fbpx

شهدت مشاريع الإستيراد والتصدير منذ نشأتها في المجتمعات القديمة وإلى يومنا هذا تقدماً هائلاً بفضل ثورة المواصلات والاتصالات، فأصبحت عصب الاقتصاد العالمي، ومطرحاً للاستثمار بمليارات الدولارات، فبين طريق الحرير القديم الذي كان يربط الصين بأوروبا قبل أكثر من 3000 عام قبل الميلاد، وطريق الحرير الجديد، الذي أطلقته الصين قبل سنوات، راكم المستثمرون بالتجارة الدولية ثروات هائلة، وما يشير الى الحجم الكبير للثروات المتشكلة من التجارة الدولية هو حصة هذا القطاع الى اجمالي الناتج العالمي حيث تشكل التجارة الدولية حوالي ال45% من اجمالي الناتج العالمي. (إحصاءات البنك الدولي 2019).

فإذا كنت مهتما بحجز حصتك من أرباح التجارة الدولية فتابع معنا هذا المقال الموجز الذي نقدم من خلاله احاطة عامة حول مشاريع الإستيراد.

أولاً: الجدوى الاقتصادية من مشاريع الإستيراد

تعد مشاريع الإستيراد من أكثر المشاريع الرابحة، وذلك لتمتعها بمجموعة من المزايا والخصائص التي لا تتوفر في غيرها من المشاريع. إليك أهم هذه المزايا والخصائص:

  1. الاستمرارية: بخلاف المشاريع الاستثمارية الأخرى، فإن الاستثمار في مشاريع الإستيراد يتمتع بالاستمرارية فبغض النظر عن الأوضاع الاقتصادية فإن التجارة الدولية عملية مستمرة ولا يمكن لها أن تتوقف فالاقتصاد العالمي اليوم أصبح مرتبطاً بصورة غير مسبوقة بسلاسل التوريد والإنتاج هذا بالإضافة الى الاحتياجات البشرية الاخذة بالاتساع والتي لا يمكن لدولة واحدة- مهما بلغ حجم اقتصادها- ان تلبيها جميعاً ناهيك عن زيادة التخصص والتقسيم الدولي للعمل.
  1. الديمومة: يسبب التطور التكنولوجي والتنافس الشديد على ابتكار المنتجات الجديد الى إزاحة الكثير من المستثمرين من السوق كما تؤدي الازمات الاقتصادية الى إفلاس اخرين، بالمقابل فإن المستثمرين في مشاريع الإستيراد بعيدون الى حد كبير عن هذه المصاعب، فلا وسائل انتاج للمستورد ليخسرها بسبب التقادم التقني ولا مستودعات ضخمة وخطط انتاج طويلة الأمد تهددها أزمات اقتصادية، فليس على المستورد إلا استبدال نوعية المنتجات التي يستوردها، فمن كان يستورد الآلات الكاتبة يمكن له ان يستورد الحواسيب المتطورة، وبهذا فإن مشاريع الإستيراد دائمة، والذي يتغير هو المنتج وليس المشروع.
  1. انخفاض التكاليف الثابتة: إذ كنت مستثمراً في قطاع الصناعة أو الزراعة أو في قطاع الخدمات فانت مضطر لدفع تكاليف ثابتة متمثلة بالأصول (عقارات، اثاث، سيارات..) ودفع أجور للموظفين والعمال في كل شهر، وذلك بغض النظر عن الإيرادات المتحققة، وهو ما يرفع من نسبة المخاطرة على الاستثمار، أما في حالة العمل بمشاريع الإستيراد فإن التكاليف الثابتة قد لا تتجاوز حدود إيجار مكتب واجور فريق عملك، وهذا ما يؤدي الى تخفيض المخاطر وزيادة هامش الربح.
  1. البدء برأسمال صغير: بعكس ما هو شائع فإن مشاريع الإستيراد يمكن البدء بها برأس مال صغير. تمكنك هذه الميزة من خوض تجربة البدء بمشروع الإستيراد بمخاطر متدنية، فإذا كانت تجربتك الأول بمشروع الإستيراد فيمكن البدء بهاتف وكومبيوتر من المنزل، او حتى العمل كوكيل لبائعين دوليين، أي برأس مال صفري!

ثانياً: متى تكون مشاريع الإستيراد مربحة؟

يعتمد الربح من مشاريع الإستيراد على المنتج الذي تخطط لاستيراده وعلى الكمية المستوردة، فعند شراءك للمنتج من المصدر الصحيح الذي يؤمن لك جودة عالية وأسعار تنافسية فعليك أن تتوقع ربحاً ما بين ال10% الى 20% على مدار السنة بالمتوسط، وترتفع هذه النسبة في حال أحسنت استغلال فرصة طرح منتجات جديدة في السوق، فعندما يشهد السوق دخول منتج جديد يلاقي اقبالاً واسعاً تكون نسبة الأرباح مرتفعة للغاية، وهو بخلاف حال المنتجات التقليدية التي يكون السوق قد أُشبع منها وعدد المنافسين فيها كبير جداً.

أما كمية المستوردات فتحدد حجم الأموال التي ستربحها من عملية الإستيراد، فمثلا إذ كنت تستورد مئة هاتف ذكي من الصين بتكلفة 100 دولار وبنسبة ربح 10% فإنك سوف تحقق ربحاً يساوي 10000 آلاف دولار من استيرادك ل1000 وقطعة فقط اما إذا استوردت 10000 قطعة فإنك سوف تحقق أرباحا تصل الى 100 ألف دولار!

