fbpx

يمكن وصف عام 2021 بأنه عام الشركات الناشئة بامتياز، فقد كان عاماً استثنائياً على الشركات الناشئة على كافة الأصعدة. فبالرغم من جميع الصعوبات والتحديات المتعلقة بانتشار وباء كورونا، فإن ما حققته الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2021 لم تحققه في جميع السنوات السابقة!

في هذا المقال سنلقي نظرة شاملة على أحوال الشركات الناشئة في المنطقة، ونطلعك على كل ما تريد أن تعرفه عن أوضاع الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2021.

 

أولاً: تطور الاستثمارات في الشركات الناشئة

خلال أكثر من عقد من الزمن تطورت بيئة أعمال الشركات الناشئة في المنطقة العربية، لاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتان عملتا على تطوير بيئة الأعمال لاحتضان ريادة الأعمال عبر طيف واسع من الحواضن ومسرعات الأعمال التابعة لقطاع الأعمال والقطاع الحكومي. كذلك شهدت مصر تطوراً ملحوظاً في بيئة الأعمال. يتجلى التطور في بيئة الأعمال العربية الحاضنة لريادة الأعمال في تحسين البيئة التشريعية والقانونية وإطلاق عدد كبير من حواضن الشركات الناشئة من بينها Flat6Labs وFalak وInjaz Egypt.

ترجم التطور في بيئة أعمال الشركات الناشئة في المنطقة بزيادة هائلة في عدد وحجم صفقات الاستثمار في الشركات الناشئة، إذ ارتفع الحجم الإجمالي لصفقات الشركات الناشئة بنسبة تجاوزت 1280% بين عامي 2013 و2021، وبنسبة نمو وصلت إلى 312% مقارنةً بعام 2020، الذي شهد تباطؤاً في النمو بسبب التداعيات المباشرة لانتشار وباء كورونا.

على صعيد عدد صفقات الاستثمار في الشركات الناشئة، فقد ارتفعت هي الأخرى بين عامي 2013 و2021 بصورة كبيرة، وفي حين لم تتجاوز عدد صفقات الشركات الناشئة في عام 2013 الـ 148 صفقة، فإنها بلغت في عام 2021 نحو 561 صفقة.

يبين الشكل التالي تطور الاستثمار في الشركات في المنطقة بين عامي 2013 و2021 من حيث حجم وعدد صفقات الاستثمار، وكما هو موضح في الشكل فإن حجم الاستثمارات في عام 2021 لوحده يعادل حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة في المنطقة خلال الفترة 2017 و2020 مجتمعة. وهو ما يدل على التطور الهام والكبير الذي حدث في عام 2021.

 

ثانياً: الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2021

يظهر الشكل البياني  حجم صفقات الشركات الناشئة خلال عام 2021 ونموها على أساس شهري، ويوضح الشكل المنحنى التصاعدي للاستثمار في الشركات الناشئة طوال العام المنصرم، فقد بلغ النمو الربع سنوي لحجم صفقات الشركات الناشئة نسبة 48% و32% و104% على التوالي، فيما انخفضت نسبة النمو على أساس ربع سنوي في الربع الأخير من العام نفسه بنسبة 74% ويمكن تفسير هذا التراجع بالارتفاع الاستثنائي في الربع الثالث من العام، وتحديداً في شهر يوليو الذي وصل فيه إجمالي حجم الصفقات لأكثر من 632 مليون دولار. اما على مستوى النمو النصف سنوي فقد بلغت نسبته نحو 91%. وبشكلٍ عام تبشر البيانات الماثلة أمامنا بمستويات جديدة في حجم الاستثمار في الشركات الناشئة. كذلك ارتفع عدد صفقات الشركات الناشئة في النصف الثاني من عام 2021 بنسبة 28% مقارنةً بالنصف الأول، يأتي هذا الارتفاع مصحوباً بنمو متوسط حجم الصفقة الواحدة، التي ارتفعت من نحو 3.7 مليون دولار في النصف الأول إلى أكثر من 5.6 مليون دولار في النصف الثاني.

 

ثالثاً: توزيع تمويل الشركات الناشئة بحسب الدول لعام 2021

استمرت هيمنة الشركات الناشئة الإماراتية على قائمة توزيع تمويل الشركات الناشئة بحسب الدول، حيث استحوذت الشركات الإماراتية على نحو 52% من إجمالي الاستثمارات التي حصلت عليها الشركات الناشئة خلال عام 2021، تلي الإمارات الشركات الناشئة السعودية التي حلت في المركز الثاني بنسبة 24% من إجمالي الاستثمارات، ثم مصر بنسبة 15%، وفي المركز الرابع حلت الأردن بواقع 4% من إجمالي الاستثمارات. ورغم الهيمنة المستمرة لكل من الإمارات في الصدارة ومن ثم السعودية ومصر، على قائمة توزيع استثمارات الشركات الناشئة في المنطقة العربية إلا ان القائمة شهدت دخول دول جديدة على القائمة التي كانت تقتصر على 7 إلى 9 دول في أفضل الأحوال، حيث توسعت القائمة لتشمل 15 دولة عربية، كان آخرها السودان التي حلت في المرتبة الأخيرة في القائمة. ومقارنةً بالأرقام المطلقة لتوزيع التمويل على الشركات الناشئة فإن أقاليم جديدة أظهرت نمواً ملحوظاً وتحديداً إقليم المغرب العربي، دول بلاد الشام وتحديداً الأردن وفلسطين، بالإضافة العراق التي تشهد نمواً على مستوى حجم وعدد صفقات الشركات الناشئة.

 

رابعاً: توزيع عدد صفقات الشركات الناشئة بحسب الدول 2021

بخلاف توزيع حجم الاستثمارات بحسب الدول الذي يظهر تمركزاً شديد على الإمارات، فإن توزيع عدد صفقات الشركات الناشئة يظهر تمركزاً أقل على الإمارات التي بالرغم من تصدرها لأكبر عدد من صفقات تمويل الشركات الناشئة، إلا أن نحو 72% من الصفقات تتوزع على شركات ناشئة من خارج الإمارات، أبرزها مصر التي جاءت في المركز الثاني بنسبة 25% والسعودية بنسبة 24%، تليهما الأردن بنسبة 7%، والمغرب بنسبة 4%، وكل من تونس والبحرين بنسبة 3% لكل منهما.

 

خامساً: المتوسط السنوي لحجم صفقات الشركات الناشئة بحسب الدول لعام 2021

ينعكس حجم وعدد صفقات الشركات الناشئة على متوسط حجم الصفقة الواحدة، وفي حين أنه يعد مؤشراً جيداً لتطور الاستثمارات في الشركات الناشئة، إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار القيمة الشاذة التي قد تكون مضللة للقارئ، فكما يتبين لنا من الشكل البياني فإن أعلى معدل لمتوسط حجم الصفقة الواحدة هو للشركات الناشئة الجزائرية بواقع 15 مليون دولار للصفقة الواحدة، إلا أن هذا الرقم يخفي وراءه الانخفاض الكبير لعدد صفقات الشركات الناشئة في الجزائر التي انحصرت في صفقتين فقط! في حين يمكن اعتبار متوسط حجم الصفقة الواحدة في الإمارات أكثر تعبيراً لتطور ونمو حجم الاستثمار في الشركات الناشئة، والتي بلغ فيها حجم الصفقة الواحدة ما يربو عن 8.8 مليون دولار. الأمر ذاته ينطبق على حالة الشركات الناشئة السعودية التي بلغت متوسط حجم الصفقة الواحدة فيها نحو 4.8 مليون دولار. 

سادساً: توزيع استثمارات الشركات الناشئة بحسب القطاعات لعام 2021

كان عام 2021 مميزاً لجهة توزيع استثمارات الشركات الناشئة بحسب القطاعات، فقد ظهر قطاع التكنولوجيا الغذائية لأول مرة ليتصدر قائمة توزيع الاستثمارات بحسب القطاعات، وذلك بنسبة 26% من إجمالي الاستثمارات، يليه قطاع التكنولوجيا المالية بنسبة 21%، وهو القطاع الذي شهدا نمواً مطرداً منذ العام 2019، في حين حل قطاع التجارة الإلكترونية في المرتبة الثالثة بنسبة 16%، وهو القطاع الأخذ بالتراجع نسبياً كما نوهنا في أكثر من مناسبة. يأتي تراجع قطاع التجارة الإلكترونية بسبب حالة الإشباع التي وصلت إليها الأسواق العربية الرئيسية، وإن كان ذلك لا يعني خبو هذا القطاع تماماً، فما زالت التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية بحاجة للمزيد من التوسع والتطوير، لكن المنافسة في هذا القطاع أصبحت أصعب مع صعود شركات كثيرة احتلت قطاعات واسعة من السوق، وأخيراً دخول عملاق التجارة الإلكترونية أمازون إلى أهم الأسواق العربية (السعودية والإمارات) وفي العام المنصرم دخل السوق المصرية.

