fbpx

النخيل: نفط فوق الشجر Featured

مجلة الشرق الاوسط للأعمال - ميدل ايست بزنس

هي ليست مجرد شجرة، يُستفاد من كل اجزاءها، تُغني زارعها، تشفي آكلها، وتحمي الأرض من تحتها وترفع اعمدة الحضارات فوقها... انها شجرة النخيل وثمارها من الرطب والتمر. جاء في القرآن الكريم: 

﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾(الأنعام141).

 

يعتقد ان أول زراعة للنخيل بدأت في جزيرة حرقان في البحرين على الخليج العربي حسب ما أورد «إبن وحشيه» أحد أقدم الكتاّب في الشؤون الزراعية، ومنها انتقل الى العراق ثم الى بقية مناطق العالم، وقد أكد هذه النظرية الكاتب السباعي  في العام ١٩٣٣. 

إرتباط النخيل بالثقافات المختلفة

كانت النخلة مبعث عبادة لدى الكلدانيين  والأشوريين والفينيقيين، ولبيان أهمية ذلك نلاحظ ان عدة وزارات في الدول العربية ربطت أهمية النخيل والتمور بالثقافة والتاريخ والدين. وكما ورد على الموقع الرسمي لوزارة الزراعة الأردنية  فالنخيل ذكر في الديانة اليهودية حيث كان التمر أحد الثمار السبع المقدسة، كما ورد في الإنجيل أن أنصار المسيح علية السلام فرشوا له سعف النخيل في طريقه عندما دخل مدينة القدس كما انه ولد تحت النخلة. أما في الإسلام فللتمر مكانة خاصة خصوصا في شهر رمضان حيث يستحب للصائم أن يفطر على رطب أو تمر. وقد ثبت ذلك من فعله صلى الله عليه وسلم .
فروى أبو داود (2356) ، والترمذي (696) عن أنس رضي الله عنه قال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ، فَعَلَى تَمَرَاتٍ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ " وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

خلدت الحضارات النخيل حيث تُوجت به الأبنية والآثار واستعملتها كأعمدة لمبانيها. وهي أول زراعة تُشرّع من أجلها القوانين كما كان في شريعة حمورابي. أما في التراث الشعبي فقيل "بلاد النخلة ما تخلى".

 

الأهمية الإقتصادية

في الوقت الذي تتراجع فيه مداخيل الدول المنتجة للنفط يلوح في الافق نفط آخر ولكنه يظهر فوق الأرض ويلزمة ظروف مناخية مشابهه. ويتعلق الأمر هنا بالنخيل.

تزرع اليوم ثلاثون دولة حول العالم شجر النخيل على مساحة 600 ألف هكتار، 422 ألفا منها في العالم العربي. فالأهمية الإقتصادية لهذه الشجرة كبيرة لدرجة أنها شُبهت بالنفط الذي ينمو على الشجر. فقد تصدر العالم العربي إنتاج التمر بما نسبته 70% من الإنتاج العالمي حيث تحتل الدول العربية الصدارة بلا منازع في زراعة النخيل وإنتاج التمور عالميا. فمن بين مائة مليون نخلة في العالم هناك ثمانون مليونا في الدول العربية. وقد لا تكون زراعة اشجار النخيل هي الأسهل ولكن العائد على الإستثمار مُجْد حيث أن الشجرة الواحدة تنتج من 80-100 كغم من التمر بعد 7 سنوات من زراعتها.

ومن الجليّ أن التمور تشكل قطاعاً إقتصادياً هاماً واستهلاكهه في تزايد فدولة كتركيا تستهلك في شهر رمضان ما يقارب العشرة الآف طن من التمور حسب ما ورد في صحيفة الراية الأردنية. ويعد هذا القطاع من القطاعات التي توظف عدد كبيراً من الأيدي العاملة مما يساهم في تخفيف نسبة البطالة المرتفعة في العالم العربي.

أما عدد اصناف التمور في العالم فقد تجاوز الألفين صنف، ففي العراق وحده يوجد نحو 600 صنف وفي إيران 400 صنف وفي ليبيا 400 صنف حسب ما ورد في "الشبكة العراقية لنخلة التمر"وفي المملكة العربية السعودية اكثر من 400 صنف ولو أضيف الى ذلك ما موجود في مختلف أقطار القارة الإفريقية عدا ليبيا تتعدى ذلك الألفين صنف وكل واحد منها يحمل اسماً للدلالة على أهمية هذه الزراعة .

