fbpx

أنس عنجريني رائد اعمال متسلسل في زمن الحرب Featured

أنس عنجريني، رائد أعمال سوري ولد في مدينة حلب عام 1989، نال شهادة الإجازة في إدارة الأعمال عام 2015 من جامعة حلب، مكنت روح المبادرة التي يمتلكها أنس من إطلاق وإدارة أكثر من 20 مشروعاً اجتماعياً بالتعاون مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري، كالمنظمات غير الحكومية والكنائس ووكالة الأمم المتحدة العاملة في سورية.

دخل أنس عالم ريادة الأعمال في عام 2016 حينما أطلق مشروع "نبراس" الهادف إلى إعادة تدوير الأطنان من النفايات المعدنية والأخشاب وتحويلها إلى منتجات تُباع في الأسواق المحلية.

في عام 2018 أسس أنس شركة "حوسه ونص" وهي شركة توفر خدمات التنظيف للمنازل وأماكن العمل في مدينة حلب، تقدر القيمة السوقية للشركة وفقاً للعائد النقدي السنوي بأكثر من 500ألف دولاراً في عام 2019، ويطمح أنس لتكون الشركة الرقم واحد في سورية في مجال خدمات التنظيف.

تقوم الشركات الناشئة التي أسسها أنس على طابع اجتماعي من خلال توفير فرص التعلم وتطوير الذات وكسب الدخل للفئات الأكثر تضرراً من الحرب في المجتمع السوري.

انتقل أنس إلى إيطاليا في عام 2019 ليبدأ العمل مع شركة Unilever.

 

رواد الاعمال العرب- السويسريين: تدار اليوم الكثير من الشركات الناشئة في العالم العربي من قبل رواد أعمال شباب، ما هي برأيك الدوافع التي تحمل الشباب العربي على تفضيل تأسيس شركات ناشئة بما يحمله هذا الاختيار من مخاطر، بدلاً من الذهاب لسوق العمل لاسيما أن غالبية رواد الأعمال الشباب هم من أصحاب الكفاءات العلمية؟

قد يساعدنا على الاجابة هنا المثل الشعبي القائل "اش جابرك على المرّ غير اللي أمرّ منه". في الواقع، هذا ما يفسّر حالتنا اليوم!

فعلى الرغم من أنّ المنطقة العربية منطقة شابة، حيث أن أكثر من نصف سكانها –أي ما يقارب 200 مليون شخص- تحت سن الثلاثين. إلّا أن معدل بطالة الشباب فيها هو الأعلى في العالم إذ يقدّر بنحو 30% أي ضعف معدل بطالة الشباب على مستوى العالم بحسب تقديرات منظمة العمل الدولية. إضافة إلى وجود تحديات كبرى يواجهها الشباب أيضاً كالحروب والنزاعات، ارتفاع تكاليف الحياة، ضعف الأنظمة التعليمية، مواجهة مؤسسات دينية أسيرة الماضي، العبء الكبير على القطاع العام، وغياب للمساهمة الفعّالة من قبل القطاع الخاص في تمكين الشباب

كل هذا وأكثر، يدفع الشباب اليوم إلى البحث عن محاولات جديدة تحررهم من هذا الواقع المشوّش.

وبلا شك أن الدخول في عالم ريادة الأعمال يُعد أحد أكثر المحاولات انتشاراً بين أوساط الشباب لخلق فرصهم بأنفسهم والعيش بحياة كريمة ومنتجة، ولكنه ليس بالأمر السهل بتاتاً، ومحفوف بالمخاطر!

 

رواد الأعمال العرب السويسريين: من خلال تجربتك كيف وجدت عملية إدارة شركة ناشئة عن بعد، وماهي الصعوبات التي واجهتك؟

على المستوى الشخصي، تجربتي في استخدام هذا الأسلوب الرشيق في العمل بدأت مع إدارة الشركات الناشئة الخاصة بي في حلب بسبب سفري إلى لبنان وايطاليا، وحالياً مع شركة يونيليفر التي أتاحت لجميع موظفيها - يتجاوزوا الــ 150 ألف موظف حول العالم - أداة smart working منذ سنين، حيث نعمل بحرية مطلقة ومن أي مكان نريده ومتى ما نشاء.

