fbpx

مقابلة مع سعادة حمد بوعميم، الرئيس والمدير التنفيذي، غرفة دبي: الإمارات العربية المتحدة تقود الشرق الأوسط في عملية التحول الرقمي Featured

 

بقلم أيمن أبو الخير

(English)

ناقشت إحدى مقالاتنا الأخيرة المظاهر الرقمية لمجتمعاتنا، أو ما يعرف أيضا بالثورة الصناعية الرابعة. وهي تتميز باندماج التقنيات التي تزيل الخطوط الفاصلة بين المجالات الفيزيائية والرقمية والبيولوجية ... وهذه الظاهرة تحدث تحولا جذريا في نظام الإنتاج والإدارة والحوكمة، بل وتؤثر على المفهوم الأساسي للسوق والتجارة. ان الثورة الصناعية الرابعة تعمل على تشكيل الطريقة التي نقوم بها بأداء الأعمال بشكل كامل.

 

وبالفعل تقوم سويسرا بالاعداد لهذه الثورة الصناعية القادمة. ولكن يظهر هناك ايضا شريك اخر في شبه الجزيرة العربية، خرج من الصحراء لاغتنام الفرصة بالفعل والاعداد لهذا التحول الكبير.  دبي، مدينة الذهب، تتطلع لأن تكون مدينة ذكية مع اقتصاد قائم على المعرفة.

 

في الواقع، هناك العديد من  أوجه التشابه بين سويسرا و الإمارات العربية المتحدة. فكلاهما تملك اقتصادا تنافسيا بشكل كبير، كما تحتلان مكانة الصدارة فيم يخص الابتكار، وهي تعد وجهة جذب للمهارات العالمية والمستثمرين والسياحة. وتعد سويسرا على رأس القائمة من حيث ريادة الابتكار، وهي تعمل دون هوادة على تعزيز مكانتها في ضوء التغيرات الصناعية الحالية.

 

 وتنبع القوة الاقتصادية لسويسرا من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمبتكرة (حوالي 95% من الشركات السويسرية هي شركات صغيرة ومتوسطة) وتنوع اقتصادها. وكذلك الحال بالنسبة لدولة الامارات العربية المتحدة التي تمكنت من تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط الذي يهيمن على المشهد الاقتصادي في المنطقة العربية.

 

التعاون بين سويسرا والإمارات قوي جدا ويكتسب أهمية أكثر فأكثر. تعتبر الإمارات العربية المتحدة أول شريك تجاري لسويسرا في العالم العربي، وهناك العديد من المشاريع المشتركة أيضا. نذكر منها معهد العلوم التطبيقية (EPFL) الذي افتتح فرعا له في الإمارات وسويسرا لديها مراكز أعمال لدعم الشركات السويسرية في كل من دبي وأبو ظبي.

 

دبي هي مكان للابتكار ايضا. وقد اعتمدت مبادرة طموحة تهدف لجعل دبي مدينة ذكية. وهي تستند الى ستة ركائز تشمل الاقتصاد الذكي، المعيشة الذكية، البيئة الذكية، الحكم الذكي، السكان الاذكياء، وسائل النقل الذكية.

 

هذه التشابهات بين سويسرا والإمارات العربية المتحدة مثيرة جدا للاهتمام خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الثورة الصناعية الجديدة. وفي هذا السياق، كان من دواعي سرورنا أن نقابل شخصية لها حضور كبير على الساحة الاقتصادية في المنطقة.

 كان لنا هذا اللقاء مع سعادة حمد بوعميم، الرئيس والمدير التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة دبي، لإطلاعنا على رؤيته حول الاستعدادات التي قامت بها غرفة دبي من أجل مواكبة النموذج الصناعي الجديد:

 

ما هو حجم الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأين ترون إمكانات النمو في قطاع التجارة الإلكترونية؟ (مثل إنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمحاكاة، والبيانات الكبيرة والتحليل، وما إلى ذلك)

حمد بوعميم: تقود دولة الإمارات العربية المتحدة الشرق الأوسط في مجال الرقمنة التي تتوافق مع استراتيجية الابتكار الوطنية ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للعام 2021. وتحدد هذه الرؤية التكنولوجيا كأحد أهم سبعة قطاعات وطنية أساسية. وتتواصل الجهود داخل القطاعين العام والخاص في الامارات للانتقال الكامل نحو الخدمات الإلكترونية والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة في نهاية المطاف.

