To see all the photos, please subscribe (here)
شهدت الدورة 44 للمعرض الدولي للاختراعات في جنيف حضورا عربيا ملحوظا من دول عربية عدة كالمملكة العربية السعودية والكويت والامارات وعمان ومصر والجزائر.
والملاحظ أن دول الخليج العربي ومصر تشارك بانتظام بأجنحة لمؤسسات وطنية لدعم الاختراعات تجمع تحت سقفها نخبة من مخترعي البلد. وهي بذلك تقدم وجها مشرفا عن وجه يجهل الجمهور الكثير عنه وهو عالم الاختراعات في العالم العربي.
السعودية
وشهد هذا العام مساهمة لعدة مخترعين من المملكة العربية السعودية حيث تألقت الباحثة السعودية الدكتورة اماني شفيق عواد من كلية الصيدلة في جامعة سطام بن عبد العزيز حيث ساهمت باختراعين، الاول هو ابتكار لعلاج مرض اللشمينيا من خلال استخلاص مادة من احد انواع الفطر وهو مسجل في مركز البراءات الاوروبي في حين يتمثل الاختراع الثاني في استخدام ورق الريحان في علاج التهاب القولون التقرحي المنتشر بكثرة، وقد حصل على براءة اختراع من مكتب البراءات الامريكي.
كما شهد الجناح السعودي مشاركات اخرى حيث قام المخترع مهاب محمد هندي، وهو طالب في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، باختراع ساعة منبه لمرضى السكري، وهي تقوم بقياس نسبة السكر من غير وخز للجلد او اخذ عينة دم، وتعرض الساعة نسبة السكر في الدم بشل متواصل بحيث يتم تنبيه المريض والمسؤول عنه بشكل فوري عند ارتفاع او انخفاض نسبة السكر في الدم. كما قام مجموعة من الطالبات في كلية الهندسة باختراع مصعد ذكي يوفر الوقت والطاقة من خلال ترطيب جهاز يتعرف على الفراغ المتبقي في المصعد لدخول اشخاص اضافيين فلا يتوقف عن استدعاءه من خارج المصعد الا اذا كان الحيز المتوفر يتسع لاستقبال راكب اضافي. كما شهد المعرض اختراعا اخر لعدة طالبات من كلية الهندسة، ربما يعكس الخاصية السعودية، حيث يتخلص في نظام لتنظيم المرور في المناطق النائية حيث يصعب امدادها بشبكة الطاقة الكهربائية، من خلال اشارة مرورية عند التقاطعات يتم تزويدها بالطاقة الكهربائية من خلال الواح بها مجسات للحركة عند مرور السيارات مما يولد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل الاشارة المرورية لعدة ثوان ريثما تمر السيارة للحيلولة دون وقوع اصطدام مع سيارة اخرى عند التقاطع. كما تميز اختراع اخر للطالبة نورة علي المرشد والذي تمثل بمادة بودرة توضع على الاسلاك الكهربائية الممتدة داخل الانابيب البلاستيكية في المباني، فعند حدوث تماس كهربائي واندلاع حريق داخل السلك يتأثر الانبوب البلاستيكي بالحرارة ويذوب البلاستيك طارحا مادة البودرة على الاسلاك الكهربائية لإخماد الحريق قبل استفحاله.
الامارات
من جهة اخرى فاز المخترع الاماراتي مصطفى الصاوي، مؤسسة ناشئة الامارات (الشارقة)، بالميدالية الذهبية من المعرض مع مرتبة الشرف عن اختراعه الذي يتعلق بخفض انبعاثات الغازات الملوثة في محطات توليد الطاقة الكهربائية.
قطر
كان الحضور القطري ملحوظا في المعرض حيث شاركت قطر من خلال النادي العلمي القطري بعدة اختراعات، نذكر منها المخترع القطري هتمي خليفة الهتمي الذي ساهم باختراع يساهم في تقليل الازدحام ووقت الانتظار عند الاشارات المرورية مع تطبيق هام للسلامة من خلال نظام تحذيري في حال اجتياز الشارة الحمراء من قبل احد المستخدمين، بحيث تحول دون حدوث حوادث في مثل هذه الحالات. كما قدم المخترع محسن حين الشيخ اختراعا قد يحدث اصداءا في الوسط البنكي، حيث يتمثل في نظام لطباعة الشيكات البنكية بدلا من كتابتها باليد للحيلولة دون التلاعب او التزوير، وهو مزود بطابعة محمولة موصولة على هاتف ذكي مزود بنظام لتحويل الارقام الى نص مكتوب، حيث من المتوقع يتم انزال النظام الى السوق خلال الثلاثة اشهر القادمة. كما شهد الجناح القطري اختراع يتعلق بسترة مضادة للرصاص للمخترع حمد جاسم البحر وهي مكونة من مادة الكربون المستخلص من النخيل وتمتاز بالكفاءة والكلفة المنخفضة نسبيا، كما احتوى الجناح القطري على اختراع اخر لخوذة عسكرية لحرس الحدود مزودة بعين خلفية مع نظام تحذيري في حال وجود شخص او حيوان ما في الجوار.