في الحقيقة، هناك تحديات عديدة أمام تطبيق الأسلوب المرن في العمل والتواصل، لكنها بالتأكيد طبيعية وقابلة للحل، وأهمها عدم توفر مهارة "العمل عن بعد" لدى الفريق، فالعمل عن طريق الانترنت هو مهارة مثلها مثل أي مهارة أخرى، تتطلب الممارسة والتنظيم الذاتي والتركيز والحافز في ظل غياب التفاعل البشري، فالموظف ذو الخبرة العالية قد لا يعكس بالضرورة هذه الخبرات عن بعد.

لذا من الهام جداً توفير جميع الموارد اللازمة لتطبيق أسلوب العمل عن بعد، كالموارد المعرفية (مثال: مقالات هارفارد بزنس ريفيو) والتدريبية (مثال: كورسات LinkedIn Learning أو منصة كورسيرا) والمادية (تطبيقات مايكروسوفت للأعمال)، وبالطبع جعل هذا الأسلوب كجزء أساسي من ثقافة العمل داخل الشركة وليس فقط في حالة الطوارئ!

 

رواد الأعمال العرب السويسريين: هناك نقاش دائر في أواسط رواد الأعمال والمختصين بالشركات الناشئة حول جدوى "ريادة الأعمال المتسلسلة" مقارنة "بريادة الأعمال النموذجية" ما هو برأيك النموذج الأفضل لريادة الأعمال؟

بالنسبة لي، النموذج الأفضل لريادة الأعمال هو النموذج الذي يسد فجوة ما أو يلبي حاجة ما بغض النظر عن المسمى أو الجغرافية، فعالم ريادة الأعمال هو عالم الأفكار والأرقام ولا يوجد فيه وصفة جاهزة .. فكل فكرة بحاجة لخلق نموذج عمل خاص بها.

 

رواد الاعمال العرب السويسريين: لماذا اخترت يونيليفر (Unilever)؟

أولاً، لإن العمل ضمن هذه الشركة العملاقة التي تمتلك أكثر من ٤٠٠ علامة تجارية لأهم المنتجات الاستهلاكية في العالم يعد فرصة من ذهب للتطوًر والنمو والذين نحتاجهم بشكل دائم في مسارنا المهني. ثانياً، أستطيع في هذا المكان أن أطلق العنان لأفكاري ومهاراتي وخبراتي المتراكمة ولكن هذه المرة في بيئة عالمية.

 

رواد الاعمال العرب السويسريين: بعد حالة الهلع التي أصابت العالم جراء المخاوف من انتشار فيروس "كورونا المستجد"، ارتفعت عائدات شركات خدمات الحلول المالية ومنصات التعلم عن بعد وشركات الحلول التقنية مقابل خسائر في شركات ناشئة أخرى لاسيما الخاصة بالنقل والتجارة الالكترونية، برأيك كيف سوف يؤثر ذلك على بيئة أعمال الشركات الناشئة في المنطقة العربية؟

من الواضح أن هذا ليس وضعاً رابحاً لأي اقتصاد وهو يهدد اقتصاد العالم بأكمله الذي أضعفته التوترات التجارية والسياسية. فقد ينخفض النمو الاقتصادي العالمي إلى النصف في حال استمرار انتشار الفيروس.