وبالنظر إلى التقدم الذي احرزته دبي تحديدا، من الواضح أن الإمارة في طريقها لتصبح واحدة من أذكى المدن في العالم. حيث يتم استخدام التقنيات المبتكرة لتحسين حياة المواطنين، ويتماشى السكان مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي. وقد قدر تقرير صدر مؤخرا عن شركة سيسكو (Cisco) وحكومة دبي أن القطاعين العام والخاص سيستفيدان من فرصة تبلغ 17.9 مليار درهم من خلال اعتماد تكنولوجيا إنترنت الأشياء بحلول عام 2020، وهو أمر بالغ الأهمية لإرساء أسس أية مدينة عالمية ذكية.

 

هناك مجالات عدة في الاقتصاد الرقمي يتوفر فيها إمكانيات هائلة للنمو. فعلى سبيل المثال، أعلنت الإمارات في عام 2016 عن خطط لتطوير واستغلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، بهدف إحداث ثورة في صناعة البناء والتشييد. كما حددت حكومة الإمارة مؤخرا هدفا طموحا لجعل ربع وسائل النقل بدون سائق بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، كشفت الحكومة عن مبادرات استراتيجية لتسريع وتيرة التقدم في هذه المجالات مثل مسرعات المستقبل في دبي وصندوق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتمويل الابتكار.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن معظم الخدمات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن الوصول إليها الآن عن طريق الأجهزة النقالة، وتم رفع سقف معدل الاستخدام المستهدف للخدمات الذكية بحلول عام 2018 إلى 80%. وبالإضافة إلى التجارة والاستثمار، تلعب الإمارات دورا هاما كمركز للعرفة والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط الكبرى. وتختار بعض الشركات الأكثر ابتكارا في العالم اختبار تكنولوجياتها وحلولها الجديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في حين اختار العديد من الشركات بناء مراكز البيانات الخاصة بها في دولة الامارات.

 

ما هي توقعاتكم طويلة المدى لقطاعات التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي؟

 

بوعميم: التجارة الإلكترونية هي أحد المحركات الرئيسية للنمو التي تقود الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط. فقد ذكر تقرير حديث لمزود الدفع عبر الإنترنت بايفورت أن سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط من المتوقع أن يصل إلى ثلاثة أضعاف قيمته، اي من حوالي 25 مليار دولار في عام 2015 إلى حوالي 69 مليار دولار بحلول عام 2020. من المتوقع أن تشهد ثلاثة من أكبر اقتصادات في المنطقة، وهي المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، زخما في هذا القطاع.

 

وستشهد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لديها أكبر حصة في سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة، ارتفاعا ملحوظا في قيمة التجارة الإلكترونية لتصل إلى نحو 10 مليارات دولار بحلول عام 2020، حيث أن المزيد من الشركات تقوم ببناء وتوسيع حضورها عبر الإنترنت، في حين أن الشركات الجديدة التي تدخل فضاء الانترنت سوف تخلق فرص عمل جديدة. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى نموا مطردا في هذا المجال.

 

ومع ذلك، لا تزال هناك إمكانات غير مستغلة في هذا القطاع في ظل الاحتياجات المتزيادة للمنطفة في مجال التكنولوجيا خاصة من جيل الشباب الذي يتحول بشكل متزايد إلى الهواتف الذكية والأجهزة النقالة للتسوق والحصول على الخدمات. ولا ينفي ذلك عدم وجود تحديات في هذا القطاع، ولكن بالنظر إلى النمو في الدخل المتاح، والنمو السكاني السريع في دول مجلس التعاون الخليجي، وارتفاع معدل انتشار الهواتف الذكية والإنترنت في هذه الأسواق، تبدو التوقعات طويلة الأجل إيجابية للغاية.

