fbpx

واقع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: نمو لا زال مطردا Featured

 (English)

أجرت منصة رواد الأعمال العرب السويسريين (SA Entrepreneurs) لقاءً مع راي دارغام (Ray Dargham)، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة STEP، وذلك على هامش مؤتمر STEP Start 2018 في دبي لمناقشة المشهد الريادي في المنطقة والمآلات المستقبلية لهذا القطاع المتسارع النمو.

مجرد تبادل أطراف الحديث مع راي دارغام، وهو أحد الأسماء البارزة في المنطقة التي لها علاقة بريادة الأعمال الناجحة، يمنحك إحساساً فريداً يمكن المرء من تكوين رؤية جليةٍ في ذهنه. بدأ راي بإخبارنا عن أول مغامرة له في مجال الاعمال حيث كان لا يزال في الكلية يكافح من أجل العثور على وظيفة عندما قرر عقد ورشة عمل في الجامعة الأمريكية في بيروت. وقد تم تطوير هذا الحدث لاحقًا ليصبح على نطاق أوسع حيث حضره أكثر من 6000 مشارك وتشكلت على إثرها مؤتمرات فرعية متعددة في مجموعة متنوعة من المجالات - STEP Start و STEP Digital و STEP X و STEP Money.

 

"هذا شيء جيد"، يقول مبتسماً، "لأن هذا المؤتمر يُعقد هذا العام في الجامعة الأمريكية في دبي، ما يعكس اهتماما كبيراً لدى الطلاب (الذين يتطلعون لبدء أعمالهم الخاصة)."

يُعتبر راي رائد أعمال بالمعنى الحقيقي للكلمة، واليوم يهدف إلى توفير منصة لصالح رواد الأعمال الذين لهم نفس التفكير ويطمحون لتنمية أعمالهم وتمويلها وتكوين شبكة العلاقات والتواصل مع المستثمرين. في عامها السادس، بدأت STEP في إحداث تأثير كبير للشركات الناشئة في المنطقة من خلال الرفع من مكانة الشرق الأوسط كسوق ريادية ناشئة على مستوى العالم، وذلك من خلال تسهيل تبادل المعلومات الحيوية وأفضل الممارسات والخبرة لإنشاء ورعاية مشروع تجاري ناجح.

 

" الكثير من الشركات الناشئة بدأت في STEP وجمعت التمويل من خلالSTEP ؛ وبفضل المؤتمر التقوا بالمستثمرين وطوروا علاقاتهم معهم. هناك العديد من العوامل التي تتدخل في نجاح أو فشل التمويل، ونحن نود دائمًا أن نحقق قدرًا كبيرًا من النجاح ".

 

منارة للمستثمرين

في عام 2012، اجتذب الاصدار الأول من المؤتمر حوالي 100 شخص، ومنذ ذلك الحين تضاعف العدد ثلاث مرات. وفي هذا العام، تم تقديم أكثر من 250 شركة ناشئة في هذا الحدث، مع حضور عدد أكبر من الموجهين (mentors)، رأس المال الاستثماري (venture capitals)، مستثمري الأسهم الخاصة (private equity investors)، شركات المحاماة وغيرها.

ويضيف راي: "غالبية المشاركين يأتون من قطاع التكنولوجيا الذي يضم العديد من الصناعات الفرعية المختلفة كالوسائط الرقمية، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، العملات الرقمية والبلوكتشين (block chain). إن الكثير من الشركات التي نراها اليوم هي نماذج نجحت في الولايات المتحدة أو أسواق أخرى ويتم توطينها وإحضارها الى هنا - والكثير منها ناجح بالفعل."

وأضاف: "إذا أخذت نموذجًا يعمل في الولايات المتحدة وقمت بتبنيه، فهذا لا يعني أنك لست مبتكرا، بل أنت تبتكر على المستوى المحلي - هناك العديد من الطرق للابتكار من خلال الأفكار الإبداعية؛ الابتكار لا يقتصر فقط على كوننا أول من يؤسس لمفهوم ما".

 

الشباب يحملون المشعل

التمثيل العربي في المؤتمر كان مهما، ويعكس إرادة قوية نحو تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، خاصة بين الشباب. ففي الإمارات العربية مثلاً، تم إنشاء صندوق محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتمويل المشاريع التجريبية المبتكرة (pilot projects) للإماراتيين، حيث خصص أكثر من 3 مليارات درهم إماراتي (810 مليون دولار) لشركات التكنولوجيا الناشئة.