ولكن في منطقتنا العربية قد يكون لهذا الوباء –الذي نتمنى أن يصبح من الماضي بأسرع وقت ممكن- بعض الآثار الجانبية الإيجابية التي تصب في صالح الناس والأعمال وبشكل خاص في منطقتنا العربية، أذكر منها ما بدى جلياً للجميع وهو ولادة نموذج عمل جديد ما كنّا لنصل إليه لولا عصر الكورونا وهو "العمل عن بعد"، فقد حان الوقت لقتل الإجراءات والأعباء البيروقراطية التي لا داع لها وإعادة التفكير في طريقة إنجاز العمل في جميع المجالات، وإلا سنبقى متأخرين وعالقين في العصر الحجري، ما يعني الكثير من الانشغال والقليل من الكفاءة والأثر.

ليس هذا فحسب بل ان حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها معظم الدول العربية اليوم سوف تكون محفزة للأدمغة القيادية في القطاعات كافة لإعادة النظر والتفكير بالأنظمة التعليمية والصحية والمهنية والتكنولوجية، مما يجعل الطريق اليوم ممهدة أكثر من أي وقت آخر أمام أصحاب الأفكار والشركات الناشئة التكنولوجية لإثبات أنفسهم وجدوى أعمالهم في مجالات عديدة كمنصات التعليم عن بعد، الخدمات الصحية، التوصيل، والحلول المالية.

 

رواد الأعمال العرب السويسريين: تساهم اليوم في العديد من نشاطات الشركات الناشئة بالإضافة الى الشركات الناشئة التي تديرها بنفسك، ماهي طموحاتك المستقبلية؟ هل يوجد لديك مشاريع جديدة تخطط لإطلاقها مستقبلاً؟

الآن، كل تركيزي منصب على محطتي الجديدة والفريدة مع الشركة العملاقة Unilever صاحبة الـ2.5 مليار مستهلكاً، والتي تسمح لي بالعمل مع أصحاب الخبرات الدولية في عالم الأعمال، ومع أهم العلامات التجارية في السوق العالمي. أنني مستمتع جداً بهذه التجربة، أتعلم الكثير وبنفس الوقت أحاول أن أضيف شيئاً مميزاً لأعمال الشركة في ايطاليا من خلاصة تجاربي السابقة! ......... الخبرة أولاً

 

رواد الاعمال العرب السويسريين: استطعت تحقيق العديد من النجاحات وأنت مازلت في مقتبل العمر، وفي ظروف الحرب القاسية، ماهي النصائح التي يمكن أن تقدمها للشباب العربي الراغب في دخول عالم ريادة الأعمال؟

نموذج العمل أولاً: بدون نموذج العمل Business Model Canvas لن يتمكن أي ريادي من المضي قدماً على الاطلاق، والذي يعد الخطوة الأساسية والأولى في تحويل أي فكرة إلى واقع.

فنموذج العمل يساعدنا على تجنّب الكثير من الأخطاء القاتلة وعلى تشكيل صورة شاملة للمشروع / الشركة بدءاً من القيمة المقدمة والجمهور المستهدف وقنوات التواصل والعلاقة مع العملاء والايرادات وانتهاءاً بفهم الأنشطة والموارد والشراكات والتكاليف.لقد أصبحت هذا الأداة جوهرية لرائد الأعمال واتقانها لا غنى عنه

التعلّم مدى الحياة: بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، فإنّ العالم اليوم يعاني من "أزمة المهارات" أي عدم تطابق الكفاءات التي يتم تطبيقها الآن في المؤسسات التعليمية مع متطلبات السوق نظراً للتغيّرات الجذرية والسريعة التي تشهدها القطاعات كافة من حولنا، لذا فالجميع مُجبر اليوم على تحديث أنفسهم مراراً وتكراراً ليس فقط من أجل تطوير الذات، بل من أجل النجاة والازدهار في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

وبالمقابل عدم التعلّم وعدم التكيّف مع التغيير سيكون له كلفته الكبيرة، خصوصاً على تنافسية ريادة الأعمال وقدرتها على البقاء في السوق.

Last modified on Thursday, 16 April 2020 00:59
Rate this item
(5 votes)

Leave a comment

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.