 

 

 

سابعاً: توزيع عدد صفقات الشركات الناشئة بحسب القطاعات لعام 2021

بخلاف توزيع حجم صفقات الشركات الناشئة التي تركز على التكنولوجيا الغذائية، فإن توزيع صفقات الشركات الناشئة جاء أقل تركزاً بين القطاعات الرئيسية من جهة، ومن جهة أخرى كثرة القطاعات التي نجحت فيها الشركات الناشئة بالحصول على جولات تمويلية، لعل أبرزها قطاع التكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الصديقة للبيئة، وغيرها من القطاعات. ويشير هذا التوزيع إلى وجود فرص واعدة للشركات الناشئة التي تنشط في مجالات بعيدة عن القطاعات الرئيسية التي لطالما حصدت الحصة الأكبر من التمويل، ولعل أكثر ما يدل على ذلك هو تراجع قطاع التجارة الإلكترونية لصالح قطاع التكنولوجيا المالية في السنتين الماضيين، وإزاحة قطاع التكنولوجيا الغذائية لقطاع التكنولوجيا المالية عن الصدارة في عام 2021، لذلك لن يكون من المستغرب بروز شركات تعمل في قطاعات مختلفة تتنازع على حصد التمويل في العام الحالي. 

 

 

 

ثامناً: مراحل الاستثمار للشركات الناشئة خلال العام 2021

تركزت صفقات الاستثمار في الشركات الناشئة في العام 2021 على مرحلة التمويل الأولي (1) بنسبة وصلت لأكثر من 32% وفي مرحلة ما قبل التأسيس بنحو 15%، أي بارتفاع بنسبة 2% عن النصف الأول من العام نفسه، فيما جاءت مرحلة "شركات مسرعة للنمو" بالمرتبة الثالثة بنسبة 15%، ورابعاً جاء التمويل من الفئة (أ) بنسبة 9% تقريباً، أما التمويل ما قبل مرحلة التمويل من الفئة (أ)(2) فشكل نحو 7%.

تاسعاً: توزيع استثمارات الشركات الناشئة لعام 2021 حسب النوع

لا يزال نصيب التمويل التي تحصل عليها الشركات الناشئة التي تأسس على يد إناث ضئيلاً مقارنةً بالشركات التي أسسها الذكور، إذ لم تتجاوز حصة التمويل للشركات التي أسستها إناث إلى إجمالي التمويل الموجه للشركات الناشئة نسبة 1.2%، مع ذلك حققت الشركات التي تأسست على يد نساء في عام 2021 تقدماً ملحوظاً، فبرزت عدد من صفقات التمويل المميزة لشركات تقودها نساء، لعل أهمها هي صفقتي iMile وBitOasis، التي جمعت عبرهما الشركتين 40 مليون دولار و30 مليون دولار على التوالي.

ومن الجدير بالذكر أن الإمارات احتلت المركز الأول من حيث حجم التمويل وعدد الصفقات التي حصلت عليها الشركات الناشئة لمؤسسات نساء، إذ جمعت الشركات الناشئة الإماراتية استثمارات بقيمة 187 مليون دولار عبر 46 صفقة. فيما حلت السعودية في المرتبة الثانية حيث نجحت الشركات الناشئة التي تأسست على يد فريق من الرجال والنساء في جمع نحو 14 مليون دولار خلال 9 صفقات. وجاءت مصر في المرتبة الثالثة بإجمالي استثمارات قاربت على 12 مليون دولار عبر 20 صفقة.

هوامش:

1- التمويل الأولي أو التمويل القادم من العائلة والأصدقاء، هي طريقة من طرق طرح الأوراق المالية حيث تقوم بعض الأطراف ذات الصلة بالشركة الناشئة الجديدة بالاستثمار بمبلغ يمكّن الشركة الناشئة من البدء بأعمالها والاستمرار بالسوق حتى تصل لمرحلة قادرة على تمويل نفسها بنفسها أو تتمكن خلال هذه الفترة من خلق شيء ذا قيمة يجعل من الشركة الناشئة مغرية للمستثمرين للاستثمار بها في مراحل الاستثمار المقبلة. وتجدر الإشارة إلى أن التمويل الأولي قد يكون أحد أشكال التمويل الجماعي.

2- سلسلة التمويل أ (Series A Financing) وتعرف أيضاً بالدورة أ أو جولة التمويل أ (A Round Financing). هي الدورة التمويليّة الأولى المقدّمة لشركة ناشئة والتي يُشارك فيها مستثمرون مخاطرون (Venture Capitalists)، وتأتي بعد مرحلة التمويل الأوّلي (Seed Round). يتم ذلك عادة عند إعطاء المستثمرين الخارجيين ملكيّة الشركة لأول مرة. يُقدّم هذا التمويل عادة على شكل أسهم ممتازة، وقد تشمل أحكام مكافحة التخفيض في حال تقديم المزيد من التمويل، أو بشكل أسهم عاديّة أو أسهم ممتازة في المستقبل.

المصادر:

البيانات الصحفية الصادرة عن الشركات الناشئة.

مؤسسة ومضة.

 

جاءت حصيلة أكبر خمس صفقات تمويل للشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لشهر ديسمبر 2021 بأكثر من 154.5 مليون دولار وهو ما يمثل زيادة عن شهر نوفمبر تقدر بحوالي 6% قياساً بأكبر خمسة صفقات تمويل للشركات الناشئة في شهر نوفمبر، كما شهد شهر ديسمبر عودة قوية لقطاع التجارة الإلكترونية تمثلت بصفقة تمويلية بقيمة 75 مليون دولار! سنتعرف فيما يأتي على الشركات الناشئة التي حصلت على الصفقات الأكبر في شهر ديسمبر.

أولاً: ساري

القطاع: التجارة الإلكترونية

البلد: المملكة العربية السعودية

التأسيس: 2018

المؤسسين: محمد الدوسري وخالد السياري

نجحت شركة ساري السعودية المتخصصة في التجارة الإلكترونية بين الشركات في المملكة العربية السعودية بجمع 75 مليون دولار (حوالي 281 مليون ريال سعودي) في جولة من الفئة C بقيادة سنابل للاستثمار، وبمشاركة من شركة وفرة للاستثمار الدولي وإنديفور كاتاليست إلى جانب عدد من المستثمرين الحاليين في ساري وهم STV وMSA Capial وRocketship.vc وVentureSouq ورائد فنتشرز. علماً أن هذه الجولة التمويلية الثانية لساري خلال عام 2021 حيث سبق أن جمعت نحو 30.5 مليون دولار. ستسخدم ساري جولة التمويل الجديدة للاستثمار في تطوير المنتجات والتوسع الجغرافي.

ثانيا: أوبونشيا

القطاع: التجارة الإلكترونية

البلد: الإمارات العربية المتحدة

التأسيس: مارس 2021

المؤسسين: Philip Johnston وManfred Meyer

جمعت شركة أوبونشيا مبلغ 42 مليون دولار من حقوق الملكية والديون في جولة من السلسلة الأولى بقيادة STV. انطلقت أوبونشيا، في مارس 2021 بعد جمع 20 مليون دولار من جولة البذور من Founders Capital، وPresight Capital، وRaed Ventures، وKingsway Capital، بمشاركة العديد من المستثمرين الملائكيين. تتطلع أوبونشيا إلى تسريع نمو العلامات التجارية للتجارة الإلكترونية وتمكينها من التوسع السريع والمغامرة في الأسواق العالمية. تنشط أوبونشيا حالياً في الإمارات والسعودية وبولندا وتركيا وستعمل بفضل التمويل الجديد على توسيع اعمالها في أسواق مصر ونيجيريا وباكستان.

ثالثاً: Calo

القطاع: تكنولوجيا الطعام

البلد: البحرين

التأسيس: 2019

المؤسسين: أحمد الراوي ومؤيد المؤيد

نجحت شركة Calo في جولة تمويلية مبدئية مبلغ قدره 13.5 مليون دولار، التي شارك في قيادتها كل من خوارزمي فينتشرز، ونوى كابيتال، وSTV بمشاركة من مجموعة الفيصلية، وVision Ventures، و500 Startups، وSavor Ventures، و Nama Ventures فضلا عن المستثمرين الملائكيين الآخرين.