مصر
كان للجناح المصري حضورا واضحا، حيث شاركت المخترعة امينة ميعاد للعام الثاني على التوالي باختراعين، الاول يتمثل في تحويل قشر الرز الى مادة الصابون بدلا من الاجراء الحالي الذي يتمثل في حرقه، حيث ان الصابون المصنوع من قشر الرز يحتوي على مضاد حيوي طبيعي يعمل على مكافحة الفطريات وتفتح البشرة وازالة الجلد الميت. وقد حصل هذا الاختراع على الميدالية الذهبية من معرض جنيف وتكريم من مؤسسة ناشئة الشارقة. اما الاختراع الثاني فيتمثل في شامبو من مكونات طبيعية يرش كرذاذ على الشعر يعمل على مكافحة تساقط الشعر والفطريات، وقد حصل على الميدالية البرونزية.
وشهد الجناح المصري اختراعا متميزا للمخترع محمد عشري محمد عبد الفتاح، وهو يتعلق بخزان وقود يقدم حلا للمشكلات البيئية كونه مقاوم للحريق والتسرب كما انه مزود بنظام لتخزين وتحريك كميات هائلة من خام النفط (storage and movement).
واشتمل الجناح ايضا على اختراع للمخترع المصري طارق صلاح الدين مصطفى وهو طوب بناء ذو شكل هندسي مقوس يستخدم لبناء السطوح دون الحاجة لاستخدام الاسمنت المسلح وهو ما يكسب البناء قوة ويقلل من الوزن، وقد حصل على الميدالية الذهبية.
وقد كان لافتا لهذا العام حضور الطاقات الشبابية، حيث شارك المخترعان محمد جمال شومان (19 عام) واحمد محمد عبد التواب (18 عاما) حيث توصلا الى هيكل خارجي للسيارات يعمل على تقليل حوادث المرور والاضرار كونه مقاوم للصدمات، كما انه مقاوم للكهرباء والحرارة. وقد حصد الاختراع ميدالية فضية وجائزة درع من رئيس قسم الطاقة النووية في ماليزيا.
اما الطالب احمد عياش محمد (18 عاما)، فقد تألق في اختراعه الفريد والمتمثل في توليد الكهرباء من حركة سير عربات مترو الانفاق، بحيث يمكن توليد طاقة كهربائية تعادل خمس اضعاف الطاقة المستخدمة لتشغيل القاطرات، وعند سؤاله عن مدى انسجام هذا الاختراع مع القانون الخاص بالطاقة اوضح بان الامر يتعلق بإنشاء مجال مغناطيسي في نقاط محددة عند مرور القاطرات وهو ما يفسر هذه الامكانية. وقد حصد الميدالية الذهبية. وللعلم فان هذا الاختراع يحتاج الى بنية تحتية وخطة على المستوى القومي.
من الاختراع الى الصناعة
لا شك بان الشباب العربي اثبت بانه قادر على الاتيان بكل ما هو جديد، وان الطاقات الابداعية في العالم العربي متوفرة في شتى المجالات. ان المشاركة العربية في مثل هذه التظاهرات العلمية العالمية لهو امر مهم يعد خطوة اساسية نحو فتح المجال للطاقات الشبابية والعلمية في بيئة تنافسية وصولا للنهوض بالمستوى العلمي والابداعي. الا ان المطلوب ان لا تتوقف هذه المساهمات عند حد المشاركة في مهرجانات علمية واستلام الجوائز التقديرية، وانما لا بد من الانتقال الى الخطة القادمة والاهم والتي تتمثل في ترجمة هذه الاختراعات الى مشروعات صناعية وتجارية، وهو امر ضروري لسد الحاجة المحلية والعالمية وبناء قاعدة تكنولوجية وصناعية في العالم العربي والنهوض بالاقتصاد، خاصة في ظل الطفرة التي يشهدها العالم العربي في دور القطاع الخاص في الحياة الاقتصادية وتوجه الشباب نحو انشاء المشروعات الخاصة الريادية.
This section of the article is only available for our subscribers. Please click here to subscribe to a subscription plan to view this part of the article.