 

النمو السكاني

ستصل أعداد البشر على الكرة الارضية سنة 2050 الى تسع مليارات شخص، والحاجة الى توافر كميات كبيرة من الغذاء ستزدداد، ولكن ستستمر ثروة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والدول العربية خاصة من شجر النخيل والتمر بالتناقص نتيجة لعدد من العوامل ولكنها تبقى أفضل المناطق لإستزراع النخيل في العالم من حيث المناخ والتربة.

 

الفوائد الصحية للتمر والرطب

تحتوي ثمرة البلح على معظم المركبات الأساسية اللازمة لبناء جسم الإنسان؛ فالتمر يعد منجمًا مليئًا بالفيتامينات. ويسمى التمر بالمنجم لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية؛ مثل الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت والكلور. ويمتاز التمر بعدة فوائد صحية فهو غذاء وفاكهة وشراب وحلوى ودواء ويحتوي على 21% من الماء، وعدد كبير من الفيتامينات منها : أـ ب1 ـ ب2 ـ د ، 1.2% بروتين، و18% نسبة دهون، و73% سكريات، و3% ألياف‏، فيما يعطي كيلوجرام واحد من التمر القيمة الحرارية نفسها التي يعطيها كيلوجرام من اللحم، وثلاثة أضعاف ما يعطي كيلوجرام من السمك.

كما يتواجد السكر في أصناف التمور: تمور ثنائية السكر: يكون جزء من سكرياتها بشكل سكرور مثل "صنف دجلة نور ودجلة بيضا" أما التمور أحادية السكر فتكون معظم سكرياتها بشكل أحادي جلوجوز وفركتوز مثل البرحي، الساير، الزهدي، السيدي، الحلاوي، وغيره. 

 

يتم الإستفادة من كل اجزاء شجرة النخيل وهي:

النواة: تصلح علفا للماشية ويزيد إنتاج اللحوم والحليب لديها. وتدخل في صناعة الخميرة كذلك.

من الجريد والسعف لتصنع منها الأدوات والأثاث والتحف والأقفاص والحبال والسلال. 

الجذوع: تصنع سقوف البيوت والابواب والمقاعد بالإضافة الى الجسور والقناطر وعجينة الورق.

الهش (جزء من الجذوع) يستعمل وقوداً أو أحواضاً لغرس نباتات الزينة.

يمكن صنع البخور الطبيعي من بعض انواع التمر مثل الدقلة والذي يزرع في المغرب.

الثمر، الرطب والتمر: غذاء ذو قيمة غذائية عالية ويصنع منه شراب ويستخرج من الزيت ايضاً وكذلك السكر ويدخل في صناعة مواد التجميل.

حبوب اللقاح تدخل في التصنيع الدوائي.

الجذور: للمحافظة على تماسك التربة.

 

النخيل والبيئة

لأشجار النخيل دوراً كبيراً في المحافظة على البيئة ومكافحة زحف الصحراء لما تتمتع به من قدرة على التأقلم مع تلك البيئات، فجذورها تمتد وتنتشر عمودياً وأفقيا في التربة حتى تصل إلى المناطق الرطبة التي تحصل منها على احتياجاتها المائية، أما أوراقها (السعف) فهي مركبة على (الخوص) ومغطاة بطبقة شمعية تكون منطوية بشكل طولي من منتصفها مكونة ما يشبه الزورق ويكون قعرها مواجهاً للأعلى لتقليل فقد الماء. كما يستفاد من أشجار النخيل لصد الرياح حول المزارع، كما انها تمنع وتبطء التصحر. وأيضاً توفر الحماية للأشجار والنباتات التي تزرع حولها. كما أن النخيل يتحمل درجات الحرارة العالية والملوحة والجفاف. 