تهدف Calo إلى استخدام التمويل لزيادة الاستثمار في تقنيتها، وتعزيز مكانتها في كل من البحرين والمملكة العربية السعودية حيث تعمل حالياً وتتوسع في مناطق جغرافية جديدة.

رابعاً: GrubTech

القطاع: التكنولوجيا الغذائية

البلد: الإمارات العربية المتحدة

المؤسسين: حمد الفايد وعمر الرفاعي ومحمد حميدي

جمعت شركة GrubTech الناشئة في مجال التكنولوجيا الغذائية، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، استثمارًا بقيمة 13 مليون دولار من الفئة A بقيادة Addition، جنبًا إلى جنب مع BY Ventures وHambro Perks Oryx Fund. تعد جولة GrubTech من أكبر الجولات التمويلية للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الغذائية.

خامساً: طماطم

القطاع: برمجيات الألعاب

البلد: الأردن

التأسيس: 2013

المؤسس: حسام حمو

نجحت شركة الألعاب الأردنية "طماطم" في جمع 11 مليون دولار في جولة تمويلية من السلسلة "ب" بقيادة  شركة تطوير الألعاب KRAFTON Inc، وبمشاركة من Venture Souq وEndeavor Catalyst و بمساهمة من مستثمري الشركة الحاليين مثل  Wamda Capital و500 Startups.

استطاعت طماطم تحقيق نجاحات سريعة منذ انطلاقها في عام 2013 بسبب قدرة العابها على محاكاة لأذواق جمهورها المستهدف في دول مجلس التعاون الخليجي، وتقدر القيمة السوقية لشركة طماطم اليوم بأكثر من 80 مليون دولار. تخطط طماطم في الوقت الحالي لاستخدام أموال جولة التمويل الأخيرة في تعزيز جهودها في جلب العديد من الألعاب الشعبية إلى السوق الناطق باللغة العربية. كما ستعمل على توظيف مواهب سعودية في هذا المجال لغرض التوسع أكثر في السوق السعودية الذي يشكل نحو 70% من مستخدمي تطبيقها. 

سجل حجم التمويل للشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شهر أكتوبر ارتفعاً بنسبة 200% مقارنةً بالعام الماضي للفترة نفسها، لكن مقارنةً بشهر سبتمبر فإن حجم التمويل قد انخفض بنسبة 55.5%، حيث لم يتجاوز إجمالي حجم التمويل 150 مليون دولار.

مع ذلك كان شهر أكتوبر مميزاً للشركات الناشئة في المنطقة في عدد من الجوانب سنتحدث عنها في سياق هذا المقال الذي نستعرض فيه حالة الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال شهر أكتوبر 2021 من حيث عدد الصفقات وحجمها ومراحل الاستثمار وتوزعها قطاعياً وجغرافياً.

التوزع الجغرافي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

عادت الشركات الإماراتية في شهر أكتوبر لتأخذ موقع الصدارة سواء في عدد الصفقات التي بلغ عددها 13 صفقة أو حجم الاستثمار الذي وصل إلى نحو 112 مليون دولار. تأتي صدارة الإمارات بعد تراجع امام الشركات الناشئة المصرية والسعودية التي جاءت في المركز الأول والثاني على التوالي في حجم التمويل في شهر سبتمبر. أما في شهر أكتوبر فقد حافظت الشركات الناشئة السعودية على مركزها الثاني بقيمة صفقات بلغت 17.5 مليون دولار مولت 9 شركات ناشئة، فيما حلت الشركات الناشئة المصرية بالمركز الثالث بقيمة صفقات بلغت نحو 8.8 مليون دولار وبعدد صفقات يقدر بـ8.

وأخيراً، حلت الشركات الناشئة السودانية، التي لطالما كانت خارج التصنيف، بالمركز الرابع بحجم تمويل بلغ 5 مليون دولار موزعة على 3 صفقات، ذهب جلها إلى صفقة شركة Alsoug.com السودانية الرائدة في مجال الإعلانات الإلكترونية المبوبة، وهي أول شركة سودانية على الإطلاق تحصل على جولة تمويل رأس مال مخاطر.

التوزع الجغرافي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

التوزع القطاعي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

احتل قطاع التكنولوجيا الزراعية للمرة الأولى مركز الصدارة من حيث حجم التمويل، تأتي صدارة قطاع التكنولوجيا الزراعية بتأثير من صفقة "بيور هارفست" الإماراتية والتي بلغت قيمتها 64.5 وهي أكبر صفقة تمويل لشهر أكتوبر.

في المركز الثاني حل قطاع التكنولوجيا المالية الذي حصد أكثر من 33 مليون دولار توزعت على 4 شركات احتلت فيها منصة " بت اواسيس" حصة الأسد بعد نجاحها بكسب جولة تمويلية بلغت قيمتها 30 مليون دولار. أما في المركز الثالث فجاء قطاع التجارة الإلكترونية الذي حصد نحو 11 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ يجمعه قطاع التجارة الإلكترونية منذ شهر أغسطس الفائت، إذ يقدر ارتفاع حجم التمويل لهذا القطاع مقارنةً بشهر سبتمبر بنحو 45%.

التوزع القطاعي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

 

مراحل الاستثمار في الشركات الناشئة

كما في شهري أغسطس وسبتمبر الفائتين لم يتغير تركز صفقات التمويل من حيث مراحل الاستثمار في شهر أكتوبر إذ ظلت معظم صفقات تمويل الشركات الناشئة متركزة في مرحلة التمويل الأولي حيث بلغت نسبة الصفقات التي حصلت عليها الشركات في هذه المرحلة إلى إجمالي توزعها على المراحل الأخرى نحو 33%.

يشي تركز الصفقات في الأشهر الثلاثة الماضية في مرحلة التمويل الأولي إلى وجود إمكانيات واعدة لتحقق صفقات كبيرة للشركات الناشئة في الربع الأول من العام 2022.

التوزع الجندري

تميز شهر أكتوبر أيضاً من ناحية التوزع الجندري لتمويل الشركات الناشئة إذ حصلت الشركات الناشئة التي أسستها أناث على أكثر من 9.5 مليون دولار وهو ما يمثل ارتفعاً هائلاً يصل إلى 9400% مقارنةً بشهر سبتمبر الذي اقتصر فيه حجم التمويل الذي حصدته الشركات الناشئة التي أسسها أناث على 100 ألف دولار فقط! ومن ناحية أخرى حققت الشركات التي أسست بالاشتراك بين ذكور وإناث على تمويل وصل إلى 38 مليون دولار، وهو ما يعتبر أيضاً مؤشراً إيجابياً على صعود الشركات الناشئة التي تدار من قبل إناث أو بالتشارك مع الذكور في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

حققت الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً كبيراً في عدد صفقات وحجم التمويل في شهر سبتمبر مقارنةً بشهر أغسطس، فوصلت نسبة النمو في عدد صفقات الشركات الناشئة لأكثر من 111% أما في حجم التمويل فتجاوزت نسبة النمو 106% بعد أن وصل إجمالي حجم التمويل إلى نحو 338 مليون دولار.

نستعرض فيما يأتي حالة الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال شهر سبتمبر 2021 من حيث عدد الصفقات وحجمها ومراحل الاستثمار وتوزعها قطاعياً وجغرافياً.

التوزع الجغرافي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

احتلت الشركات الناشئة المصرية للمرة الأولى مركز الصدارة من حيث حجم التمويل الذي بلغ أكثر من 161 مليون دولار فيما جاءت السعودية بالمركز الثاني بحجم تمويل بلغ نحو 132 مليون دولار، بينما احتلت الإمارات للمرة الأولى المرتبة الثالثة لجهة حجم التمويل فحصلت الشركات الناشئة الإماراتية على تمويل بقيمة 40 مليون دولار وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 51% مقارنةً بشهر أغسطس من العام الجاري.

أما من حيث عدد الصفقات فقد حافظت الإمارات على مركز الأول بعدد صفقات بلغ 11 صفقة، تلاها السعودية ومصر بـ9 صفقات لكل منهما.