 

ما هي أكبر التحديات التي تواجه هذا القطاع؟

بوعميم: التحديات والفجوات في السوق هي جزء طبيعي من أي سوق للتجارة الإلكترونية سريعة النمو، وخاصة في الأسواق الناشئة. فعلى سبيل المثال، فإن الإنفاق عبر الإنترنت في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى منخفض نسبيا بالمقارنة مع الاقتصادات المتقدمة. ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب بما في ذلك المخاوف بشأن الدفع عبر الإنترنت، فضلا عن تفضيل المستهلكين للتسوق في مراكز التسوق التقليدية. وهذا يعني أن العديد من التجار لا يزال يتوجب عليهم التعامل مع الدفع النقدي. وفي الوقت نفسه، أدت التكلفة المرتفعة للخدمات اللوجستية مثل الشحن والاستيراد للمنتجات، وعدم وجود نظم معالجة راسخة، إلى وجود بعض العقبات أمام اللاعبين في مجال التجارة الإلكترونية.

 

ما هي شروط انشاء شركة في القطاع الرقمي؟ هل هناك أي مساعدات في هذا القطاع؟

بوعميم: كانت دولة الإمارات العربية المتحدة بمثابة منصة لإطلاق أنجح المشاريع في التجارة الإلكترونية والأعمال الرقمية في المنطقة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر سوق (Souq.com)، كريم (Careem)، وفيتشر (Fetchr). ولا تزال الدولة تجتذب الشركات الناشئة من جميع أنحاء المنطقة بحثا عن فرص نمو جديدة، وتقوم بذلك من خلال تزويدها ببيئة عمل داعمة تمكن الشركات من إقامة مشاريع بأقل قدر من المعوقات.

وتتطلع الحكومة باستمرار إلى طرق جديدة لدعم هذا القطاع وتعزيز الابتكار ونمو الأعمال التجارية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة التي لا تزال العمود الفقري لاقتصاد الدولة. فعلى سبيل المثال، أطلق سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، استراتيجية دبي الصناعية للعام 2030، من أجل رفع مستوى دبي إلى منصة عالمية للأعمال المستدامة القائمة على المعرفة والابتكار. وبالإضافة إلى ذلك، أطلق مؤخرا برنامج مسرعات مستقبل دبي بقيمة مليار درهم، وهو مخطط تنافسي يجمع بين الإدارات الحكومية والشركات المبتكرة لإيجاد حلول للتحديات القائمة.

من جانبها، توفر غرفة تجارة وصناعة دبي مجموعة واسعة من خدمات الدعم والتجارة الإلكترونية للشركات في الإمارة، مثل الدورات التدريبية، ومعلومات السوق، وخدمة قائمة الأعضاء الموثوق بهم، وخدمة الوصول إلى موقع علي بابا الالكتروني (Alibaba.com)، والتي فتحت الباب للشركات لتوسيع أنشطتها على الانترنت. كما أقمنا شراكات مع الشركات والمؤسسات المحلية والدولية في السنوات الأخيرة لتعزيز تبادل المعرفة وتسريع التقدم في مبادرة المدينة الذكية، بهدف تحسين الكفاءة والقدرة التنافسية وسهولة ممارسة الأعمال التجارية في الإمارة.

 

- كيف تدعم غرفة دبي رؤية الإمارة لتصبح مركزا للمعرفة والابتكار في المنطقة؟

بوعميم: بصفتها ممثلا رائدا للقطاع الخاص في دبي، جعلت غرفة دبي الابتكار محور خطتها الرئيسية للفترة 2017-2021. وتلعب الغرفة دورا نشطا في الوصل بين خطط وأهداف خطة دبي للعام 2021 لمجتمع الأعمال، في حين أنها تشجع الشركات لتسهم بشكل أكبر في استراتيجية ما بعد النفط في الإمارة.

وكجزء من جهودنا الرامية إلى تعزيز ثقافة الابتكار في القطاع الخاص، قمنا بايجاد شراكة مع شركة برايس ووتر هاوس كوبرز (PwC) في عام 2015 لتطوير مؤشر دبي للإبتكار الذي يغطي 28 مدينة عالمية ويقيس مخرجات الابتكار. فهذا المؤشر أداة هامة للتعلم والتطوير تمكننا من معرفة أين يتم إحراز تقدم، فضلا عن المجالات الرئيسية التي يمكن للشركات أن تتطور فيها.

