوف يمكن الشركات الرقمية من تعزيز قاعدة عملائها، "فاقتصاد الحجر الصحي" كما بات يطلق عليه في الصين سوف ينمي عادات استهلاكية جديدة فالأشخاص الذين يضطرون اليوم لهذه التجربة قد يتحولون إلى عملاء دائمين في المستقبل.

على الرغم من الأخبار المتشائمة حول تباطؤ النمو العالمي تظهر التجربة الصينية حتى الآن إشارات مختلفة، فبعد انحسار وباء كورونا في الصين، تشهد المحال التجارية في الصين ارتفاعاً في حجم مبيعاتها والتي تجاوزت المستويات المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي، وهو مؤشر جيد حول إمكانية تصحيح الأسواق لنفسها في الفترة التي ستلي انتهاء حالة الطوارئ الصحية، كما تفيد التجربة الصينية بأن الشركات التي تجيد التأقلم في الوقت الحالي عبر التحول الرقمي سوف تحقق مكاسب مستقبلية من خلال استغلال حالة "الطلب المكبوت" على المنتجات التي سببها الحجر الصحي.

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.