تجد الإشارة إلى متوسط حجم الصفقات للشركات الناشئة في الإمارات بلغ نحو 3.6 مليون دولار بانخفاض نسبي عن شهر أغسطس يقدر بنحو 63% فيما ارتفع متوسط حجم الصفقات للشركات الناشئة المصرية والسعودية إلى نحو 630% و285% على التوالي، لكن هذا النمو الكبير في متوسط حجم الصفقات لكل من السعودية ومصر تأثر بصفقتين كبيرتين هما: تمويل تطبيق MNT-Halan المصري الذي حصل على 120 مليون دولار، والتمويل الذي حصلت عليه منصة Unifonic السعودية الذي بلغ نحو 125 مليون دولار.

التوزع القطاعي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

بسبب استحواذ صفقتين على نحو 50% من إجمالي حجم التمويل الذي حصلت عليه الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن التوزع القطاعي للاستثمارات من حيث الحجم شهداً تغيراً ملحوظاً في شهر سبتمبر إذ تصدر قطاع البرمجيات كخدمة في المركز الأول بقيمة تمويل بلغت 126 مليون دولار، فيما حل قطاع التكنولوجيا المالية في المركز الثامن بنحو 3.5 مليون دولار من 3 صفقات، كذلك تراجع حجم الصفقات في قطاع التجارة الإلكترونية ليبلغ 6.5 مليون دولار بانخفاض نسبي عن شهر أغسطس يقدر بنحو 8.5 مليون دولار.

مراحل الاستثمار في الشركات الناشئة

لم يختلف تركز صفقات التمويل من حيث مراحل الاستثمار عن شهر أغسطس إذ بقيت معظم صفقات تمويل الشركات الناشئة متركزة في مرحلة التمويل الأولي حيث بلغت عدد الصفقات التي حصلت عليها الشركات الناشئة في مرحلة التمويل الأولي لشهر سبتمبر 17 صفقة بنسبة 46% من إجمالي عدد الصفقات، وهو ما يشير إلى إمكانية تحقق صفقات بحجوم كبيرة خلال الربع الأخير من عام 2021.

التوزع الجندري

فيما يخص التوزع الجندري استمرت الشركات التي أسسها الذكور في الاستحواذ على القيمة الأكبر من صفقات تمويل الشركات الناشئة بل إن شهر سبتمبر شهد انخفاضاً كبيراً في حجم التمويل الذي حصلت عليه الشركات الناشئة التي أسستها سيدات إذ اقتصر على مبلغ 100 ألف دولار فقط، انخفاض وصفته مؤسسة ومضة "بالمثير للقلق".

حصلت الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال شهر أغسطس على نحو 160 مليون دولار عبر 44 صفقة. فيما يأتي أهم 5 صفقات للشركات الناشئة في المنطقة خلال شهر أغسطس، علماً أن الترتيب الآتي لا يشمل على الصفقات غير المعلن عن تمويلها.

أولاً: شركة تابي

الدولة: الإمارات

القطاع: التكنولوجيا المالية

تاريخ التأسيس: 2019

المؤسس: حسام عرب

حصلت تابي، شركة التكنولوجيا المالية المتخصصة في تقديم خدمة اشتر الآن وادفع لاحقاً، والتي تعمل في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، على جولة استثمارية سلسلة (ب) (Series B) بقيمة 50 مليون دولار، لتكون بذلك أكبر جولة استثمارية لشركة ناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال شهر أغسطس. تطمح الشركة باستخدام الاستثمارات الجديدة في توسيع محفظة منتجات تابي وإطلاقها في أسواق جديدة في دول الخليج العربي.

ثانياً: Red Sea Farms

الدولة: السعودية

القطاع: التكنولوجيا الزراعية

تاريخ التأسيس: 2018

المؤسسون: Ryan Lefers وMark Tester

جمعت شركة Red Sea Farms المتخصصة في مجال التكنولوجيا الزراعية، مبالغاً إضافياً قدره 6 مليين دولر، ليصبح مجموع ما حصلت عليه خلال جولتها التمويلية ما قبل الأولى لنحو 16 مليون دولار، وذلك بقيادة مجموعة من كبار المستثمرين السعوديين والإماراتيين. تعمل تقنية شركة Red Sea Farms على إمكانية الزراعة لتجارية للمنتجات باستخدام المياه المالحة. ستمكن الجولة الاستثمارية التي حصلت عليها الشركة في تسريع قدرة مزارع البحر الأحمر على توسيع عملياتها في السعودية والشرق والأوسط.

ثالثاً: مكسب

الدولة: مصر

القطاع: التجارة الإلكترونية

تاريخ التأسيس: 2018

المؤسس: بلال المغربي

حصلت شركة مكسب للتجارة الإلكترونية على تمويل إضافي من جولتها التمويلية الأولى المعلن عنها في يوليو الماضي، وقد بلغ حجم التمويل الجديد نحو 15 مليون دولار، ليصل إجمالي ما جمعته خلال جولتها الأولى حوالي 55 مليون دولار، كما أعلنت عن استحواذه على WaystoCap، منصة للتجارة الإلكترونية مقرها المغرب، مقابل قيمة غير معلنة. تقدم شركة مكسب خدماته لتجارة التجزئة التقليديين في جميع أنحاء مصر، تتمثل خدمات مكسب في تقديم أدوات ذكاء الأعمال التي تتيح للموردين بالتنبؤ بدقة بتأثير استراتيجياتهم ومراقبتها والتحكم فيها في الوقت الفعلي.

رابعاً: ثروة

القطاع: التكنولوجيا المالية

الدولة: الإمارات العربية المتحدة

تاريخ التأسيس: 2017

المؤسس: مارك شهوان وجاد صايغ ونادين مزهر

حصلت شركة ثروة للتكنولوجيا المالية على تمويل بقيمة 15 مليون دولار في جولة التمويل سلسلة (ب) (Series B). تهدف ثروة إلى إحداث ثورة في كيفية تنمية المهنيين الشباب لثرواتهم من خلال جلب استثمار رقمي ذكي وبسيط وبأسعار معقولة في المنطقة. بحسب البيان الصحفي للشركة، فإن الاستثمار الجديد سيدعم شركة ثروة في نموها وتمكينها من الوصول إلى ملايين المستخدمين الآخرين.

خامساً: مبات

القطاع: العقارات

الدولة: السعودية

تاريخ التأسيس: 2019

المؤسسون: طلال بن صالح السريع

حصلت شركة مبات المتخصصة في إدارة الأملاك وتشغيلها في عمليات التأجير القصير ومتوسط الآجل خلال جولة استثمارية بذرية (Seed) على ما مجموعه 2.4 مليون دولار امريكي. بحسب البيان الصحفي لشركة مبات فإنها ستستخدم التمويل الجديد لزيادة الوعي حول منصتها الرقمية وتعزيز قيمتها، سواء لملاك العقارات أو النزلاء.

حصلت الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال شهر أغسطس على نحو 160 مليون دولار عبر 44 صفقة، بانخفاض نسبي مقارنةً بشهر يوليو يقدر بحوالي 295%. فيما يأتي موجز عن حالة الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث عدد الصفقات وحجمها ومراحل الاستثمار وتوزعها قطاعياً وجغرافياً خلال شهر أغسطس.

التوزع الجغرافي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز الأول من حيث عدد صفقات تمويل الشركات الناشئة في شهر أغسطس، إذ بلغ عدد الصفقات 14 صفقة، في حين حلت كل من السعودية ومصر في المرتبة الثانية والثالثة بعدد صفقات 12 و8 على التوالي، فيما جاءت الأردن رابعاً بخمسة صفقات والكويت خامساً بثلاثة صفقة، وأخيراً المغرب بصفقتين.

لجهة حجم التمويل فلم تشهد خارطة توزع تمويل الشركات الناشئة اختلافاً من حيث الترتيب، حيث جاءت الإمارات أولاً يليها كل من: السعودية ومصر والأردن والكويت والمغرب، لكن يظهر في حجم الفوارق في الترتيب نسبياً، بين عدد الصفقات وحجمها، ففي حين أن الفرق بعدد الصفقات بين المركز الأول (الإمارات) والثاني (السعودية) هو صفقتين، أي الاختلاف بنسبة أقل من 2%، فإن الاختلاف في حجم الصفقات بينهما يبلغ الضعف تقريباً حيث جمعت الشركات الناشئة في الإمارات نحو 83 مليون دولار مقابل 46 مليون دولار في السعودية، كذلك يظهر الفرق النسبي في حجم التمويل بين الشركات الناشئة في السعودية ومصر، حيث يبلغ الفرق أكثر من 255%، وبين اجمالي حجم الصفقات للشركات الناشئة في مصر وكل من الأردن والكويت والمغرب، كما يظهر في الشكل البياني.