وفي الطبعة الثانية من المؤشر في عام 2016، حققت دبي تقدما في التصنيف ووصلت للمرتبة الخامسة عشرة كمركز للأعمال متفوقة بذلك على أداء كل من شانغهاي وموسكو ومدريد. ويعزى هذا التطور إلى زيادة الاستثمارات التي تركز على الابتكار، والى توثيق التعاون بين القطاعين العام والخاص في الإمارة.

 

- كيف تساعد الغرفة رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب في بناء وتوسيع وجودها الرقمي؟

بوعميم: نعمل جاهدين على توفير البنية التحتية المناسبة لدعم رواد الأعمال في دبي والإمارات العربية المتحدة. ونحن نؤمن إيمانا راسخا بأننا قادرون على تعزيز وتوسيع نطاق الخدمات ذات القيمة المضافة المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة ورجال الأعمال من خلال فهم أفضل لاحتياجاتهم واهتماماتهم.

وتقدم "تجار دبي" ورش عمل وتدريب للشباب الذين يتمتعون بمواهب تجارية وهي تتيح لهم فرص فريدة لدخول تجربة دورة ريادة الأعمال وتعلم ما يلزم لبدء ونمو الأعمال التجارية. ويتاح للمشاركين الوصول إلى رأس المال الاستثماري والتوجيه والتشبيك، مما يسمح لهم التركيز على إنشاء أعمالهم الخاصة.

وتعمل الغرفة على رعاية وتطوير النظام البيئي لريادة الأعمال من خلال مركز دبي لبدء الأعمال ومسابقة دبي لصاحب المشروع الذكي. وقد أصبحت هذه المسابقة التي أطلقت بالتعاون مع مكتب دبي الذكي، منصة هامة لتوليد أفكار مبتكرة تدعم انتقال دبي إلى مدينة ذكية.

يربط مركز بدء الأعمال في دبي، الذي أنشئ في عام 2016 بالتعاون مع شركة آي بي إم، بين الشركات الناشئة ورجال الأعمال والمطورين وأصحاب رؤوس الأموال والطلاب، مما يمكنهم من التعرف على الفرص الجديدة وإقامة شراكات جديدة تسرع الابتكار وتحفز الاقتصاد المحلي. ويتيح هذا المركز للمجتمع المحلي التفاعل مع تكنولوجيا الحوسبة السحابية بطرق جديدة، مع تقديم عروض خاصة للشركات الناشئة للانضمام إلى برنامج اصحاب الاعمال العالمي التابع لـ آي بي إم والذي يوفر التوجيه والدعم والوصول إلى أدوات التطوير والموارد السحابية الخاصة بـ آي بي إم. هذه البيئة السحابية التفاعلية هي أول منزل رقمي لمجتمع التكنولوجيا في دبي حيث يمكن الزوار على الموقع من التعرف على فرص العمل الجديدة وأخبار التكنولوجيا المحلية وكذلك الاشتراك في الأنشطة التي تركز على التكنولوجيا وورش العمل واللقاءات وأكثر من ذلك.

 

هل تخطط غرفة دبي لأي نشاطات في المستقبل القريب تركز على الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال؟

بوعميم: تنظم الغرفة بانتظام الفعاليات وورش العمل والندوات التي تركز على التجارة الإلكترونية وريادة الأعمال والابتكار في إطار مبادراتنا وبرامجنا المختلفة. هذه الأحداث توفر للشركات والشركات الناشئة المعرفة والأدوات التي تحتاجها لتحقيق النجاح. ونحن نتطلع باستمرار لخلق المزيد من القيمة لأعضائنا من خلال الشراكات الاستراتيجية. في الآونة الأخيرة، وقعنا مذكرة تفاهم مع غرفة التجارة في هامبورغ لتشجيع الابتكار و انترنت الاشياء من خلال التعاون المشترك. كما أننا ننظم ورش عمل مع موقع علي بابا لمساعدة الشركات في الحصول على نصائح عملية ورؤى استراتيجية حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من هذه المنصة. وبالإضافة إلى ذلك، من خلال مبادرة "تجار دبي"، نعمل مع منظمات أخرى مثل سلطة واحة دبي للسيليكون ومركز دبي للريادة التكنولوجية لمساعدة الشركات على دخول هذا المجال.

 

 

 

Last modified on Wednesday, 05 April 2017 11:50
Rate this item
(2 votes)

Leave a comment

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.