 

الدول العربية الأكثر إنتاجاً لهذه الفاكهة الفريدة هي:

المملكة العربية السعودية 

تمتلك المملكة اكثر من ثلاث وعشرين مليون نخلة، حيث تَخطّى إنتاجها حاجز المليون طن حسب ما ذكرت منظمة الاغذية العالمية"فاو" في تقاريرها أي ما يعادل 16% من إجمالي الإنتاج العالمي وتتزايد أعدادها ما يقارب 3% سنوياً. وتدعم المملكة مزارعي النخيل بنحو 50 ريالا للنخلة الواحدة، كما يوفر هذا السوق آلاف فرص العمل. ويتواجد عشرات المصانع لتصنيع منتجات النخيل. ومع ذلك فالمملكة لا تصدّر اكثر من 5% من ناتجها السنوي. 

أشهر المناطق التي يُزرع فيها النخيل هي منطقة القصيم، وفيها تم تأسيس "مدينة التمور". تشتهر بوجود ثمانية ملايين نخلة، يُنتج منها ستة ملايين نخلة وأكثر من 205 آلاف طن من مختلف أنواع التمور كما يزرع في السعودية أكثر من 400 نوع، يتمتع سبعون منها بقيمة إقتصادية عالية.

 

الإمارات العربية المتحدة

يبلغ عدد أشجار النخيل في دولة الإمارات حوالي 40 مليون نخلة، 8,5% منها في منطقة العين. وهناك مجمع للجينات يضم حوالي 120 صنفاً، وقد أضيف لهذه الأصناف مؤخراً أصناف جيدة تم استيرادها من المملكة العربية السعودية، العراق، إيران وسلطانة عمان.

 

جمهورية مصر العربية   

حسب ما ذكرته وزارة الزراعة المصرية فإن زراعة نخيل البلح يمتد فى معظم محافظات الجمهورية ويوجد  حوالى 20 مليون نخلة وتمثل المساحة المزروعة بالنخيل 73.653 فدان أى حوالى 6.32٪ من إجمالى المساحة الكلية المزروعة بالفاكهة حيث تمثل حالياً ما يقرب من 14٪ من مجمل إنتاج ثمار الفاكهة. 

تُعزى هذه الزيادة إلى التوسع فى المساحات المزروعة بأشجار النخيل فى محافظات مطروح والوادى الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر والنوبارية وتوشكى والعوينات والأراضى المستصلحة الحديثة. 

ونظراً لتباين الظروف المناخية فى مصر فقد انتشرت الأصناف الرطبة والنصف جافة فى مناطق الدلتا ومصر الوسطى بينما تنفرد منطقة مصر العليا وخاصة أسوان بوجود الأصناف الجافة. 

ويحتاج النخيل إلى درجات حرارة مرتفعة نسبياً ورطوبة نسبية منخفضة خلال أشهر الصيف ولإنتاج ثمار ذات صفات جيدة ومحصول عالي يلزم توفر إحتياجات حرارية محددة تختلف بإختلاف الأصناف . 

وقد نجح فريق علمي مُشكل من باحثي معهد بحوث الهندسة الوراثية والمعمل المركزي لأبحاث وتطوير النخيل التابعين لمركز البحوث الزراعية وقسم المعلوماتية الحيوية التابع لجامعة النيل في تحديد النسخة المبدئية للخريطة الجينية لبعض أصناف نخيل البلح. وبالتالى يمكن إستخدام هذه المعلومات الدقيقة عن الأصناف المرغوبة تجارياً، والتنبؤ بجنس ونوع أشجار النخيل المزروع، والمساهمة فى الكشف عن طرق زيادة إنتاج مصر من النخيل والمساعدة فى تكاثره ووضع برامج لحمايتها من الامراض والآفات.

 

ومن مؤشرات الاهتمام المتزايد بزراعة النخيل:

مختبر زراعة أنسجة النخيل

تعتمد العديد من البلدان على أساليب الزراعة التقليدية  كغرس النوى، وغرس الشتلات، ولتغيير ذلك ولتطوير زراعة النخيل وزيادة إنتاجه تم تأسيس مختبر زراعة أنسجة النخيل سنة 1989 في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وهو معد لإنتاج مئات الألوف من شتلات النخيل. ولقد أصبح للمختبر مكانة علمية مرموقة بإعتباره واحداً من أكبر المختبرات لإكثار النخيل على مستوى تجاري.