يوضح الشكل الآتي توزيع عدد الاستثمارات وحجمها حسب الدول

 

تأتي الفروقات الكبيرة في اجمالي حجم الصفقات بين الدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا متأثرةً بمتوسط حجم الصفقة في كل دولة، ففي شهر أغسطس بلغ متوسط حجم الصفقة للشركات الناشئة في الإمارات نحو 5.9 مليون دولار، بينما متوسط حجم الصفقة في السعودية يبلغ نحو 3.8 مليون دولار، أما في مصر فقد بلغ متوسط حجم الصفقة نحو 2.25 مليون دولار، وفي الأردن نحو 800 ألف دولار، وفي الكويت 333 ألف دولار، وفي المغرب حوالي 125 ألف دولار.

يشير الاختلاف في متوسط حجم الصفقات للشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الإمارات العربية المتحدة ما زالت تشكل المركز المالي الأكبر والأهم للشركات الناشئة في المنطقة، تليها كل من السعودية ومصر، مع التأكيد على أن مؤشرات النمو من حيث الحجم والعدد للشركات الناشئة في الدول الأخرى، كالأردن والكويت والمغرب، تظهر ارتفعاً بالأرقام المطلقة مقارنةً بالفترات السابقة.

التوزع القطاعي لعدد وحجم صفقات الشركات الناشئة

استمر قطاع التكنولوجيا المالية في الاستحواذ على الحصة الأسد في حجم صفقات تمويل الشركات الناشئة في المنطقة، إذ بلغ إجمالي تمويل شركات التكنولوجيا المالية في شهر أغسطس نحو 69 مليون دولار، وهو ما يشكل أكثر من 43% من إجمالي تمويل الشركات الناشئة في المنطقة للفترة نفسها، فيما حل قطاع التنقل بالمرتبة الثانية بواقع 5 صفقات وبحجم 29 مليون دولار، اما قطاع التجارة الإلكترونية فقد حل بالمرتبة الثالثة بـ4 صفقات بلغ حجم تمويلها 15 مليون دولار، فيما جاء بالمركز الرابع قطاع التكنولوجيا الغذائية الذي يشهد زخماً مستمراً مؤخراً، فقد حصل على تمويل بقيمة 15 مليون دولار من خلال صفقتين.

يوضح الشكل الآتي توزيع عدد الاستثمارات وحجمها حسب القطاعات

تشير المعطيات السابقة، وبناءً على بيانات الشركات الناشئة للنصف الأول من العام الجاري، أن قطاع التجارة الإلكترونية يشير تراجع نسبيةً في أهميته لصالح قطاع التكنولوجيا المالية الذي شهد زخماً كبيراً خلال عامي 2019-2020.

مراحل الاستثمار في الشركات الناشئة

تركز أكبر عدد من صفقات التمويل للشركات الناشئة في المنطقة خلال شهر أغسطس في مرحلة التمويل الأولي إذ بلغ عددها نحو 11 صفقة وهي تمثل نحو 25% من إجمالي عدد الصفقات، كذلك شهد شهر أغسطس حصول العديد من الشركات على التمويل في مرحلة التمويل (ب) مما يدل على إمكانية حصول الشركات الناشئة على استثمارات بقيم ضخمة خلال الفترة المقابلة، بحسب مؤسسة ومضة.

التوزع الجندري

وأخيراً، استمرت الشركات التي أسسها الذكور في الاستحواذ على القيمة الأكبر من استثمارات الشركات الناشئة لشهر أغسطس، إذ بلغت قيمة ما حصلت عليه نحو 141 مليون دولار (88% من إجمالي حجم الصفقات لشهر أغسطس) فيما حصلت الشركات الناشئة التي أسستها الإناث على نحو 1.2 مليون دولار فقط.

يوضح الشكل الآتي توزيع عدد الاستثمارات بحسب مراحل الاستثمار والجندرة

استمراراً لوتيرة النمو المتصاعدة للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في السنوات الماضية، شهد النصف الأول من العام 2021، ارتفاعاً في مبالغ التمويل وحجم الصفقات التي حصلت عليها الشركات الناشئة في المنطقة إلى أرقام قياسية غير مسبوقة.

يأتي هذا الارتفاع بعد التداعيات السلبية لانتشار وباء كوفيد-19 التي تسببت بسيطرة حالة عدم اليقين، واتجاهات الأسواق، والاغلاق الاقتصادي الذي أثر بشكل كبير في حركة النمو الاقتصادي لبلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إلى جانب العديد من التداعيات السلبية الأخرى. مع ذلك استطاعت الشركات الناشئة، كما أشرنا، إلى تحقيق أرقام قياسية في معدلات نمو حجم التمويل والصفقات.

نستعرض فيما يأتي حجم التمويل وعدد الصفقات التي حصلت عليها الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال النصف الأول من عام 2021 وتوزيعها جغرافياً وقطاعياً وفقاً لمراحل تأسيس الشركات الناشئة، كما سنتطرق إلى أكبر عشرة صفقات خلال الفترة نفسها.

 

أولاً: حجم صفقات الشركات الناشئة وتوزيعها جغرافياً

حصلت الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تمويل وصل إلى نحو 925 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2021، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 40% للفترة نفسها من العام السابق، ويعد رقماً قياسياً لحجم التمويل التي تحصل عليه الشركات الناشئة، وهو يفوق إجمالي حجم التمويل الذي حصلت عليها الشركات الناشئة في المنطقة في عام 2019 بالكامل، بنحو 300 مليون دولار.

وبخصوص توزيع التمويل جغرافياً استمرت الإمارات العربية المتحدة في احتلال المركز الأول، فقد شكل حجم التمويل الذي حصلت عليه الشركات الناشئة الإماراتية من إجمالي تمويل الشركات الناشئة في المنطقة أكثر من 45%، فيما أتت المملكة العربية السعودية ثانياً بنسبة 28%، تلتها مصر بنسبة 9%، ومن ثم الأردن بحوالي 4%، فيما جاءت البحرين في المرتبة الخامسة بنسبة 2%، يليها كل من المغرب والكويت بنسبة 1%، واخيراً العراق بأقل من واحد بالمائة.

ثانياً: عدد صفقات الشركات الناشئة وتوزعها جغرافياً

بلغ إجمالي عدد صفقات تمويل الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 246 صفقة، شكلت حصة الإمارات منها نحو 27%، تلتها مصر التي جاءت بالمرتبة الثانية بحوالي 25%، أما السعودية فجاءت ثالثاً بنسبة 23%، أي أن أكثر من 75% من إجمالي عدد الصفقات قد تركزت في كل من الإمارات ومصر والسعودية.

أما في المرتبة الرابعة فحلت الأردن بنسبة 7% ثم البحرين خامساً بنسبة 4%، وقطر والمغرب سادساً بحوالي 3% لكل منهما.

يوضح الشكل البياني الأتي حجم وعدد صفقات الشركات الناشئة حسب الدولة

ثالثاً: توزيع تمويل الشركات الناشئة قطاعياً

تركز تمويل صفقات الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجية المالية بنسبة وصلت إلى 33%، يليه في المرتبة الثانية قطاع التجارة الإلكترونية بنسبة 17.6%، وثالثاً قطاع العقارات بنحو 12%، فيما جاء قطاع التكنولوجيا الغذائية رابعاً بنحو 11%، فيما حل قطاع التكنولوجيا الزراعية في المرتبة الخامسة بنسبة 7%، وأخيراً جاء قطاعي وسائل الإعلام والتكنولوجيا الصديقة للبيئة بنحو 3%.

نلاحظ من خلال التوزع القطاعي لحجم الصفقات تركزها في القطاعات الثلاثة الأولى، وهي التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية وقطاعات العقارات، التي استحوذت مجتمعة على أكثر من 62% من إجمالي تمويل الشركات الناشئة للنصف الأول من عام 2021.

مع ذلك تظهر البيانات تنوعاً كبيراً في القطاعات التي حصلت على تمويل، التي بلغ عددها أكثر من 35 قطاعاً عملت به الشركات الناشئة الحاصلة على تمويل، وهو ما يشير إلى انفتاح المستثمرين على ضخ التمويل في قطاعات جديدة وعدم الاتكاء على القطاعات التقليدية المزدهرة منذ منذ سنوات، أي أن سوق الشركات الناشئة مقبل على توسع جديد في قطاعات مختلفة.