ويعتبر جيل الشباب القوة الدافعة وراء هذه الموجة الريادية التي تغزو المنطقة. ووفقًا لدراسة حديثة[1]، فإن أكثر من 64٪ من المشاركين في سن العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يفضلون بدء أعمالهم الخاصة بدلاً من طلب الوظيفة، حيث قام 70٪ من المُستجوَبين بالفعل بخطوات أولية لإنشاء شركاتهم الخاصة في السنوات الخمس الأخيرة. وفي تصنيف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب مؤشر ريادة الأعمال العالمي لسنة 2016، تصدرت الإمارات القائمة في المرتبة 19، تليها قطر (24)، والمملكة العربية السعودية (36)، ولبنان (50)، والمغرب (78)، ومصر (89).

لي ماكماهون (Lee McMahon) هو شريك مؤسس ومدير مكتب دعم قانوني، وهي شركة قانونية متخصصة في تقديم الدعم والمشورة القانونية للشركات الناشئة في المنطقة. تأسست الشركة، وهي شركة ناشئة أيضا، على أساس الحاجة إلى توفير دعم فعال من حيث التكلفة للشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة التي تم تأسيسها حديثًا. ووفقًا لـ "لي"، فإن وتيرة نمو الشركات الناشئة تتزايد بسرعة، حيث أصبحت الشركات الناشئة الآن قطاعًا كبيرا داخل السوق.

“هناك العديد من رواد الأعمال القادمين من مصر ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. لقد بدأنا في الحصول على الكثير من الاهتمام من أفريقيا أيضًا. "


النجم الصاعد في المنطقة

المملكة العربية السعودية هي سوق ناشئة أخرى من المتوقع أن تنمو بشكل كبير، كما يقول "لي"، لا سيما بالنظر إلى النسبة الكبيرة من الشباب في البلاد.

في عام 2017، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تراخيص ريادة أعمال جديدة تهدف إلى تشجيع النمو في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة (SME). وللمرة الأولى، ستسمح التراخيص الجديدة لأصحاب المشاريع الأجانب بإنشاء شركات في المملكة العربية السعودية.

ووفقًا لمختبر ومضة للأبحاث، هناك فرص كبيرة للشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الرعاية الصحية والطاقة المتجددة في البلاد، حيث تعهدت الحكومة بإنفاق 109 مليار دولار على البنية التحتية للطاقة الشمسية على مدار العشرين عامًا القادمة. كما يمكن للشركات الناشئة الاستفادة من الفرص المتاحة في إطار خدمات الرعاية الصحية الرقمية، حيث من المتوقع أن تنمو سوق البيانات الضخمة إلى نحو 1.9 مليار دولار في عام 2018.

إن اهتمام المستثمرين الأجانب بالشرق الأوسط قوي كما كان دائماً من خلال العديد من قصص النجاح مثل Souq.com ، Dubizzle ، Careem ،Namshi وغيرها، ولقد جذب استثمارات بقيمة مليارات الدولارات. ومع الإعلان عن إكسبو 2020، شهد القطاع التكنولوجي في الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص نمواً هائلاً، ومن المتوقع أن يستمر في التوسع بشكل أكبر. ووفقاً لوزارة المالية الإماراتية، فإن الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات تمثل 95٪ من جميع الشركات، حيث تمثل 86٪ من إجمالي القوى العاملة وتساهم بنحو 60٪ في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي[2].

 

مستقبل مشرق

بحسب وجهة نظر لـ "لي"، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتنمية السوق المحلية وتشجيع المستثمرين العالميين. وبصرف النظر عن دبي التي لا تزال تتصدر قائمة ترتيب أفضل مكان للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنه يرى أن بقية المنطقة لا تزال بحاجة إلى اللحاق بالركب.

بالمقارنة مع أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، فإن القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والبضائع تخلق بعض القيود على الأعمال الجديدة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتخفيض تكلفة إنشاء الشركات وجعلها أكثر كفاءة.

"لا يزال أمام النظام الإيكولوجي (ecosystem) في المنطقة طريق طويل ليواكب المعايير العالمية. إذا نظرت إلى حجم السوق مقارنة مع الولايات المتحدة، فإن السوق هنا لا يزال غير كبير كما يجب."

ويختم: "نأمل أن تكون المملكة العربية السعودية بمثابة قطار سريع يتحرك في الاتجاه الصحيح. "الأمور تتغير بسرعة، وهناك الكثير من الأمل، خاصة بين الشباب، وإذا ما تحقق ذلك بشكل صحيح، فستتحقق للمنطقة إمكانات ضخمة".

[1] النظام الإيكولوجي للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا https://www.go-gulf.com/blog/mena-startup-ecosystem/

[2] وزارة المالية الاماراتية https://intranet.core-me.com/research/pdf/start-up-environment-in-dubai-2016.pdf

Last modified on Thursday, 05 April 2018 20:01
Rate this item
(1 Vote)

Leave a comment

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.