أما زراعة أنسجة النخيل  فلها مزايا كثيرة بالمقارنة بالأسلوب التقليدي مثل:

الإكثار من زراعة الشتلات الأنثوية الخالية من الأمراض والآفات، والشتلات ذات القدرة على المقاومة، أو الشتلات الذكورية ذات حبوب اللقاح الأفضل.

زراعة الفسائل بالأرض المستديمة مباشرة بدون عمل مشتل والإنتظار لمدة 2 - 3 سنوات حيث أن الفسيلة التى تزرع تكون ذات مجموع جذري كامل (فسيلة بصلايا كاملة) وتزرع فى نفس المواعيد العادية للزراعة فى أغسطس وسبتمبر أو مارس وأبريل.

الإكثار من إنتاج أنواع منتقاة من التمور. من أهم مميزات هذه الطريقة هو تجانس الفسائل الناتجة مما يضمن تجانس وسرعة النمو حيث يمكن الحصول على المحصول بعد 4 سنوات فقط من الزراعة.

يمكن إكثار شتلات النخيل من أصناف معروفة أو من أصناف ذات أصل بذري.

ضمان التبادل السهل والسريع لمواد النبات بين مختلف المناطق بالدولة، أو بين الدول، دون أن يكون هناك مخاطر من انتشار الأمراض أو الآفات.

الحصول على فسائل من النخيل الذى فقد قدرته على إنتاج الفسائل .

جانب إقتصادي نتيجة لزيادة الإنتاج بكميات كبيرة بدون أن تصاب بأمراض.

كذلك تم إنشاء المجلس الدولي للتمور في السعودية وإقامة عدد كبير من المؤتمرات والمعارض في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا لتعزيز التبادل التجاري بين الدول المنتجة والمستهلكة ولتشجيع تبادل الخبرات.

تنظيم المهرجانات الشعبية للتمور مثل كرنفال النخيل في السعودية ومهرجان الامارات الدولي للنخيل والتمر والذي ينظمه جهاز ابو ظبي للرقابة الغذائية. 

 

أسباب تراجع إنتاج النخيل في المنطقة العربية

ألآفات الزراعية: تتعرض أشجار النخيل فى مصر للعديد من الآفات الحشرية والأكاروسية التى  تقلل  من محصول التمر أو تتلفه عند تخزينه ونتيجة الإصابة بهذه الآفات قد يصل الفقد فى المحصول إلى ٥٢٪  وقد تؤدى بعض هذه الآفات مثل سوسة النخيل الحمراء إلى موت النخلة فى خلال عام أو إثنين مما يحد من انتشار زراعات النخيل فى العديد من المناطق. ومن الآفات مايصيب الثمار وفيها ما يصيب السعف والعذوق والجذور الجذوع.

قلة وعي المزارعين بطرق محاربة الافات الزراعية.

عدم استخدام التقنيات الحديثة في الري والتسميد وإستخدام طرق الزراعة التقليدية. فزيادة معدلات التسميد ومعدلات الري يؤدي الى زيادة المعدلات الإنتاجية للنخلة وبالتالي زيادة المردود الإقتصادي. 

تقدُم أشجار النخيل في السن مما يؤدي إلى قلة الإنتاج كما هو الحال في الجزائر وتونس والذي يعاني 35% من نخيلهما من قلة الإنتاج بسبب هرم أشجار النخيل.

ضعف التسويق نتيجة قلة الخبرة داخليا وخارجيا.

ضعف الخبرات الفنية التي تسمح برفع مستوى المنتج ليتناسب مع المقاييس العالمية لأسواق الخارجية كما هو الحال في بعض الدول الصغيرة المنتجة.

إرتفاع تكلفة الإنتاج في حالة سوء البنية التحتية مثل الطرق وإرتفاع تكلفة النقل وأسعار اللقاح والأسمدة والمبيدات كما هو الحال في فلسطين حيث تتحكم اسرائيل بلقاح النخيل والمبيدات الخاصة بهذا النوع من الشجر. 