 

رابعاً: توزيع صفقات تمويل الشركات الناشئة قطاعياً

بخلاف البيانات الخاصة بتوزيع تمويل الشركات الناشئة بحسب القطاعات، فإن البيانات الخاصة بعدد الصفقات، والتي بلغت 246 صفقة، كانت أكثر تنوعاً، فقد حصل قطاع التكنولوجيا المالية على نحو 20% من إجمالي عدد صفقات الشركات الناشئة، يليه قطاع التجارة الإلكترونية في المرتبة الثانية بنسبة 13% ثم قطاع التكنولوجيا الصحية في المرتبة الثالثة بنسبة 8%، فيما حل قطاع العقارات في المرتبة الرابعة بنسبة وصلت الى حوالي 7% يليه قطاعي التكنولوجيا الزراعية والبرمجيات بنسبة 6% لكل منهما، وأخيراً جاء قطاعي التكنولوجيا الغذائية والتنقل بنسبة 5% و4% على التوالي. أي أن القطاعات الثلاثة الأولى استحوذت على حوالي 41% من أجمالي الاستثمارات، في حين استحوذت القطاعات الـ 8 الأولى مجتمعة على حوالي 66%، وهو ما يشير الى انفتاح المستثمرين على الخوض باستثمارات في قطاعات جديدة، وعليه فمن المتوقع أن نشهد حصول القطاعات الأخرى على حصة اكبر من الصفقات.

يوضح الشكل البياني الأتي حجم وعدد صفقات الشركات الناشئة حسب القطاع

خامساً: مراحل الاستثمار للشركات الناشئة

تركزت صفقات الاستثمار في الشركات الناشئة في النصف الأول من العام 2021 على مرحلة التمويل الأولي (1) بنسبة وصلت لأكثر من 35% وفي مرحلة ما قبل التأسيس بحوالي 13%، فيما جاءت مرحلة "شركات مسرعة للنمو" بالمرتبة الثالثة بنسبة 12%، ورابعاً جاء التمويل الخاص بمرحلة التمويل للفئة (أ) بنسبة 10% تقريباً، اما التمويل غير المعلن شكل نحو 9.4%، يليه مرحلة ما قبل التمويل من الفئة (أ) بنسبة 7%، ثم التمويل في مرحلة الفئة (ب) بنسبة 3.4%.

يظهر الارتفاع في تمويل الشركات الناشئة في مرحلة ما قبل تمويل الفئة (أ)(2) الذي بلغت نسبته أكثر من 48% من إجمالي عدد صفقات التمويل بحسب مراحل الاستثمار، ارتفاعاً في عدد الشركات الناشئة

 

 

سادساً: التوزع الجندري

تشير بيانات الربع الثاني من عام 2021 إلى استمرار سيطرة الشركات التي تدار من قبل الذكور على مشهد تمويل الشركات الناشئة إذ بلغت حصة هذه الشركات أكثر من 95% من إجمالي التمويل التي حصلت عليه الشركات الناشئة في الفترة المشار إليها، فيما لم تتجاوز حصة الشركات التي تدار من قبل إناث أكثر من 1.4%، و3% للشركات التي يشترك في تأسيسها كلا الجنسين.

 

سابعاً: أكثر الشركات الناشئة جمعاً للتمويل في النصف الأول من 2021

1. شركة تمارا

حجم التمويل: 116 مليون دولار

الدولة: السعودية

القطاع: التكنولوجيا المالية

تاريخ التأسيس: 2020

المؤسسون: عبد المجيد الصيخان، تركي بن زرعة، عبد المحسن البابطين

حصلت شركة تمارا السعودية التي تقدم خدمات "الشراء الآن والدفع لاحقا" على جولتي استثمار في النصف الأول من العام الجاري، الأولى كانت يناير/ كانون الثاني وبلغت فيمتها 6 ملايين دولار، أما الثانية فجاءت في إبريل/ نيسان وحصلت فيها على تمويل بقيمة 110 ملايين دولار، لتكون بذلك أكبر جولة تمويلية بذرية تحصل عليها شركة ناشئة في الشرق الأوسط.

يمكنك قراءة المزيد عن تمارا هنا.

2. Pure Harvest Smart Farms

حجم التمويل: 60 مليون دولار

الدولة: الإمارات

القطاع: التكنولوجيا الزراعية

تاريخ التأسيس: 2016

المؤسسون: سكي كورتز، مجمود عدى، روبرت كوبستاس

تعد Pure Harvest Smart Farms من الشركات القليلة المتخصصة في التكنولوجيا الزراعية وتحصل على تمويل بهذه الحجم. تعمل الشركة على إنتاج الفاكهة والخضروات الطازجة، بالاعتماد على الزراعة الخاضعة للرقابة البيئية، في الوقت الحالي تنتج الشركة ما يزيد عن 20 نوعاً من الطماطم و6 أصناف من الفراولة.

3. تريلا

حجم التمويل: 42 مليون دولار

الدولة: مصر

القطاع: التنقل

تاريخ التأسيس: 2019

حصلت شركة تريلا على تمويل بقيمة 42 مليون دولار في يونيو/ حزيران من العام الحالي، وانقسم التمويل إلى 30 مليون دولار كزيادة رأس مال، و12 مليون دولار كتسيهلات وقروض.

تعمل تريلا كمنصة تقنية لسوق شاحنات النقل، تعمل الشركة حاليا في ثلاثة دول هي مصر، التي تعد مركزها الرئيسي، والمملكة العربية السعودية وباكستان. تسعى الشركة إلى توسيع عملياتها في دول أخرى بعد أن أغلقت جولتها التمويلية الأخيرة.

5. iWire

حجم التمويل: 38 مليون دولار

الدولة: الإمارات

القطاع: إنترنت الأشياء

تاريخ التأسيس: 2018

تعمل شركة iWire المتخصصة بانترنت الأشياء على بناء شبكات الاتصالات التي تقدم حلول إنترنت الأشياء، وتوفر خدماتها للشركات، والمدن والمؤسسات الذكية، ومقدمي الخدمات اللوجستية.

بعد حصولها على تمويل بقيمة 38 خلال النصف الأول من العام الجاري، تعمل iWire على تمويل توسعها في 12 دولة، من بينها السعودية والكويت والبحرين وتونس والهند وتركيا.

يمكنك قراءة المزيد عن شركة iWire هنا.

6. ساري

حجم التمويل في النصف الأول من العام 2021: 37.5 مليون دولار

الدولة: السعودية

القطاع: التجارة الإلكترونية

تاريخ التأسيس: 2018

المؤسسون: محمد الدوسري، خالد الصعيري.

عملت شركة ساري منذ تأسيسها في عام 2018 على التحسين من سلاسل توريد تجارة الجملة في المملكة العربية السعودية، واستطاعت خلال فترة انتشار وباء كوفيد-19 من أثبات نفسها كشركة رائدة في مجال تجارة الإلكترونية، حيث تمكنت من جذ أكثر من 20 ألف مستخدم جديد لتطبيقها وخدمت شرائح واسعة من أصحاب البقالات والسوبر ماركت متوسطة الحجم وفئات من قطاع المطاعم والمقاهي في 15 مدينة سعودية، ومنه جاء تمويلها الأول في إبريل/ نيسان 2021 بقيمة 6.6 مليون دولار تبعها جولة تمويلية جديدة بقيمة صندوق VentureSouq التي أغلقتها بأكثر من 30 مليون دولار.

يمكنك قراءة المزيد عن شركة ساري هنا.

6. Lyve

حجم التمويل: 35 مليون دولار

الدولة: الإمارات

القطاع: لوجستيات

تاريخ التأسيس: 2016

المؤسسون: حسن حلس، وليد منيمنة

تتخصص شركة Lyve في تقدم خدمات إدارة العمليات اللوجستية لعملائها وتحسين من أداء اساطيل النقل الخاص بهم وتتبعها الذي يعملون في مجال التجارة الإلكترونية والأدوية والاتصالات والأطعمة والمشروبات وغيرها الكثير من القطاعات التي تخدمها الشركة. تعمل الشركة حاليا في 10 دول حول العالم.