بالإضافة لاختيارك للمنتج من المصدر الصحيح وكميات المستوردات عليك التذكر أيضا بأن اعمال الإستيراد موسمية فاختيارك للوقت المناسب للاستيراد سيعزز فرصك في تحقيق أرباح مرتفعة.

ثالثاً: ما هي المخاطر والتحديات التي تواجهها مشاريع الإستيراد؟

تواجه مشاريع الإستيراد تحديات ومخاطر معينة. قد تؤدي الى تكبدها لخسائر كبيرة واخراجها من السوق إذا لم يتم التعامل معها بالشكل صحيح، فيما يأتي أهم هذه المخاطر والتحديات:

  1. تقلب أسعار صرف العملات: نظرًا لأن مشاريع الإستيراد تحتاج إلى سداد واستلام مدفوعات خارجية بشكل مستمر، فإن أسعار الصرف تلعب دور مهماً في تخطيطها المالي، للأسف، أسعار الصرف متقلبة، وهو ما يشكل خطرا على أرباح الشركة، فالاختلاف بمقدار سنتات قليلة قد تشكل خسارة كبيرة عندما يكون التعامل بالملايين.
  1. إجراءات التخليص الجمركي والضرائب: الجميع يخشى البيروقراطية والضرائب. لكن مشاريع الإستيراد تواجه تحديات أكبر في هذا الجانب، فإذا لم يتم التعامل مع إجراءات التخليص الجمركي والضرائب بعناية، فقد ينتهي الامر بهم بخسائر.
  1. المخاطر الطبيعية: يمكن أن تؤدي الكوارث الطبيعية والظروف المناخية السيئة الى تعطيل العمل وتأخر وصول الشحنات، أوقد تؤدي في بعض الحالات إلى أضرار في البضائع المستوردة، وعلى الرغم من انها ظروف خارجة عن السيطرة، لكن المزيد من الحيطة والحذر قد تجنبك مثل هذه الاخطار.
  2. الظروف السياسية: مثلما تؤدي ازدهار العلاقات السياسية إلى تحسين مناخ التجارة، وتسهيل انسياب السلع والخدمات بين الدول، فإن للتوترات السياسية أيضا تأثير سلبي على حركة الإستيراد والتصدير، لذلك عليك أن تولي اهتمامًا وثيقًا للعلاقات بين البلدان التي يعمل فيها مشروعك، فقد تساعدك متابعتك للعلاقات السياسية على اقتناص الفرص وتجنب المخاطر.

 

رابعاً: نصائح الخبراء لمشروع استيراد ناجح

بعد أن تعرفنا على المزايا والأرباح والتحديات في مشاريع الإستيراد إليك بعض النصائح لتأسيس مشروع أستيراد ناجح:

  • ادرس السوق المحلي: الإستيراد يتم بغرض إعادة البيع لذلك  ستحتاج الى التأكد من وجود طلب كاف في السوق المحلي قبل البدء في استيراد البضائع. حدد العملاء المستهدفين وقم بإجراء مسح للتعرف على ما إذا كان الإستيراد سيكون مربحاَ. فإذا كان الطلب محدوداً، فقد ينتهي بك الامر بالجلوس على كومة من البضائع التي لا يمكنك بيعها.
  • تأكد من استيفاء الأمور القانونية: قبل ان تصرف المزيد من الوقت والجهد على اجراء المزيد من البحوث عليك التأكد من انه لا يوجد قيود قانونية على المنتج المراد استيراده، قد لا يكون المنتج الذي تريد استيراده من تلك المواد المحظور استيرادها صراحةً، بل قد توجد قيود معينة على استيراد منتج ما من البلد الذي تنوي الإستيراد منه.
  • تحقق من ربحية الإستيراد من حيث التكلفة: أخر شيء تود فعله هو إضاعة وقتك ومالك على استيراد بضائع لا تحقق لك هامش ربح مجزي، لذلك تأكد من ان لا تفاجئ باي تكاليف إضافية. بمجرد أن تكون لديك فكرة عن تكلفة الوصول النهائية لعنصر ما، ستتمكن من التحقق مما إذا كان الإستيراد سيكون خيارًا فعالاً من حيث التكلفة لنشاطك التجاري أم لا.
  • كون شبكة علاقاتك الخاصة: تشكل العلاقات التجارية عنصراً في غاية الأهمية في مشاريع الإستيراد، فهي تزيد من قدرتك على ايجاد قنوات لتصريف بضاعتك، والحصول على عروض أفضل للمنتجات التي تستوردها.
  • تسلح بالمعرفة: كن حريصاً على اكتسب المعرفة بكل ما يتعلق بالتجارة الدولية، فكل معرفة جديدة تكتسبها سوف تزيد من فرصك لإقامة مشروع استيراد ناجح ومستقر، فالاقتصاد العالمي اليوم هو اقتصاد المعرفة والمعلومة.

بالرغم من الاخبار السلبية التي نسمعها يومياً، ومنذ سنوات، حول الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، فإن التجارة الدولية قد نمت بمقدار 5% ما بين عامي 2015 و2019، وفي وسط جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم بكل ما حملته من قيود على التجارة الدولية فإن حجم التبادلات التجارية على المستوى العالمي لم ينخفض إلا بحدود ال5% في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بعام 2019 (إحصاءات منظمة التجارة العالمية)، وكما في كل أزمة هناك من يجيد التعامل معها ليحولها إلى فرصة.

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.