الحروب وعدم الإستقرار السياسي كما حصل في العراق والذي تصدر قائمة الدول المنتجة للتمور بأكثر من ستمئة نوع وهو المكان حيث بدأ الانسان زراعة النخيل قبل أربعة الآف عام، وحسب ما صرح به رئيس مركز النخيل في جامعة البصرة الدكتور كاظم جسّام حمادي لقناة "دويشه فيله" حول أسباب تراجع عدد النخيل في البصرة وعزاه إلى الحرب وإرتفاع نسبة الملوحة بسبب إرتفاع منسوب مياه الخليج، بالإضافة إلى الزحف السكاني على حساب بساتين النخيل.

 

الدول التي حققت تقدما نوعياً

فلسطين

على الرغم مما قد يبدو سوقاً صغيراً مقارنة بالأسواق الكبرى الا ان منتجي التمور في فلسطين قد حققوا قفزة نوعية في زراعة أشجار النخيل من حيث الكم والنوع وجودة المنتج خلال فترة قصيرة لا تزيد على الست سنوات؛ إذ استطاع المزارع الفلسطيني زراعة 59،000 ألف شتلة نخيل؛ أي ما مساحته 4249 دونمًا في الفترة (2006 – 2012). 

تُقَّدَر المساحة المزروعة في الأغوار الفلسطينية بأشجار النخيل بـحوالي 6071 دونمًا في منتصف عام 2012، في الوقت الذي قدرت فيه أعداد أشجار النخيل حسب إحصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية بحوالي 85 ألف شجرة.

 وأشارت دراسة صادرة عن غرفة تجارة وزراعة وصناعة محافظة أريحا والأغوار في عام 2014، إلى أن زراعة النخيل من الإستثمارات الواعدة، إذ تضاعف إنتاج التمور ما بين عامي 2012 و 2014 بنسبة 100% لتصل كمية الانتاج إلى نحو 4000 طن. وهناك أنواع أخرى  من التمور في فلسطين كالبرحي والحياني والمجهول، وحسب إحصائيات وزارة الزراعة تستهلك السوق الفلسطينية سنوياً ما نسبته 85% من الإنتاج الفلسطيني من التمور، ويتم تصدير 15% من الإنتاج فقط.

وبحسب الدراسة التي قامت بها غرفة تجارة وزراعة أريحا، فإن صادرات التمور تشكل ما نسبته 50% من إجمالي الصادرات الزراعية خلال الأعوام من 2011 إلى 2014، لما تتمتع به التمور الفلسطينية من تطابق لمواصفات الجودة العالمية، والتي نافست التمور الإسرائيلية بجداره في الأسواق العالمية، وتشغّل 3200 موظف وعامل خلال موسم الحصاد، ومن المتوقع أن تتزايد كمية الإنتاج من التمور الفلسطينية خلال العام 2015  لتصل حوالي 5000 طن.

 

التمور النادرة: تمر تحت سطح البحر

يعتبر تمر "المجهول" أحد أجود أنواع التمور المنتجة فلسطينياً و اردنياً وإقليمياً وعالمياً؛ لأنه يزرع في مناطق دون مستوى سطح البحر؛ حيث تزيد فيها نسبة الأكسجين، ما يعطيه نكهة ولوناً مميزين. اما الناتج المتوقع لتمور"المجهول او المجول" للعام 2015 هو 4 او 5 آلاف طن، وهذا الرقم قد يتضاعف وربما يصل إلى عشرة أضعاف خلال عقد واحد حسب ما صرح مسؤولوا شركة نخيل المملوكة لشركة باديكو القابضة والتي يصل انتاجها من هذا النوع سنويا الى 400 طن من 26000 شجرة نخيل، فسوق فلسطين على صغر حجمه الا أنه سوق واعد. "يزرع هذا التمر النادر في الأغوار الفلسطينية وأجزاء من مكسيكو وكاليفورنيا، ولكن تبقى تمور "المجهول أو المجول" التي تزرع تحت سطح البحر هي الأكثر تميزا واعلاها جودة" .وهو ما صرح به المهندس طارق القواسمي مدير عام شركة الزراعون العرب في أريحا. 