7. فلاورد

حجم التمويل: 27.5 مليون دولار

الدولة: الكويت

القطاع: التجارة الإلكترونية

تاريخ التأسيس: 2017

المؤسس: عبد العزيز اللوغاني

8. أيوا

حجم التمويل: 21 مليون دولار

الدولة: الإمارات

القطاع: تجارة إلكترونية

المؤسسون: أنس بومدين، مهدي ودغيري

تتخصص شركة أيوا في بيع الناظارات والعدسات، وتتيح خدماتها حاليا في الإمارات والسعودية والكويت وقطر وعمان والبحرين. تخطط أيوا للتوسع في تجارة التجزئة التقليدية وافتتاح متاجر في أسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

9. iKcon

حجم التمويل: 20 مليون دولار

الدولة: الإمارات

القطاع: تكنولوجيا الأغذية

تاريخ التأسيس: 2019

المؤسسون: كريم أبو غزالة، خالد بعارة

تعمل شركة iKcon في مجال إدارة المطابخ باستخدام تكنولوجيا السحابية، فتقوم بعملية إعداد الطعام وتوصيله نيابة عن المطاعم، وتدير حالياً 15 مطبخاً في الإمارات، فيما أطلقت أول مطبخ لها مؤخراً في السعودية.

10. باي موب

حجم التمويل: 18.5 مليون دولار

الدولة: مصر

القطاع: تكنولوجيا المالية

تاريخ التأسيس: 2015

المؤسسون: إسلام شوقي، آلان الحاج، مصطفى منيسي

تتخصص شركة باي موب بالمدفوعات الرقمية، حيث تقدر حصتها من البنية التحتية للمحافظ الإلكترونية للهواتف المحمولة بما يزيد على 85% من المعاملات التي تتم في السوق المصرية، بحسب بيانات فوربس الشرق الأوسط.

اعتمد تصنيف أكبر عشرة جولات تمويلية في الصنف الأول لعام 2021 على حجم الصفقات التي حصلت عليها كل شركة، علماً أنه تم استبعاد الشركات التي حصلت على نفس التنصيف بالمفاضلة على حجم الصفقات الاجمالية التي حصلت عليها خلال الفترة نفسها، كما استبعدت عمليات التمويل بالدين والاستحواذ.

 

هوامش:

1- التمويل الأولي أو التمويل القادم من العائلة والأصدقاء، هي طريقة من طرق طرح الأوراق المالية حيث تقوم بعض الأطراف ذات الصلة بالشركة الناشئة الجديدة بالاستثمار بمبلغ يمكّن الشركة الناشئة من البدء بأعمالها والاستمرار بالسوق حتى تصل لمرحلة قادرة على تمويل نفسها بنفسها أو تتمكن خلال هذه الفترة من خلق شيء ذا قيمة يجعل من الشركة الناشئة مغرية للمستثمرين للاستثمار بها في مراحل الاستثمار المقبلة. وتجدر الإشارة إلى أن التمويل الأولي قد يكون أحد أشكال التمويل الجماعي.

2- سلسلة التمويل أ (Series A Financing) وتعرف أيضاً بالدورة أ أو جولة التمويل أ (A Round Financing). هي الدورة التمويليّة الأولى المقدّمة لشركة ناشئة والتي يُشارك فيها مستثمرون مخاطرون (Venture Capitalists)، وتأتي بعد مرحلة التمويل الأوّلي (Seed Round). يتم ذلك عادة عند إعطاء المستثمرين الخارجيين ملكيّة الشركة لأول مرة. يُقدّم هذا التمويل عادة على شكل أسهم ممتازة، وقد تشمل أحكام مكافحة التخفيض في حال تقديم المزيد من التمويل، أو بشكل أسهم عاديّة أو أسهم ممتازة في المستقبل.

 

المصادر:

البيانات الصحفية الصادرة عن الشركات الناشئة.

مؤسسة ومضة.

موقع فوربس الشرق الأوسط.

صرح الدكتور حسام عثمان، مستشار وزارة الاتصالات، ورئيس مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC) أن الوزارة بدأت التوسع في إنشاء الحاضنات التكنولوجية بمراكز الإبداع ضمن المرحلة الثالثة من مشروعها، لترتفع من 12 إلى 17 حاضنة خلال الفترة المقبلة، مع نشر مراكز الإبداع بمحافظات مصر، بتكلفة تتجاوز المليار جنيه مصري، بالتوازي مع استمرار التمويل البذري للشركات التقنية الناشئة المحلية بمبلغ 40 مليون جنيهاً سنوياً.

1600 مليار جنيه لمشروع مراكز إبداع مصر الرقمية

يوفر مشروع مراكز إبداع مصر الرقمية التدريب التقني للشباب في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتنفيذ برامج لرعاية الإبداع التكنولوجي لدى طلاب الجامعات ورواد الأعمال في المحافظات، من أجل تأسيس مشروعاتهم وشركاتهم الناشئة. هذا إلى جانب تدشين برنامج جديد لدعم واحتضان الشركات الناشئة التي تعمل في التقنيات المتطورة والإلكترونيات من خلال منحهم تمويل بذري يقدر بمليون جنيه، بالإضافة إلى مكان مجاني للعمل، وخدمات استشارية متخصصة بدون أي مصاريف أو تكاليف يتحملها رائد الأعمال.

بلغت تكلفت تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من المشروع نحو 600 مليون جنيه مصري، وفي حين أن المرحلة الأولى تضمنت التشغيل التجريبي لخمسة مراكز داخل جامعات المنصورة، والمنوفية، والمنيا، وسوهاج، وجنوب الوادي بقنا؛ فإن المرحلة الثانية شملت إنشاء مراكز في كل من الإسماعيلية، وأسوان، والقاهرة، والجيزة، والعاصمة الإدارية الجديدة.

أما المرحلة الثالثة، التي يجري العمل على تنفيذها، فمن المقرر أن تتضمن إطلاق مراكز الإبداع في محافظات إضافية فقد وقعت بروتوكولات تعاون مع جامعة بنها والفيوم والزقازيق لإنشاء مراكز إبداع رقمي بها، وتبلغ تكاليف تنفيذ المرحلة الثالثة حوالي مليار جنيه، ليصبح مجموع المبالغ المستثمرة في هذه المشروع، بإضافة نفقات المرحلة الثالثة، نحو 1600 مليار جنيه.

مفرخة للشركات الناشئة

من جانبه، قال المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، أن الهيئة تتطلع من خلال المشروع القومي لنشر مراكز إبداع مصر الرقمية بالمحافظات، والمعروف باسم “Creativa”، وأن تكون الجامعات المصرية مفرخة للشركات الناشئة المبتكرة، على طريقة الجماعات المرموقة والناجحة في تطبيق هذا النموذج.

مركز إبداع للجيل الصناعي الرابع

ومؤخرًا قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية عبر هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ممثلة في مركز تحديث الصناعة، والقطاع الخاص بإنشاء وتجهيز أول مركز إبداع للجيل الصناعي الرابع في مصر بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ للتوعية بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها العملية بالمصانع الذكية، وتبنى التكنولوجيا المتقدمة في التصنيع المحلى، فضلًا عن التدريب على تقنيات الأتمتة والرقمنة، وتقديم الدعم اللازم في مجالات تحفيز الابتكار الصناعي وتصميم المصانع الذكية بما يسهم في نقل المعرفة، وتطوير القطاع الصناعي.

بيئة استثمارية تنافسية

وأشار رئيس هيئة «ايتيدا» أن في مصر تأتي ضمن أفضل ٥٠ دولة على مستوى العالم من حيث مناخ وبيئة المشروعات الناشئة، وأن مصر جاءت من ضمن أفضل 10 دولار لجهة توفر المهارات بتكلفة تنافسية، ولهذا تقوم الهيئة بضخ المزيد من الاستثمارات في مجال بناء القدرات وتحفيز الابتكار ورعايته. من الجدير بالذكر أن حجم الاستثمار في الشركات الناشئة المصرية وصل إلى نحو 122 مليون دولار في النصف الأول من عام 2021.

إلى جانب هذه الاستثمارات أعلنت مؤسسة "ألجبرا فينتشرز" مؤخراً عن إطلاق صندوق ثاني بقيمة 90 مليون دولار للاستثمار في الشركات الناشئة بمصر، وذلك بالتوازي مع إنشاء شركة "سواري فنتشرز" لرأس المال الاستثماري صندوق للاستثمار في الشركات المحلية الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا بقيمة 71 مليون دولار.

ارتفعت استثمارات الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 33% في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالربع الأول لنفس المدة، وبلغت حجم الاستثمارات التي حصلت عليها الشركات الناشئة للفترة المذكورة حوالي 552 مليون دولار.

جاء هذا الارتفاع مدفوعاً بالاستثمارات الكبيرة التي حصلت عليها الشركات الناشئة في شهر يونيو/حزيران والتي وصلت إلى 267 مليون دولار. فيما يأتي موجزاً عن حالة استثمارات الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لشهر يونيو/حزيران 2021 لجهة التوزع الجغرافي والقطاعي والجندري، والمراحل الاستثمار في الشركات الناشئة.

توزع الاستثمارات على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

  • حجم الصفقات: جاءت الإمارات العربية المتحدة في صدارة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حجم القيم الاستثمارات حيث وصل إجمالي التمويل الذي حصلت عليها الشركات الاستثمارية الإماراتية إلى نحو 137 مليون دولار بنسبة 51% من إجمالي الاستثمارات التي حصلت عليها الشركات الناشئة في شهر يونيو/حزيران. جاءت صدارة الإمارات مدعومة بصفقة شركة تابي التي حصلت بموجبها على 50 مليون دولار إلى جانب حصول شركة "ايويا" على 21 مليون دولار وشركة "ذا لا كشري كلوزيت" على 14 مليون دولار، وأخيراً شركة "أوبونتيا" على 20 مليون دولار. تشكل الصفقات المذكورة نحو 77% من إجمالي التمويل الذي حصلت عليها الشركات الـ13 الإماراتية لشهر يونيو/حزيران.
    تلي الإمارات مصر التي حصلت فيها الشركات الناشئة على تمويل بقيمة 52 مليون دولارا ذهبت منها 42 مليون دولار لشركة "تريلا" المصرية المتخصصة في مجال الشحن الرقمي، في المرتبة الثالثة جاءت الكويت بحجم تمويل بلغ 28 مليون دولار تليها الأردن بنفس المبلغ ثم السعودية بحوالي 17 مليون دولار ثم لبنان والمغرب والقطر.
  • عدد الصفقات: كما في حجم الصفقات الاستثمارية حلت الإمارات في المرتبة الأولى بـ14 صفقة، في المرتبة الثانية جاءت السعودية ومصر بـ8 صفقات تليهما الأردن بـ7 صفقات ثم كل من قطر والمغرب والكويت بصفقتين لكل منها، وأخيراً لبنان بصفقة وحيدة.

التوزع الاستثمارات قطاعياً

حصلت الشركات الناشئة الناشطة في قطاع التجارة الإلكترونية على أكبر عدد من الجولات التمويلية فجاء في صدارة القطاعات بـ9 جولات تمويلية بلغت قيمتها حوالي 111 مليون دولار التي تشكل ما نسبته 41% من إجمالي حجم التمويل الذي حصلت عليها الشركات الناشئة في شهر يونيو/حزيران، خلف قطاع التجارة الإلكترونية جاء قطاع التكنولوجية المالية بـ9 صفقات أيضاً لكن بنحو 71 مليون دولار، يليهما قطاع العقارات بصفقتين بقيمة 49 مليون دولار، ثم قطاع التكنولوجيا الزراعية بنحو 10 مليون دولار ذهبت إلى صفقتين، ثم قطاع التكنولوجية الصحية بـ3 صفقات بلغت قيمتها مجتمعة 6 مليون دولار، فيما لم تتجاوز الصفقات في القطاعات الأخرى 4 مليون دولار لكل قطاع.

مراحل الاستثمار للشركات الناشئة

ذهبت 15 صفقة للتمويل الأولى وبنسبة 34% من إجمالي عدد الصفقات لشهر يونيو/حزيران التي بلغ عددها 44 صفقة، منها 7 صفقات غير معلنة، كما ذهبت 4 صفقات لكل من مرحلتي النمو والتمويل من الفئة أ، وتوزعت باقي الصفقات على شركات مسرّعة للنمو والتمويل من الفئة ب وما قبل التأسيس ومستثمر فردي بواقع 3 صفقات لكل مرحلة، وأخيراً صفقتين لكل من، ما قبل تمويل من الفئة أ والتمويل بالدين.

على الصعيد توزع مجموع الاستثمارات على أساس الجنس، فتستمر هيمنة الشركات التي يديرها الذكور بنسبة تجاوزت 95% مقابل أقل من 5% للشركات التي تديرها الإناث.

 

أقيم يوم السبت 27 يونيو الفائت فعاليات مُلتقى "Generation Next" في مدينة الشيخ زايد بمحافظة القاهر الذي نظمته وزارة التعاون الدولي المصرية وشركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار Egypt Ventures تحت شعار "لاستثمار في المستقبل". بحضور عدد من مُمثلي شُركاء التنمية لمصر، أبرزهم البنك الدولي والأمم المتحدة والبنك الأفريقي للتنمية، إلى جانب أكثر من 400 مشارك من ممثلي مجتمع ريادة الأعمال والشركات الناشئة.

275 مليون جنيه استثمارات في الشركات الناشئة المصرية

قالت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة "رانيا المشاط" خلال مشاركتها في فعاليات الملتقى بأن شركة مصر لريادة الأعمال والابتكار Egypt Venturesضخت استثمارات منذ تأسيسها في سبتمبر 2017 أكثر من 275 مليون جنيه مصري، مضيفةً أن هذه الاستثمارات حفزت وفتحت شهية المستثمرين من القطاع الخاص والأجانب لضخ استثمارات في هذه الشركات بقيمة أكثر من مليار جنيه.

وفقاً للسيد أحمد جمعة رئيس مجلس إدارة شركة مصر لريادة الأعمال والابتكار والعضو المنتدب للشركة، فإن الاستثمارات التي ضختها الشركة توزعت كالآتي: 145 مليون جنيه في مسرعات الأعمال من بين الأكبر مسرعات الأعمال في مصر وهم Falak StartUps وEFG-EV Fintech وFlat6Labs، و130 مليون جنيه بشكلٍ مباشر في الشركات الناشئة، بحوالي 30 مليون جنيه في كل شركة بحد أقصى.

وعن نمو ريادة الأعمال في مصر؛ اشارت "المشاط" بأن مصر تعد من أسرع الدول نمواً في مجال ريادة الأعمال والاستثمار في الشركات الناشئة.

الجنيه الواحد كسب 8 جنيهات!

بحسب "المشاط"" فإنه خلال الفترة الماضية استطاع كل واحد جنيه مستثمر من أموال الشركات أن يجذب 8 جنيهات من الاستثمارات المحلية والدولية في الشركات الناشئة. لافتةً إلى أن الشركة تستهدف على المدى القصير إتاحة فرص تمويل بديلة لرواد الأعمال المصريين، وفتح فرص استثمار محلية للمصريين ذوي الخبرات المقيمين بالخارج وإقامة روابط مع روابط مع رواد الأعمال المصريين المقيمين بالخارج، بهدف نقل المعرفة وفتح أبواب التعاون الدولي مع نظرائهم المصريين، ودعم الشركات لتنفيذ خططها التوسعية الإقليمية والدولية مع خلق القيمة المضافة في شركات المحفظة لتحقيق عوائد عالية والمساهمة في زيادة الناتج المحلي.

أما عن الأهداف بعيدة المدى فتسعى شركة مصر لريادة الأعمال والابتكار جعل مصر تجمع للابتكار وريادة الاعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية في مجال دعم صناعة ريادة الأعمال والشركات الناشئة المصرية.

لجنة خبراء لاقتراح إصلاحات تشريعية

وذكرت "المشاط" أن شركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار شرعت في تشكيل لجنة من الخبراء لاقتراح إصلاحات تشريعية ومناقشة سبل تعزيز بيئة الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.

عن شركة مصر لريادة الأعمال والابتكار

تأسست شركة مصر لريادة الأعمال في سبتمبر 2017، برأسمال مدفوع بلغ 451 مليون جنيه، بمشاركة وزارة التعاون الدولي والصندوق السعودي للتنمية وشركة إن أي كابيتال القابضة، وتركز الشركة على الاستثمار في شركات التكنولوجيا والمدعومة بالتكنولوجيا لأنها لا تحظى بالاهتمام الكافي من حيث سبل التمويل المتاحة وبالأخص التمويل المصرفي وهو ما يتيح فرصة كبيرة للتوسع وتحقيق عوائد استثمار مرتفعة. وتعتبر الشركة ثمرة لتعاون الحكومة المصرية مع القطاع الخاص في إطار جهودها لدعم الابتكار وريادة الاعمال والشركات الناشئة المصرية.

الهوامش:

جريدة الأهرام

ومضة

Page 3 of 5

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.