وأكد مؤمن  مازن سنقرط مدير عام بال جاردن في اريحا والتي تنتج600طن من التمور  في السنة، الذي يتوقع نمواً كبيراً في الفترة القادمة قد يصل 30٪ سنوياً، نتيجة الطلب العالي والمردود المرتفع للعائد على الإستثمار

هذا وقد فازت فلسطين بالمرتبة الأولى (عن الفئة الرابعة) في جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في دورتها السابعة، كأفضل مشروع تنموي في مجال تطوير النخيل، والتي شاركت فيها 34 دولة عربية وأجنبية، بـ 137 بحث.  وفاز بالجائزة رئيس صندوق درء المخاطر والتأمينات الزراعية د.ناصر الجاغوب، ومدير مديرية أريحا في وزارة الزراعة أحمد فارس.

 

مواصفات شجرة النخيل من نوع المجهول أو المجوّل

أصل هذا الصنف من المملكة المغربية ولكنه اختفى من هناك بسبب آفات زراعية آلمت به، فتم نقل فسائله إلى كاليفورنيا ومن ثم إلى مناطق الأغوار في فلسطين والأردن. ويتميز هذا الصنف بجذع متوسط الضخامة، وسعف قصير متوسط الإنحناء، أما قواعد السعف فهي متوسطة العرض، تبدأ خضراء داكنة ثم تصفر، ويظهر بها خطوط أو تبقع بني في الوسط، يتراوح عدد الأشواك على السعف الواحد من 30 – 38، وعلى الرغم من أن ثمار هذا الصنف تقع تحت مجموعة الأصناف الطرية، إلا أن اللحم يعد أجمد (أصلب) من ثمار بعض الأصناف الأخرى. قد تتعرض ثمار هذا الصنف للضرر الناتج عن هطول الأمطار وإرتفاع الرطوبة الجوية ولكن بدرجة بسيطة. يتراوح محصول النخلة منه بين 80 – 100 كيلو جرام في العام.

 

المملكة الأردنية الهاشمية

يوجد في المملكة الأردنية الهاشمية حوالي ربع مليون شجرة، وتعتبر منطقة وادي الأردن الأكثر شهرة بزراعة النخيل وبعض مناطق الصحراء الشمالية الشرقية (الأزرق)، ويبذل الأردن جهوداً كبيرة لتطوير هذه الزراعة الملائمة لطبيعة جزء كبير من أراضيه. حيث بدء بإنشاء محميات زراعية لهذا الغرض حيث قامت دولة الإمارات المتحدة العربية بتزويد المملكة بخمسين ألف فسيلة أصلها أنسجة وهي من أصناف مختلفة لدراسة مدى موائمتها للزراعة. من هذه الأصناف: برحي، مكتومي، خلاص، جش رملي، خضراوي، رزير، زهدي، نميشي. أما الاهتمام بتمر المجهول فقد بدأ في الأردن قبل ما يقارب الخمسة وعشرين عاما.

 

التمر هو غذاء المستقبل 

وقد أفاد المهندس محمد بطاينة المدير العام لشركة اغري جوردن الاردنية AgriJordan (والتي تزرع ما يقارب 4500 شجرة) بأن النخيل هو زراعة المستقبل بسبب تفرد هذه الشجرة بقدرتها على تنقية المياه التي تمتصها من التربة بحيث لا تترسب بثمر التمر أية معادن ثقيلة أو عناصر غير مرغوب بها نتيجة للري بمياه الصرف الصحي المكررة والتي هي مصدر للعديد من مزارع النخيل بسبب النقص الحاد في المياه في المنطقة. ونتيجة لنوعية الألياف الفريدة للساق الطويلة للنخيل فهي تنقي الماء كفلتر طبيعي للمياه. وأكمل البطاينة، الذي يفتخر بكون تمور الأغوار الأردنية وبالأخص تمر المجهول هي من أفضلها في العالم، بأن مستقبل زراعة الخضار والفاكهة في خطر بسبب نقص المياه النقية، بينما تزداد فرص زراعة النخيل حيث ان مصدرها بالمياه المكررة يزداد بإزدياد عدد السكان. وبالتالي تبقى زراعة النخيل مجدية وبأسعار مربحة وبالتالي يمكن تحمل تكلفة عملية تكرار المياه لأغراض السقاية".

 

http://middleeast-business.com

 

 

 

 

 

 

 

 

Last modified on Thursday, 29 April 2021 20:15
Rate this item
(0 votes)

Leave a comment

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.